تابعت د. عزة محمود رئيس القسم الأدبي:
استغاثة مدوية يطلقها عمال مصنع سماد طلخا بمحافظة الدقهلية مطالبين بعدم تصفية الشركة ويطالبون الجهات السيادية بإنقاذ أكثر من 2500 أسرة بعدد العاملين الذين يشكلون القوى البشرية بالمصنع
.. اليوم الخميس الموافق ٣١/ ١٢ / ٢٠٢٠ ومع انطلاقة عام جديد خرج العاملون بمصنع سماد طلخا في مسيرة حاشدة تطالب بوقف تصفية شركتهم خشية انقطاع أرزاقهم وضياع أسرهم. ولم تكن تلك الاستغاثة وليدة اللحظة بل هى نتاج تراكم تلك الأزمة لسنوات عدة،
وكانت أزمة مصنع سماد طلخا بمحافظة الدقهلية قد لاحت فى الأفق منذ عدة سنوات مضت عقب إصدار مجلس الوزراء قرارا بإغلاق شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية “سماد طلخا”، بعد الشكاوى المتكررة من المواطنين بانبعاث كثيف للنشادر وتعرض المواطنين للاختناق مما دفع مجلس الوزراء إلى اتخاذ قرار بغلق مصادر التلوث في المصنع ووقف انبعاث غاز “الأمونيا”، ومنح إدارة المصنع شهرين فقط لاتخاذ الإجراءات العاجلة لإصلاح صمامات وحدة حامض النيتريك. ومنذ قررت الحكومة في الستينيات من القرن الماضي إقامة شركة الدلتا للأسمدة الكيماوية داخل الكتلة السكنية بمحافظة الدقهلية عام 1975 فقد تحول الأمر إلى قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار فى كل لحظة لاحتواء المصنع على مواد خطرة قابلة للانفجار، حيث توجد خزانات أرضية تضر بالزراعات وبناء المصنع على مساحة 400 فدان من أجود الأراضي الزراعية، وصولا إلى مرحلة الانهيار التى لحقت به مؤخرا وسط احتجاجات عمالية متتالية. واليوم تتعالى صيحات العمال بالإبقاء على المصنع واستمرار نشاط الشركة مع المطالبة بتطويرها والتمسك بوجودها ككيان صناعي بنفس موقعها الحالي وكل ما يرغبون في تحقيقه هو الأمان لأنفسهم والمواطنين بمعالجة الأمر والتخلص بطريقة آمنة من مصادر التلوث البيئي وإصلاح الأجهزة التي تحوي صمامات حامض النيتريك للحد من انتشار غاز الأمونيا الضار بصحة المواطنين. معكم ومعهم ننقل تلك الصورة من الواقع آملين في حل تلك المشكلة وتوصيل أصواتهم للمسؤولين.. فهناك 2500 أسرة مهددة بالجوع والتشرد وهناك أرواح يجب الحفاظ عليها.. وبين هذا وذاك يجب تحكيم الضمائر.. معكم جريدة نسر العروبة