بقلم : الاديب عبد الستار الزهيري – العراق
.. وعلى أعتاب هذه الموج المضطرب من المشاعر المتداخلة بين السلب والأيجاب .
هناك إيحاءات داخلية تبرز الرحيل في عمق السكون ودراسة ما يحصل وما يحدث بين حنايا ليلك يا بغداد .. فلنا أن نقف ليس مذهولين بل مغبوطين من هؤلاء الفتية الذين امنوا بقضيتهم وعدالة مطلبهم فتية لا يهابون المنايا يتسورن بجدائل الشمس الذهبية .. لا يفارقون سوح العز .. عجبا من هكذا شباب .. البرد الصقيع لا يهزمهم ولا دخانية ولا رصاص حي .. كل شبر بيدهم يموتون ولا يتراجعون سلاحهم عدالة قضيتهم وعلما أما في يدهم أو يلتحفون به .. شيءٌ عجبا وفخار ليس بعده فخار صوت أجش جهوري هز عروش كل فاسد وقاتل يرددون نريد وطن وأمام هذا الطوفان من شباب اليوم والصبية الصغار يقف وحوش الليل بجيوشهم وأسلحتهم لكنهم مرعوبين ليس لديهم قضية لا يملكون من الارض شيئا حتى الشبر الذي يقفون عليه يرعبهم .. أي معادلة هذه .. شباب عزل سلاحهم صوتهم وراية بيدهم وجنودٌ مدججين بأشد انواع الاعتدة والاسلحة فتكا .. لكن نرى العجب المدججون يختبئون خلف خيباتهم وصباتهم كالحرامين يرمون ويختبئون وصبية بعمر الزهور وبصدورهم العارية يقفون بأجسادهم لا يختبئون كأنهم أطوادا عالية أو رؤوس نخيل شامخة أتعلمون الفرق .. الفرق بالعدالة والعشق .. أنت تعلمون من يعشق يفنى ولا يترك معشوقته .. هؤلاء الشباب عشاق من طراز خاص ليس هناك عاشقين يشبهونهم .. بل سيدرس عشقهم لحريتهم وأرضهم في السوربون وأوكسفورد وباقي الجامعات العالمية وفي كل المنابر .. سيأتون حجاج من الأقوام يحجون لساحة التحرير وسوح العز في عراقنا العظيم ليتعلموا الف باء العشق .. ويتعلموا معنى التضحية بلا مقابل مادي .. ويتعلمون السلوكيات التي تحصنهم من عدم بيعهم لإنفسهم .. هنا في ساحة التحرير كل المعاني وقوانين الشرف ستجدونها .. أتعلمون لا ليل هنا في بغداد الشمس تشرق 24*24 ساعة .. لا نوم ولا تعب ..
وأخيرا الآن تغير كل شيء .. قبل ثورة أكتوبر كنا نخجل نقول نحن عراقيون أما اليوم نفتخر بعراقيتنا وعراقنا ..
لدي مقترح لشباب الثورة .. بأذن الله بعد نجاح الثورة أطلب أن نجعل جبل أحد ( المطعم التركي ) متحف ثورة أكتوبر يجسد فيه فنيا تفاصيل الثورة وشهدائها ..