تُشاطِرُني بطوقُ الغرام

FB IMG 1599369035610


بقلم مصطفى سبتة
أُقاسِمُكَ المَحبَّةَ والوِدادا
ومِنْ فِقْهي أُبادِلُكَ الرَّشــــادا
حَبيبٌ لَوْ كَشَفْتَ الغَيْبَ عَنْهُ
وَجَدْتَ هواكَ قَدْ مــلأَ الفُــؤادا
تُشاطِرُني مَوَدَّتُكِ الأماني
كَاَنَّ الحُبَّ أَلْهَمَها السَّـــدادا
أرادَ بِنا الوُجودُ بِناءَ حُبٍّ
ولا بُدٌّ لـــــنا مـــــــــمّا أرادا
وَعِشْقُكَ بالمَوَدَّةِ نالَ مِنّي
فَعَلَّـمني المَحَبَّةَ والـــــوِدادا
أَتَيْتُكِ سائِلاً دِفءَ الحنانِ
لأَنْعمَ بِالسَّكينَةِ والأمـــــــــانِ
بَعَثْتُ إِلَيْكِ مِنْ لُغَتي رَسولاً
على مَتْنِ الرّفيعِ مِنَ البَــــيانِ
وَكُنْتُ بِما عَشِقْتُهُ مِثْلَ طَيْرٍ
أُغَرّدُ راكِباً فَوْقَ البَــــــــــنانِ
أُشَقْشِقُ تارَةً وأنوحُ طَوْراً
وَقَدْ رَحلَ المكانُ عنِ الزّمـــانِ
وَفي اللّيْلِ البَهيمُ رَأَيْتُ نَجْما
بَعيداً في الزّمان عن المــــكان
هَدَيْتُك في الهوى طَوْقَ الغرامِ
على طَبَقِ المَــــــــوَدَّةِ والوِئامِ
ومنْ عِطْرِ البَنَفْسَجِ فاحَ نَفْحٌ
من الحبِّ المُرَصَّعِ بِالـــــغَرامِ
وَتَحْتَ عباءَةِ القَمَرِ الْتَحَمْنا
يُحيطُ بنا الكَثيفُ مـنَ الظَّلامِ
وكانَ حَديثُنا شوقاً وَعِشْقاً
وَهَمْساً قدْ تَطَـــــــرّز بالكَلامِ
وفي بَحْرِ المَوَدَّةِ قَدْ سَبَحْنا
على نَغَمٍ تَعَــــــــطّرَ يالسّلامِ
أَرَدْتُكِ أنْ تُجيبي عنْ سُؤالي
لِماذا طالَني وَجَعُ اللّـــــــيالي
رَماني الهَجْرُ بِالأشْواقِ حَتّى
تَمَرَّدَتِ المَشاعِرُ في خــــيالي
أَمُرُّ بِجانِبِ الماضي فأَبْكي
وَدَمْعُ الهَجْرِ أَبْلَغُ في المِـــثالِ
أراحَ القَلْبَ أَنّي منْ حُروفي
أُداوي هِــجْرتي لأُريـــــحَ بالي
نَصيبي من شبابي في حياتي
قَصَيْتُهُ مُكْرَهاً في عُقْــــــرِ حالي
وَجَدْتُ الدّفْءَ في حُضْنِ الكِتابِ
وَمِنَ صَفَحاتِهِ انْطَلقَ انْسِيابي
هَداني بِالحُروفِ إلى ارْتِقاءٍ
تَرَبَّعَ فَوْقَ ناطِحَةِ السَّــــحابِ
تَفَرّدَ في مَحَبَّتِهِ صَفاءً
فَسُمّيَ بالصَّدوقِ مِنَ الصِّحـابِ
بِفَضْلِهِ أحْرُفي وَجَدْتْ سَبيلاً
يَقودُ إلى البِناءِ على الصّـوابِ
وَحُبُّكَ للْمُطالَعَةِ اهْتِـــــــداءٌ
وَوَعْدٌ بالصَّداقَةِ للكِــــــــتابِ
بَناتُ الفِكْرِ زادَتْ منْ غَرامي
فَضاعَفَتِ المَساعيَ باهْتِمامي
أحَبَّتْني على الإخْلاصِ حُبّاً
تَجَسَّدَ في الرَّفيـــعِ منَ الوِئامِ
أُغازِلُها فَتُبْدِعُ في هواها
وَتَسْــــــــمَحُ لي بِتَنْحِيِةِ اللّثامِ
وما لُغَتي سوى أصْلي وفَصْلي
وُمُلْهِمَتي بِما يَحْلو كلامـــــــــي
سَأَبْقى حامِلاً عَلَمَ التّحدّي
وَفي خَطْوي أَســيرُ إلى الأمامِ