تحقيق : شروق السيد _ عبير أحمد
” قاسم سليماني ” ، ذاك الإسم الذي تصدر عناوين الأخبار المحلية والعالمية في الأيام السابقة، الجنرال الإيراني كما يطلق الإيرانيين عليه ، ورأس الأفعي كما لقبه الأميركيين.
ذاك الرجل الذي أحدث منعطف خطير في مسلسل التصعيد بين ” طهران و واشنطن ” ، أثار خبر اغتياله قلق العديد من الدول ، حيث يتوقع الكثير حرب مباشرة بين إيران و الولايات المتحدة ، بما ان هذا يعد اشتباك واضح وصريح بين الطرفين بعد شهور من مواجهات غير مباشرة وحرب كلامية ينطلق منها عدم سعي الدولتين الي حرب بالمعدات الثقيلة.
صاحب هذا الخبر تضارب في الآراء في المشهد العراقي ما بين فرح وتأييد للضربة الجوية الاميريكية ، وتخاوف من الزج بالعراق في هذا المشهد المشحون بالغضب حيث صادف هذا الهجوم وجود المهندس ” ابو مهدي” ، الذي يشغل رسميا نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي بمدينة بغداد ، وإنما المقربون منه يعتبرون أنه القائد الفعلي للحشد الشعبي بالعراق.
لماذا أعلنت الولايات المتحدة الاميريكية مسؤوليتها عن مقتل ” سليماني ” ولم تكتفي بالصمت كعاداتها ؟ هل تدعو إيران لحرب مباشرة معها ام فقط استعراض القوة ؟
يجيب عن هذا التساؤل الكاتب السياسي 《 أسامة الهتيمي》، الباحث في الشأن الإيراني لجريدة نسر العروبة قائلا :- ( في اعتقادي أن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في هذا التوقيت بقدر ما أنه جاء ردا على انتهاك سيادة أمريكا في العراق حيث يعد سليماني المتهم الأول بالإشراف على عملية الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد ومحاولة اقتحامها وحرق بوابتها الرئيسية جاء أيضا تعبيرا عن نفاذ صبر واشنطن الذي طال لشهور طويلة التزمت خلالها بالصمت إزاء الاعتداءات المتكررة والهجمات التي اتهدفت إما قواعد لقوات أمريكية في العراق أو لقواعد مشتركة بين الأمركيين والعراقيين وأسفرت نهاية الامر عن مقتل مقاول أمريكي وإصابة آخري، متابعًا. في هذا الإطار فإن عملية اغتيال سليماني ربما كانت الخيار المر أمام أمريكا إذ لم يكن لها وردا على انتهاك سيادتها بهذا الشكل السافر الذي لا يمكن أن يقدم مع مبررا أو مسوغا يخفف من وطأته على أمريكا والأمركيين إلا أن توقم برد قاس يحمل رسالة مستقبلية شديدة اللهجة لكل من تسول له نفسه تكرار الفعل ومن ثم التأكيد على أن ثمة خطوط حمراء لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، موضحا إن الحقيقة أن عملية استهداف سليماني ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي جاءت صادمة للجميع فلم يكن في حسبان أي من الأطراف الفاعلة في العراق أن تخطط أمريكا وتنفذ مثل هذه العملية وهي التي ظلت طيلة الفترة الماضية منضبطة لأقصى درجة في تعاطيها مع السلوكيات والتحركات الإيرانية بما فيها الهجوم على شركة أرامكو السعودية النفطية رغم تهديد ذلك للاقتصاد العالمي،مضيفًا أن منبع الصدمة من العملية لا ينحصر فقط على طبيعة ووضع الشخصين اللذين لقى حتفهما جراء العملية لكنه أيضا تحسبا لما يمكن أن يسفر عنها إذ اعتبر الكثيرون أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة إشارات على تصاعد احتمالات نشوب حرب واسعة بين أمريكا وإيران الأمر الذي حتما سيدخل المنطقة في حالة صعبة لدرجة يصعب التكهن بها.
