كتب :عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
الكثير من الناس لا تعرف ماذا تعني حروب الجيل الرابع وخطورتها ولكن يعيشون
أضراراها باستمرار ولعل ما يشاع الان عن أن فيروس كورونا هي فيروس تم تصنيعه بغرض التجارة ولاسباب أخرى عديدة فالحروب الكيميائية احد أخطر حروب الجيل الرابع
ولأن تاريخ حروب الجيل الرابع متشعب جدا فسوف نتطرق في الحديث تحديدا
إلى السلبيات الكثيرة التي انتشرت في المجتمع المصري منذ عشرات السنوات بسبب تلك الحروب الخطيرة.
فبعد انتصارنا انتصارا أبهر العالم على من ادعوا انهم الجيش الذي لا يقهر ، علم أعدائنا إن عليهم إستعمال حيل أخرى بعيدا عن حروب المدافع والصواريخ والدبابات.
، حرب تكون أقل تكلفة وفي نفس الوقت تدمر العقول و تطيح بالأخلاقيات والقيم والعادات الأصيلة والقدوة خاصة بعدما تفككت الأسر وأصبح الكثير من فئات المجتمع يعاني الأمية بمفهومها المتنوع وأصبحنا نشاهد يوميا عدم إحترام الوالدين ولا المعلم ولا رجل الدين ويتم السخرية منهم من خلال كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية التي أثرت بالسلب في سلوك أجيال كثيرة وساعدت بشكل كبير على إظهار البلطجي والمنحرف أنه القدوة التي يجب أن يقتدي بها الشباب والتجاهل المعتمد للالاف من النماذج الإيجابية المشرفة في كافة المجالات بزعم ان السلبيات والانحراف والفساد هو فقط حال المجتمع المصري، وزادت حروب الجيل الرابع على الأفكار والهوية والانتماء من خلال جذب الأطفال و الشباب الي العاب الانترنت التي بها الكثير من العنف وتعليم السرقة والقتل والاغتصاب ودفعت من قبل البعض من مدمني بعض الألعاب الي الاكتئاب والانتحار.
وطبعا الفيس بوك وشبكة التواصل الإجتماعي عامة كانت سبب كبير في تراشق لفظي و معارك كلامية بين من يختلفون مع بعض في الرأي وتسببت في انقسام كبير بين المجتمع عامة بل وبين الأسرة الواحدة وهجر وتخوين الناس لبعضهم البعض، وزيادة الإباحية والخيانات الزوجية
بالإضافة إلى جنود العدو الذين هم من جلدتنا ومن وطننا الذين يشككون ويشوهون صورة الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة عموما ويدعون يوميا وهم خارج الوطن إلى مزيد من أعمال الفوضى والتخريب لاعادة المظاهر السلبية التي شاهدناها أثناء وبعد ٢٠١١ ولم يجني الشعب المسكين ثمار إيجابية منها كما كان يتوقع، بل لازلنا نعاني أخلاقيا ونفسيا واقتصاديا منذ ٢٠١١ وحتى الآن، خاصة بعدما قتل وضرب أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض ، وطبعا نشر الشائعات عبر السويشال ميديا من ضمن أهم وسائل حروب الجيل الرابع والتشكيك في الرموز التاريخية والدينية والتجاهل لأي شي إيجابي وقيم ، حتى ينشغل اكبر فئة من المجتمع دائما أما بالانحرافات الأخلاقية او الجنسية او الإدمان والنقد بأسلوب غير بناء دون فعل شي إيجابي يساهم في تطوير بلدنا للأفضل والاهتمام بتعديل السلوكيات الخاطئة داخلنا وداخل من حولنا من المسؤولين منا، فالكثير يتحدث مثلا عن الفساد وهو جزء منه يفسد في عمله مثلا ويستغل الآخرين ثم ينتقد ويسخر ويهاجم الآخرين على فسادهم وينسي نفسه، كل ما ذكرته هو جزء فقط من حروب الجيل الرابع وتحديدا بالنسبة لما يدبر وينفذ دائما لتدمير المجتمع المصري
وقد إنتبه لتلك الحروب الكثير من الفرق والمبادرات الايجابية التطوعية كفريق طموح للكنوز البشرية ومبادرته مبادرة إحنا بتوع الإيجابيات وعملت ولازالت تعمل منذ سبع سنوات ونصف متواصلة على لم الشمل دون أي توجهات حزبية او ما شابه ومكافحة التنمر داخل المدارس والجامعات ودور الرعاية الاجتماعية (الأحداث) بل وفي الحدائق والمكتبات العامة وغيرها من الأماكن المختلفة واستهدفت كافة فئات المجتمع المصري والعربي والافريقي بمختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية من متحدي الإعاقة خاصة وفئات المجتمع عامة وسعت لمكافحة الأمية بمفهومها الشامل وعمل تبادل خبرات وثقافات بين الجميع وتغليب روح العمل الجماعي ونبذ الأنانية والتصنيف واستعمال شبكة التواصل الاجتماعي في الخير كاكتساب المعلومات الهادفة وتشجيع الأسرة الواحدة على المشاركة الفعالة في جبر الخواطر ومكافحة السلبيات والفساد الداخلي والابتعاد عن الألعاب التي بها عنف وتنمر وعمل انشطة فنية ومسرحية وتوعية طبية واثرية ورياضية وعلمية والتعاون مع المبادرات الشبابية الأخرى لمكافحة الإدمان والأمية والبطالة والنصب والشائعات وغير ذلك من السلبيات وقد ذكرت هذا النموذج لنوكد اننا جميعا علينا واجب داخل كل مكان نتواجد فيه، علينا أن نتذكر عمليا ما علمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في بيته)
، يجب على كل أسرة ان تهتم أشد الاهتمام بتربية النفس وتحمل المسؤولية وان يكون الزوجين اكثر حكمة وقدوة لابنائهم، فالكثير من الأسر تعتمد على المدارس في توعية وتعليم أولادهم وظنهم ان العلم الجيد بالمدارس الباهظة التكاليف رغم اننا نعاني عموما من تدهور التعليم منذ عشرات السنوات، لذا يجب ألا يتواكل احد على دور المدرسة أو الجامعة فقط ونعلم جميعا أن الأساس من البيت ثم المدرسة والمسجد والكنيسة والإعلام
ومن المبشرات الايجابية ان هناك بالفعل الكثير من الأسر المصرية تهتم بابداعات ومواهب أولادهم وتنمي فيهم حب التعليم والرياضة والوطن والواعظ الديني وايضا في المدارس ستجد ان هناك كثير من المخلصين يعلمون الطلاب والطالبات بأسلوب متميز وحب وعطاء لتربية الأجيال ونفس الكلام ينطبق على دور العبادة وفي الإعلام هناك برامج يومية واخرى أسبوعية تهتم باستضافة المبادرات التي تخدم المجتمع بصورة عملية ولكن لا يجب إنكار ان المخلصون في تلك المؤسسات يعاني اغلبهم من التهميش والتجاهل وحقد المتقاعسون والحاقدون، لذا فكلما زادت المحبة و التعاون والتوكل على الله دون التواكل واخلاص النية ومواجهة الفساد الداخلي لقلوبنا وفساد من هم مسؤولين منا َونشر الإيجابيات في ظل انشطة جماعية خالية من المصالح الشخصية والحزبية وما شابه واستعمال شبكة التواصل الاجتماعي في مكافحة تلك السلبيات، كل ذلك وغير ذلك الكثير هو مواجهة واقعية عملية تقودنا الي نصر محقق بإذن الله مهما طالت الايام على حروب الجيل الرابع.