ثرثرة مع الريح

FB IMG 1606133628337

عندما كنت قطة
كانت كل الأيادي
تسرق فرو ظهري
كنت ارسمني بأظافري
كما “باستيت” إلاهة برأس هرة
///

عندما كنت فراشة
كان كل المغرمين يتبارزون لاصطياد
جناحي
سفينة لعشيقاتهم

///
عندما كنت عين ماء
كانت كل الأفواه
تمتص ريقي وتملأ جرار جفنيها
بسائل محابر المداد
وكفوف حناء
///

عندما كنت وردا
كانت الرياح تبعثر
رحيق أمنياتي
وتُنبتني شجرة تفاح

عندما كنت طفلة شقراء
كنت أظل اليوم كله
في حديقة الطيور
يقولون أنني اشبه طيور الجنة
ضفيرتي تصلح قبعة الأميرات
فتغار الأميرات..
///

كنت أصنع لي شنبا طويلا
اخيف أخواتي البنات
أصهل في صحن البيت
بعصا وخيزران محدودبة كفقيه البتراء
///

لم أكن قط كالوزة
كنت أخشى أن أعري جسدي
فتظهر سوءاتي
في حمام السباحة.
وأنا لا أتقن فنّ العوم في المساء
///

فضلت أن أبقى
تلك الصبية الخرقاء
العب النرد مع اصحاب أبي
المتعاقدين مع الفراغ…
أتعلق باجراس الكنائس
قبل الوقت الاعتراف
رن..رن..حتى يستفيق القداس
بات يغازل شبقه خفية
الاخت ماري
الملفوفة الرأس كبطريق بحر الشؤم
بلا موج ولا ريش الببغاء
///

عندما أصبحت أنثى بحجم
طول نخلة بيتنا
كل يوم كنت أقيس قامتي
بشبر جدتي الفقيهة
بجسم دجاجة ثقيلة
أصبحت كل الأيادي تبعثرني
تقلب صفحات جسدي
كما ثوب الشتاء
لتتدفأ اشتعالا
رمادا لدواء حَوَل العيون الماجنة
وجبة لذيذة لكل أفراد العائلة
///

تمطر السماء أنواع اللمسات
يأتي الريح ثانية
كفم بندقية خرقاء؛
رصاصا يطلقني علفا
عبثا تتغير الأمنيات عواصف

استفقت على زواج بمستقيمين متوازيين
قبل ان تصل نهدي
بحجم تفاح “ميدلت” مكور كالبدر
في حالة الانتشاء
..
هامش
ميدلت مدينة مغربية تنتج اجود التفاح .

لالة فوز احمد
المغرب
…..الصورة بالاوبرا القاهرة