و علق “الهتيمي” ، أن هؤلاء المتخوفين من نشوب حرب ربما يستندون إلى ما يعتبرونه دوافع قوية لحدوثها إلا أنهم بهذا التصور تجاهلوا الكثير من حقائق مسار وطبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية التي تشي لنا بأن الرد الإيراني على اغتيال سليماني أضحى لديها الفعل الحتمي كون أن تمريرها للعملية دون رد سيكون رسالة سيئة للداخل الإيراني وللأذرع في الخارج والتي حتما في حال لم يكن رد إيران مناسبا ستفقد الكثير في مصداقية إيران وقدرتها على حماية رجالها وأذرعها،متابعًا؛ وأما فيما يخص شكل الرد ومكانه فإننا لابد أن نفرق بين أمرين أولهما قدرة إيران على الرد وهذه متوافرة إلى حد كبير ، فيوجد لأمريكا نحو 36 قاعدة أمريكية في المنطقة وجميعها يمكن أن تطالها الصواريخ الإيرانية بالإضافة إلى المصالح الأمريكية والأمركيين المتواجدين في دول المنطقة وثانيهما قدرة إيران على تحمل تبعات الرد وعليه فإنه وفي الوقت الحالي يمكن أن نقول إن الكرة في ملعب إيران فإما أن تتخذ قرارا بإحراز هدف تعلم جيدا أن إحرازه سيجر عليها الويلات ويعرضها لما لا يمكن أن تتحمله لحسابات كثيرة متعلقة بالوضع الاقتصادي والحالة السياسية في الداخل وإما أن أن تستجيب لنداء العقل ولدعوة أمريكا بأن لا يتجاوز الرد حدود حفظ ماء وجه إيران والالتزام بقواعد الاشتباك والخطوط الحمراء الأمريكية وهو وفق ما يتوافر حتى اللحظة الأمر الأكثر ترجيحا خاصة مع تواتر الأنباء حول تحركات دولية وإقليمية تستهدف تهدئة الوضع واحتواء الموقف وعدم الانسياق وراء المواقف المعادية.
هل العراق علي خط النيران ؟
لا يمكن نسيان ان الغارة الاميريكية الساحقة جاءت أعقاب اقتحام محتجين لمقر السفارة الأمريكية في بغداد بعد ضربات جوية نفذتها واشنطن ضد أهداف للحشد الشعبي ردا على مقتل متعاقد أمريكي حملت واشنطن حلفاء إيران في العراق المسؤولية عنه، وكما هو متوقع تعهدت إيران بالانتقام الشديد لمقتل قاسم سليماني ، و بمتابعة الأخبار المحلية داخل طهران أعلن التليفزيون الإيراني خبرا يضاعف المشاحنات مع ” أميركا ” قائلين نصا ” 80 مليون دولار لمن يأتي براس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ” ، وتعليقا علي هذا الخبر أفاد ” شريف عبد الحميد ” المتخصص في الشأن الإيراني .
ماهو رأيك فيما أعلنته إيران من مكافأة بقيمة 80 مليون دولار بمن يأتي برأس الرئيس الأمريكي ترامب ؟
بداية الذي أعلن حدد المكافأة التلفزيون الرسمي الإيراني، وقال مقدم برامج التلفزيون: «سكان ايران 80 مليون نسمة وعلى عدد سكان ايران، نريد نقوم بحملة لجمع 80 مليون دولار أمريكي تقدم مكافئة لمن يأتي برأس الرئيس الاميركي ترامب»،متابعآ إن يأتي الإعلان الإيراني كرد فعل على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في العراق الجمعة.
أضاف عبد الحميد عند سؤاله ماهو رد فعل إيران علي اغتيال قسام سليماني؟ بعد أكثر من 48 ساعة على قتل قاسم سليماني قائد ما يسمى بـ”فيلق القدس” والذي لم يوجه رصاصة واحدة تجاه القدس وإنما وجه كل إرهابه باتجاه العرب السنة فقط، الذي يعد أكبر من عملية تصفية زعيمي داعش والقاعدة أبو بكر الغدا.
في ظل تداعيات و مخاوف قيام حرب عالمية ثابثة قال رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” ، إن القائد السابق لـ”فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، “اضطلع بدور بارز في أعمال أدت لمقتل آلاف المدنيين الأبرياء في الغرب”.
