بقلم مصطفى سبتة…
تعلمنا العشق قبل الأوان
فلما كبرنا ودار الزمان
تبرأت منا وأصبحت تنسي
فلم نرفي العشق غير الهوان
عشقناك يا عشق عمرا جميلا
عشقناك خوفاً وليلا طويلا
وهبناك يوماً قلوبا بريئة
فهل كان عشقك بعض الخطيئة
طيورك ماتت ولم يبق شيء
بين نبضات ألعشق تحتويك
سوى الصمت والجوف والذكريات
أسافر عنك فاغدو طليقاً
ويسقط قيدى وأرجع فيك
وارجع فيك أرى العمر قبرا
ويصبح صوتى بقايا رفات
ولم يبق فى ألعشق غيرالضحايا
رماد من الصبح بعض الصغار
جمعت الخفافيش فى شاطئيك
ومات على العين ضوء النهار
ظلام طويل على شفتيك
وكل مشاعرك صارت عنيدة
فكيف سنشعرمنك الجميلا
ترى من نعاتب يا ليل قل لي
نعاتب فيك زمانا حزينا
منحناه عمرا ولم يعط شيئاً
وهل ينحب الحزن غير الضياع
ترى هل نعاتب حلماذبيح الشراع
ترى هل نعاتب صبحا بريئا
تشرد بين دروب الحياة
وأصبح سيفا كسيح الذراع
ترى هل نعاتب حبا قديما
وأصبح عشقا لقيط الشعاع
ترى من نعاتب يا قلبي
ولم يبق فى العمر إلا قليل
حملناك في العين حبات ضوء
وبين الضلوع مواويل عشق
وأطيار صبح تناجى الأصيل
فإن ضاع وجهى بين الزحام
وبعثرت عمرى فى كل أرض
وصرت مشاعا فأنت الدليل
ترى من نعاتب يا قلبي قل
وماعاد في العمر وقت
لنعشق غيرك أنت الرجاء
أنعشق غيرك وكيف وكيف
وكيف وعشقك فينا دماء
تروح وتغدو بغير انتهاء
أسافر عنك فألمح وجهك
فيغدو الفاتنات يغدو غدوا
يسد امامى كل الطرقات
وأرجع يا قلبي كى احترق
واهرب حينا فأصبح فى
الأرض طيفاً هزيلا هزيلا
وأصرخ في الناس أجرى
إليهم وأرفع رأسى لأبدومعك
فأصبح شيئا كبيرا كبيراً
طويناك ياعشق بين القلوب
وفينا تعيش ولاتسمعك
تمزق فينا وتدرك أنك أشعلت
نارا وأنك تحرف في اضلعك
تعربد فينا وتدرك أن دمانا تسيل
وليست دمانا سوى ادمعك
تركت الخفافيش ياقلبى تلهو
وتعبث كالموت في مضجعيك
وصوتى تكسر فى مسمعك
وأصبحت تحيا بصمت القبور
لقد غبت عنا زمانا طويلا
فقل لي بربك من يرجعك
فعشقك ذنب وهجرك ذنب
كيف أسافر عنك وقلبى معك
تعلمنا ألعشق قبل الأوان
