تركيا بين الدفاع والمهاجمة والاستقرارما هو مصير هذه العقوبات على الإقتصاد والعلاقات الثنائية؟

79925887 473491610212366 4934451651080617984 n

كتبت:عبير أحمد

تتعايش تركيا الأن الكثير من النزاعات والصراعات السياسية والإقتصادية على الساحه الدوليه،وذلك بسبب ماتقوم به الولايات المتحدة الأن ضدها من فرض العقوبات المستمره عليها مؤخرًامن ضمنها عقوبات إقتصاديه،حيث صرح الباحث في الشأن التركي”مصطفي صلاح” لجريدة نسر العروبة اليوم ،إن هناك عدة مسارات محتملة تتعلق بتأثير العقوبات الأمريكية على تركيا، بعضها موجه للداخل والبعض الآخر في مسار أنقرة الخارجي، ولكن من المرجح أن تستجيب تركيا للضغوط الأمريكية عليها في ظل عدم إمكانية الجانب التركي على تحمل الضغوط الخارجية المضافة إلى العديد من الأزمات الداخلية التركية،متابعًا وفي تقديري بأن هذه الأزمة وإن كانت في حيثياتها مختلفة عن أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون الذي كانت تحجتزه أنقرة من قبل، إلا أن النمط المتبع في هذا الأمر هو أن واشنطن ستفرض هذه المرة مزيدًا من العقوبات على تركيا خاصة وأن هذا الملف لا يتعلق بالداخل الأمريكي فقط، ولكن في هذه الحالة يتعرض للسياسة الخارجية الأمريكية واستراتيجيتها في المنطقة في ظل التهديد التركي بإغلاق قاعدتي أنجرليك وكورجيك أمام الولايات المتحدة والتي تستخدمهما في تحقيق بعض السياسات المتعلقة بمواجهة التنظيمات المتطرفة.

أضاف “صلاح”أنه. وبالنظر إلى سياق العقوبات فمن المحتمل أن تتضمن فرض عقوبات اقتصادية على قطاعات التسليح والشركات التجارية التركية، بالإضافة إلى وقف التنسيق العسكري المشترك بين الجانبين وكذلك استبعاد تركيا من الخطط العسكرية لحلف الناتو، الأمر الذي سيؤدي إلى التأثير بصورة كبيرة على الأوضاع الداخلية التركية وأيضًا تحركاتها الخارجية.،متابعًامن وجه نظره بأن الولايات المتحدة تعتمد على هذه الآلية لتنفيذ أهدافها، وأنها قامت بهذا التوجه من قبل في العديد من الخلافات مع تركيا،حيث ويمثل المتغير الأمريكي أكثر تلك الضغوط لما يرتبط به الدولتين من علاقات سياسية واستراتيجية كبيرة، ومن شأن هذه العقوبات أن تمتد للتأثير بصورة كبيرة على استقرار الوضع الداخلي التركي. كما أن استمرار تركيا في انتهاج سياسات تضر بالمصالح الأمريكية ستتسبب في زيادة مستوى التوتر بين الجانبين في الكثير من الملفات المرتبطة بصورة كبيرة بالدور الإقليمي التركي، ومن ثم فإن هناك توجه معتاد لدى واشنطن نحو المقايضة مع أنقرة في إطار هامش من التوافق الذي أضحى محدودًا للغاية بعد أن شهدت العلاقات بينهما ملفات خلافية في سوريا وليبيا ومنطقة غاز شرق المتوسط.

قال الباحث في الشأن التركي أن أمام تركيا مسارين يتمثل الأول في محاولة تجاوز هذه العقوبات عبر التصعيد مع الولايات المتحدة في الكثير من الملفات مثل ملف الأكراد أو ملف حلف الناتو أو من خلال زيادة مستوى علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الجانب الروسي وهذا الأمر يتطلب في ظني أن تمتلك تركيا الكثير من المقومات الداخلية التي من شأنها أن تضمن لها التأثير في ذلك،مكملًأ بينما يتمثل المسار الثاني في الرضوخ لتلك العقوبات ومحاولة التفاوض مع واشنطن حول بعض الملفات الخلافية التي من شأنها أن تذيب الجليد ولو بصورة مرحلية في مسار العلاقات الثنائية، واعتقد أن الأمر الثاني يطرح نفسه بقوة من حيث إمكانية التنفيذ كما أن هذا الأمر سيؤدي إلى مراجعة تركيا لسياستها الإقليمية التي تشهد توترات متعددة في عدة مناطق ومع الكثير من الدول وليس فقط الولايات المتحدة