وقال جونسون، إنه تحدث مع الرئيس الفرنسي” إيمانويل ماكرون”، والرئيس الأمريكي” دونالد ترامب” ، والمستشارة الألمانية” أنجيلا ميركل” حول الوضع في العراق.
و أوضح جونسون أن بريطانيا على اتصال مكثف مع كل الأطراف لتشجيع على وقف التصعيد في الشرق الأوسط ، مضيفا أنه سيتحدث مع زعماء آخرين وأصدقائنا العراقيين لدعم السلام والاستقرار.
و صرح جونسون ان سليماني كان يشكل خطرا على كل مصالحنا، مؤكدا أن لندن اتخذت إجراءات لتعزيز أمن البريطانيين ومصالح بريطانيا في الشرق الأوسط، على خلفية مقتله.
أما داخل واشنطن ، أصدر البنتاجون، بيانا جاء نصا ( بتوجيه من الرئيس، اتخذ الجيش الأمريكي عملا دفاعيا حاسما، لحماية الأمريكيين في الخارج عبر قتل “قاسم سليماني “، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني المصنف كمنظمة إرهابية بالولايات المتحدة الأمريكية ).
وأضاف البنتاجون : الجنرال “سليماني” كان منخرطا بصورة نشطة بتطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق والمنطقة، الجنرال سليماني وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل مئات الأمريكيين وقوات التحالف وجرح الآلاف الآخرين
وأردف البنتاجون في بيانه ،”الجنرال قاسم سليماني وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق هذا الأسبوع.. الضربة كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران.. الولايات المتحدة الامريكية ستستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم.
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي” مايك بومبيو” ، أن استراتيجية مواجهة إيران التي تعتمدها واشنطن حاليا، تقوم على استهداف “صناع القرار الحقيقيين” في إيران، وليس قوات تابعة لها في المنطقة، وشدد “بومبيو ” في تصريحه لشبكة ABC الأمريكية الأحد، على أن المسار الذي تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب ” تجاه إيران يختلف جذريا عما كانت تتبعه إدارة الرئيس السابق” باراك أوباما”.
وقال مخاطبا إيران: “كفانا هذا القدر. لن يعود ممكنا لكم استخدام قوات عميلة والاعتقاد أن وطنكم سيكون في أمان وسلامة. ردنا سيكون ضد صناع القرار الحقيقيين، وهم الأشخاص الذين يشكلون هذا التهديد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ودافع “بومبيو “عن قرار إدارة ترامب اغتيال قاسم سليماني، مشددا على أن جميع المسؤولين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية كانوا مقتنعين بأن السماح للجنرال الإيراني بمواصلة “حملته الإرهابية” كان سيكون أكثر خطورة من الخطوات التي اتخذتها واشنطن باغتياله.
وذكر “بومبيو “أنه إذا شنت الولايات المتحدة غارات على إيران، ردا على انتقام محتمل منها، فإنها لن تخرج عن نطاق قانون النزاعات المسلحة ،وعلى الرغم من إعلان ترامب قبل ساعات أن بعض الأهداف التي قد تضربها الولايات المتحدة داخل الجمهورية الإسلامية “تتمتع بأهمية بالغة لإيران وثقافتها”، قال بومبيو إن أي هدف للضربات الأمريكية المحتملة سيكون “هدفا مشروعا” وسيتم تحديده كي يخدم “مهمة واضحة”، وهي الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية مهما كلف الأمر من أموال و معدات و أرواح.
بالعودة الي تصريحات اردوغان الغير واضحة الانسياق فقد غرد الرئيس التركي ” رجب طيب اردوغان ” ، للمرة الثانية الأحد، على مقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، حيث اعتبر أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، وأن مرحلة أخرى ستعقبه.
وصرح خلال مقابلة تلفزيونية بأنه يعتقد أن قتل قائد رفيع المستوى لدولة لن يبقى دون رد، مشيرا إلى أن اختيار الولايات المتحدة لسليماني على وجه التحديد من شأنه تصاعد حدة التوترات في المنطقة.
