يعتبر “معبد الأقصر” صرحًا فرعونيًا عملاقًا مطلاً على كورنيش النيل مباشرة بوسط مدينة الأقصر، والذى بناه أمنحوتب الثالث فى الرابع عشر قبل الميلاد، ثم أضاف رمسيس الثانى فى الفناء الأعمدة والبيلون “المدخل” الأول، فأصبح يحتوى على مدخل وبرجين، كل برج فى شكل منحرف وأمامه تمثالان جالسان لرمسيس وبجانبهما أربعة تماثيل واقفة.
وقبل بناء المعبد الحالى كان يوجد معبد يرجع لعهد الدولة الوسطى، والذى بنته الملكة “حتشبسوت” بثلاثة مقاصير، كانت مخصصة للثلاثة مراكب المقدسة، وتحتوى الأولى على تمثال للإله “آمون” والثانية على تمثال للإله “موت”، والثالثة تمثال للإله “خونسو”، كما ووضع الملك الصغير “توت عنخ آمون”، تمثالين له ولزوجته عند المدخل الثانى لمعبد الأقصر، ثم نقش الملك حور محب، من أواخر الأسرة الثامنة عشر، والتى كان يزور خلالها الآلهة موت وآمون وخونسو معبد الأقصر فى 21 يوليو، وهو الشهر الثانى من موسم الفيضان لإقامة ما يقرب من شهر فى المعبد، وخلال هذا الشهر كانت تقام الاحتفالات كل مساء فى الفناء الثانى الذى شيده الملك “أمنحوتب الثالث”.
ويعتبر معبد الأقصر من أشهر الآثار التى تم تشييدها فى عصور الدولة الوسطى، فقد بناه الملك أمنحتب الثالث لعبادة الإله آمون رع، علاوة على تأكيد نسبه للإله آمون، فقد كانت التقاليد الفرعونية القديمة تحث على أن يتولى حكم مصر أحد أبناء فرعون سابق، أو على الأقل أن يتزوج من ابنة فرعون سبق له حكم مصر، وللأسف لم ينطبق على أمنحتب الثالث أى من الشرطين، لذا فقد أشار عليه رجاله وأتباعه المخلصين بإنشاء معبد ضخم لتمجيد وعبادة الإله آمون رع، سعيًا لتأكيد نسبه إليه حتى يتسنى له حكم مصر، وبالفعل فقد تحقق لأمنحتب الثالث ما أراد تمامًا وتمكن من حكم مصر.
وبمجرد دخولك لمعبد الأقصر ستجد المسلة التى بناها رمسيس الثانى لتصوير إنجازاته الحربية وانتصاره على الأعداء فيها، وهى عبارة عن البرج الأول بارتفاع 24 مترًا (79 قدمًا)، بناه رمسيس الثانى وزين البرج بمشاهد انتصارات رمسيس العسكرية فى (معركة قادش)، كما سجلت انتصارات الفراعنة فى وقت لاحق، وانتصارات الأسرة 25 (السلالة النوبية).
أما فى الداخل فستجد غرفة تسمى غرفة الولادة، وفيها ستجد على جدرانها نقوشًا تسجل الولادة المقدسة لأمنحتب الثالث باعتباره أحد أبناء آمون، وسعيًا لإرضاء كهنة آمون فقد قام أمنحتب الثالث بتدوين نقوش ورسومات تقدس أمون رع، وتبين فضله على الأحياء والحياة بوجه عام، وقد شارك رمسيس الثانى فى بناء هذا المعبد فقد أضاف فناءً مفتوحًا وصرحًا بغرض إقامة الاحتفالات الدينية.