تقع الساعة داخل برج معدني بصحن مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين بالقاهرة
وتعتبر ساعة مسجد محمد هي أول ساعة دقاقة في تاريخ مصر، وكانت تعمل بنظام فريد ولا يوجد نسخ منها في دول العالم، وتعود صناعتها لعام 1845م، وقد أهداها ملك فرنسا حينذاك لويس فيليب إلى مصر في عهد محمد علي باشا منذ 175 عاما.
توقفت الساعة عن العمل، وأجريت محاولات عدة لإصلاحها آخرها كان عام 1984م، وقد أرسلت فرنسا أحد أبرز خبراء تصنيع الساعات لديها، بناء على طلب من وزارة السياحة والآثار المصرية، لفحص الساعة وإعادة تشغيلها.
الساعة الدقاقة والموجودة في صحن جامع محمد علي بقلعة صلاح الدين، لها قصة مميزة حيث تم إهداؤها لـ محمد علي باشا من قبل لويس فيليب ملك فرنسا عام 1843م، ومقابل هذه الساعة طلب لويس فيليب من محمد علي مسلة رمسيس الثاني التي كانت قائمة على اليمين الواقف أمام الصرح الرئيسي في معبد الأقصر، وتم نقلها بالفعل إلى فرنسا، وهي تقف حتى الآن وسط ميدان الكونكورد بباريس .
وصلت الساعة فعليا إلى مصر عام 1845م، ويبدو أنه كان من المقرر لها أن توضع بقصر محمد علي باشا بشبرا، ويوجد وثائق موجودة حتى الآن تتحدث عن مكافأة محمد علي للأسطى الذي أحضر الساعة إليه، وتم تخزين الساعة وقتها في قصر محمد علي بشبرا حتى عصر الخديوي سعيد، حتى استقر الرأي على وضعها في مسجد محمد علي بالقلعة.
وبعد توقف الساعة عن العمل كان هناك العديد من المحاولات لاصلاحها حتي ان الملك فاروق حاول إصلاح الساعة بنفسه، حيث قام بزيارة مسجد محمد علي عام 1943م، ويقال أنه كانت لديه هواية تصليح الساعات، وعندما رأى الساعة معطلة، أمر بتصليحها ونقل الماكينة الرئيسية الخاصة بها في ورش الصيانة بشبرا، ويقال أنه تم تصليحها بالفعل، وعملت لمدة ثلاثة أيام ثم توقفت مرة أخرى، وظلت متوقفة حتى عام 1984م، عندما تم ترميم القلعة، فقد تم إصلاح الساعة وقتها ولكنها توقفت مرة أخرى ولم تعمل منذ ذلك الحين.
وقد رأت وزارة السياحة والآثار أن إصلاح الساعة شيء مهم، لأنها قيمة مضافة للمسجد، فهي من أقدم الساعات في العالم، وهي الوحيدة من نوعها، ولأن الساعة فرنسية الأصل، لجأت مصر في تصليحها إلى أحد خبراء الساعات الفرنسيين كونهم يمتلكون الآلات التي جرى تصنيع الساعة بها، ونأمل أن تعود الساعة للعمل مرة أخرى دون توقف .
يذكر أن الساعة الدقاقة، هي أول ساعة توضع داخل مسجد، كان يراها الناس من كافة المناطق المحيطة بالقلعة وتتملكهم الدهشة من علوها وصوت أجراسها التي تدق في مواعيد الصلاة آنذاك، وتنتظر وزارة السياحة والآثار حاليا تقرير الخبير الفرنسي، وتوصياته لإعادة تشغيلها قريبا.