وقال الرئيس التركي إنه يجب السيطرة على هذا التوتر قبل أن يصل مرحلة من شأنها إلحاق الضرر بجميع الأطراف، مبينا أن أنقرة تراقب عن كثب وبقلق أزمات قريبة تتعلق باستقرار وسلامة منطقتنا بسبب مقتل سليماني.
وأوضح أردوغان أن تركيا بذلت وتبذل ما بوسعها من أجل خفض التوتر الأمريكي – الإيراني، مؤكدا أن جميع الجهود والمبادرات الدولية المبذولة لنزع فتيل التوتر لم تنجح حتى الآن.
ودعا كافة الأطراف إلى ضبط النفس بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبين الرئيس التركي أن سليماني قتل بعد 4 أو 5 ساعات من محادثة هاتفية بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث علق قائلا: “لقد صدمنا بخبر مقتله.. لقد كان عملا مدبرا له”.
و تعقيبا أوضح الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشأن التركي ،” محمد ربيع الديهي”
قال ،إن لا شك ان مقتل قاسم سليماني اعاد من جديد الحديث حول احتمالات صدام مسلح في الخليج العربي بين الولايات المتحدة الامريكية وايران خاصة في ظل حدوث تصعيدات كلمية بين الطرفين فايران كانت تعتمد على قاسم سليماني لتنفيذ مخططها في المنطقه العربية فهو العقل المدبر لكثير من العمليات في العسكرية في الداخل العربي ، متابعآ بإن مقتل سليماني سيكون له تبعات كثيرة فهو رجل ايران الاول في المنطقة ربما تكون هذه التبعات اتضحت باعلان التلفزيون الرسمي الايراني مكافئة مالية لمن يقتل ترامب وهذا مؤشر خطير على التصعيد بيين البلدين وعن احتمالية قيام ايران باعمال ارهابية في العمق الامريكي وربما تقوم بدعم بعض الازرع في المنطقة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد قواعد عسكرية امريكية.
وأضاف “الديهي”،أنه لا شك ان هناك من سوف يغزي هذا الصراع الامريكي الايراني وخاصة الرئيس التركي رجب اردوغان فهو لديه الرغبة العارمة في ان تنشغل الولايات المتحده الامريكية بطهران وما قد يحدث من عمليات عسكرية في المقابل يقوم هو بتنفيذ مخططه التخرببي في العالم والمنطقة العربية ايران وتركيا كليهما لهم مصالح مشتركة في المنطقة العربية وربما حتمت الضروره عليهم ان يتعاوننا في فترة زمنية سابقة الا ان الرئيس التركي لن يوفت مثل هذه الفرصة ليغزي الصراع الامريكي الايراني من اجل اضعاف منافسة في المنطقة وتحقيق طموحه بعوده الخلافة العثمانية اضافة الى انه سيكون هو المستفيد من ذلك،مضيفآ الي ان انشغال الولايات المتحده والمجتمع الدولي بالصراع بين طهران وامريكيا سيخفف من حده الضغوط على تركيا نتيجة تدخلها في الازمة السورية والليبيا كذلك المجتمع الدول والاتحاد الاوروبي سينشغلان اكثر بالصراع الايراني الامريكي عن التدخل التركي في ليبيا وسوريا مما قد يسهل على اردوغان تنفيذ مخططه الاجرامي .
ولا ننسي مراقبة مصر للأحداث الحالية حيث أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا ،،دعت فيها الي احتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد،، “بقدر كبير من القلق،و تتابع وزارة الخارجية التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، التي تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه، ولهذا فإن مصر تدعو لاحتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد”.
واعتبرت وزارة الخارجية أن احتواء الموقف “يتطلب الوقف الفوري لكافة أنواع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول والشعوب العربية”.
ولفت ” هاني سليمان” ، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني، إن مقتل”سليماني”كان مدبرًا من فتره ، منذ تصنيف فيلق القدس كمنظمة إرهابية، وبالتابعية “قاسم سليماني” طبقًا للمادة 219من قانون الهجرة والتوطين الأمريكي، والذي تم إقرار هذه المادة في 9أبريل 2019م،حيث كان هناك العديد من المعطيات والمؤشرات تؤدي ألي هذه النتيجة ،نظرًا لأن قاسم سليماني قد تخطي الدور المسموح له في توطين وتعميق النفوس في الداخل العراقي ،وأيضًا تجنيد وتدريب ميلشيات ودعمها بالسلاح ،كان يؤدي أيضًا بعض الأدوار التي كانت يمكن أن تراها واشنطن ربما مرفوضة، لكن لم يصل إلي الحد الذي يمكن أن يشكل خطر إلا بعد محاولات إقتحام المصالح الأمريكية هي والسفارة الأمريكية في الفترة الأخيرة، وأنه يشكل حاله تحدي كبير إلي الإرادة الأمريكية، وبالتالي “ترامب” هو المحاصر داخليًا وسيناريو العزل والقصة التي كانت متواجدة في الفترة السابقة ،متابعًا أنه من وجه نظري أراد أن ياخذ تصرف مختلف وإيجابي، ومن الممكن أن يعلن تمرده علي الإجراءات الداخلية،وأنه غير معني بهذا الأمر ،وأيضًا ليحاول إلي تقويض سلوك إيران وتأديبه كنقطة تحول وإعلان عن بدء إستراتيجية جديدة قائمة على التصدي والإستباق وعنصر قطع الطريق على طهران أمام أي عملية إستباقية ،وبالتالي أنه أمر نوعي وسيكون له إنعكاسات خطيرة في الإقليم وبشكل مباشر في الداخل العراقي.
أضاف “سليمان” أن إغتيال وقتل” قاسم سليماني” “وأبو المهدي المهندس”، هما من العناصر المهمة وبالأخص “سليماني” بسبب مايشكلة من رمزية ومكانة كبيرة في تقدير الثورة كأحد أهم اضلع النظام الإيراني لتصديرالثورة وماتحملة من مكانة مركزية في الإيدولوجية الإيرانية ،وكونه أنه المهندس في تكوين الميلشيات ،ويحظي بنفوذ كبير ليس فقط في الداخل العراقي ولكن في سوريا ولبنان وغيرها من المناطق التي أشرف فيها على تكوين الميلشيات وتشكيلها وهي تدين له بالولاء والعمر الأخر ، وهو كان له النفوذ وتأثير سياسي كبير في أكثر من مكان ،فهو يقيل ويعين ويرفض ويحرك بعض المؤسسات لتنفيذ الأغراض والأهداف ،من أجل إنعكاس الرؤية الإيرانية وبالأخص في الداخل العراقي ، متابعًا إن كل هذه المعطيات تؤكد إن عملية قتل “سليماني” هي ليست حدث عادي وإنما هي ستكون علامة فارقة ،وماقبل وبعد مقتل “سليماني” سيظل عالق في أذهان الإيرانيين وفي العلاقات الدولية الأمريكية الإيرانية في الفترة الحديثه،وهذا ماصرح به “حسن نصر لله” الأمين العام لحزب الله اللبناني ،عندما قال إن مقتل “سليماني” سيظل حدث تاريخي ، ومن المتوقع أنه يمكن أن يعلن عن بدء مرحلة إستهداف الجنود الأمريكيين بشكل منفرد،ومحاولة محاصرة وإشنطن بشكل كبير وعلى إعتبار أخر هناك جملة من التهديات الصادرة من النظام الإيراني لمحاولة الإنتقام والرد بشكل كبير ،والرد بشكل عسكري كما أعلن بعض المنتمين إلي وزارة الدفاع والحرث الثوري الإيراني.
تابع الخبير في الشأن الإيراني، إنه يوجد حالة حراك وتطورات متسارعة في الأحداث، اليوم،حيث إن البرلمان العراقي وتحت ضغوط من حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وبعض المليشيات الموالية لإيران، تم الضغط على البرلمان العراقي لمحاولة دفعة لرفض الإتفاقية الأمنية في وجود القوات الأمنية الأمريكية في الداخل العراقي والتصويت على رفضها في ظل غياب كتلة السنة والأكراد في المكون البرلماني،وبالتالي دفع الأمور لعملية خطيرة في الداخل العراقي، متابعًا من وجه نظري أنه يمكن أن إيران ستحاول الرد على هذه الضربة بشكل أو بأخر ، لكن الفكرة أو الخلاف على شكل الرد وليس فكرة الرد نفسها وبالتالي هل سيكون هناك رد وهجوم بشكل مباشر و إستهداف للمصالح الأمريكية أو الجنود الأمريكين أو الدبلوماسين أوغيره وهذا سوف يشكل خطر كبير على إعتبار أن ماقدم عليه “ترامب” من إستهداف “سليماني” يعكس جدية شديدة وحالة من الإستنفار الأمريكي والإستعداد لمثل هذه الخطوة ،وكما تحدث “ترامب” أنه لديه 52هدفا إيراني قابل للضرب وبقوة أوبشكل حاسم إذا ما أقدمت إيران على أي عمل عسكري يستهدف الأمريكيين و تحدث عن العدد52 على إعتبار إن هو يمكن أن يكون نفس العدد الرعايا الأمريكين الذي تم إحتجازهم في السفارة الأمريكية لعام 1999م في السابق كدلل على عمق الرد وإن الأمريكين لاينسوا ابدا الأفعال الإيرانية.
أضاف أيضاً “مصطفي صلاح”خبير في الشأن الإيراني،من المحتمل أن يتسبب مقتل قاسم سليماني في تعقيد المشهد الأمني في المنطقة خاصة وأنه يعد مهندس التحركات الخارجية الإيرانية في المنطقة العربية، وبالتالي سينعكس ذلك على مستقبل تلك الخطط، وفي هذا الشأن يجب التنويه على أن السياسة الإيرانية برغم الضغط عليها
من جانب الولايات المتحدة إلا إنها تسعى دائما إلى إيجاد مخرجات مقبولة وآليات متجددة ضمن تكتيكات تضمن لها الاستمرار في هيمنتها، متابعآ من وجه نظره أن إيران سوف تلجأ إلى الرد على هذه العملية وإن كانت ستتمهل قليلا قبل اتخاذ مثل هذه السياسات، ويدعم هذا الافتراض أن النظام الإيراني يتعرض للكثير من الضغوط الخارجية وأن مقتل قاسم سليماني سيؤدي إلى توظيف النظام لهذه الحادثة لإعادة توحيد الداخل الإيراني في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها طهران.
تابع “صلاح”، إن يمكن القول بأن طهران ستعود مجددا إلى استهداف المصالح الإقليمية والدولية فيما يتعلق بتدفق المواد النفطية من مضيق هرمز عوضا عن استهداف الدول الحليفة للولايات المتحدة منشآتها الاقتصادية كما هو الحال في السابق واستهداف شركات أرامكو والسفن الإماراتية، وهذا الأمر بدوره سيؤثر سلبيا على حركة تدفق النفط من منطقة الخليج الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى ارتفاع في أسعار النفط،متابعآ فيما يتعلق بالقوى الإقليمية والدولية فإن هناك حالة من التوجس الناتجة عن زيادة مستوى التوتر بين واشنطن وطهران خاصة وأن مسرح المواجهة بين الجانبين يشمل العديد من دول المنطقة العربية الأمر الذى يمتد للتأثير على مصالح تلك الدول في المنطقة.
صرح الخبير في الشأن الإيراني،أن النظام الإيراني سيستغل هذه الحادثة في التبرير لمنطق الهيمنة الإقليمية وسلوكه الخارجي خاصة وأن هذه فرصة أمامه لتجاوز بعض التحديات الداخلية، وإعادة تثبيت أقدام النظام، ومن زاوية أكثر شمولية فإن الوجه الآخر لهذه العملية قد يعكس مدى اصرار الولايات المتحدة على مجابهة النفوذ الإيراني وميليشياتها في المنطقة العربية، خاصة أن هذه الحادثة جاءت بعد حصار السفارة الأمريكية في العراق، متابعآ بالنسبة للداخل الأمريكي فإن الرئيس ترامب يحاول أن يظهر أمام الناخب الأمريكي بأنه ملتزم بالدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وتأتي أهمية العملية العسكرية الأمريكية كونها جاءت بعد عملية عزل الرئيس ترامب واستمرار التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ومن ثم فإن ذلك سيسهم في زيادة مستوى الثقة في ترامب على مستوى الداخل الأمريكي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.