جائحة كورونا ومخاطر العزلة الاجتماعية لابنائنا”

7dbdfeeb b9d5 435e bf70 85b697dac3b8 1

بقلم/ ا. د. جمال خليل الدهشان عميد كلية تربية المنوفية الأسبق

مخاطر العزلة الاجتماعية لابنائنافى ظل الحجر المنزلى الصحى والذى اتفقت كل دول العالم على انه افضل وسيلة لمواجة الانتشار الرهيب لهذا الفيروس اللعين ، باعتباره الاستجابة الصحيحة لمكافحته والحد من انتشاره ، والذى ادى الى اغلاق المدارس والجامعات ، والاعتماد على تقديم بعض الدروس والمحاضرات من خلال التعليم الالكترونى والتعليم عن بعد ، بل ان بعض البلدان وصل بها الامر ان انهت العام الدراسى مبكرة واكتفت بتقويمهم من خلال بعض التكليفات من المنزل من خلال بعض القراءات واجراء بعض البحوث وهم فى منازلهم ، وبدت حياتنا فى ظل ذلك مؤجلة إلى زمن آخر، فقد أتى فايروس “كورونا” وفرمل كل شيء، كأنه أوقف الأرض قليلاً عن الدوران، ومن حيث لا ندري ، أصبحت حياتنا في عطلة قسرية ، تعلّقت الحركة ، أقفلت الطرق، فبدت مدن صاخبة ، وكانها غاية موحشة.
وقد ادى إغلاق المدارس بغية الحدّ من انتشار فيروس كورونا الجديد، إلى مشكلات واضطراب في تعليم ملايين الطلاب الذين كانوا يلتحقون بتلك المؤسسات، خاصة من ينتمون إلى بعض الفئات المحرومة أو ذوي الظروف الخاصة ، اضافة الى اضرابات اسرية ونفسية وصعوبات كبيرة فى حسن استغلال الوالدين للوقت الكبير الذى اصبح يمكثه ابنائهم فى المنزل وفى ظروف لم يكن احدا يتوقعها او مستعدا لها ، وبدات الشكاوى ، بل والصرخات تتوالى من جانب الوالدين والابناء انفسهم بسبب العزلة الاجتماعية وغياب الأنشطة الاجتماعية والتفاعل الإنساني، وإكساب الطلاب العديد من المهارات الاجتماعية أو ما نطلق عليه المهارات الحياتية ، فعندما تغلق المدارس أبوابها، يفقد الكثير من الأطفال والشباب علاقاتهم الاجتماعية التي لها دور أساسي في التعلّم والتطور، وحمايتهم مما يطلق عليه العزلة الاجتماعية بتواجدهم في المنزل تحاشيا لتفشي الفيروس في ظل حملة (الزم بيتك وتجنب الاختلاط).

وأصبح التواصل الإلكتروني ومجال إدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية هو الملاذ وافضل الوسائل لاستغلال وقت فرغهم من الحواسيب علاوة على الأجهزة الذكية، تلك التي جعلت كل فرد من أفراد العائلة يعيش في عزلة.

أن العزلة الاجتماعية التامة (الحياة بمفردك او فى محيط منزلك فقط ) قد تصيب الشخص بأمراض اكثر خطورة من كورونا، فعلى الرغم من أن العزل هو الاستجابة الصحيحة لمكافحة وباء فيروس «كورونا»، فإننا نحتاج إلى تنفيذ الإجراء المضاد تمامًا لمكافحة وباء الوحدة.

الامر الذى يتطلب ضرورة العمل على دراسة المشكلات النفسية والاجتماعية ، والتي يمكن أن يواجهها الطلاب في أثناء عزلتهم في المنزل بعيدا عن المدرسة وإعطائها أولوية، من خلال توفير الأدوات والانشطة المتاحة من أجل الربط فيما بين المدارس والأهل والمعلمين والطلاب، وتشكيل مجموعات لتأمين التفاعل الإنساني، واتخاذ تدابير لتقديم الرعاية الاجتماعية، اثناء تقديم التعليم عن بعد.
الا ان الوقع يشير الى ان الاسر لجات الى الحل الاسهل والمريح لذلك الامر ، وهو تركهم للشاشات الالكترونية ليقضوا معظم اوقاتهم امامها ، فى ظل اننا لا نستطيع منع أي فرد من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فهى متاحة للجميع وفى كل البيوت ، لكن يجب التنبه الى مسألة التقنين في الاستخدام، أي لفترات معينة، وعدد ساعات محددة، خاصة للأطفال الذين يعانون صعوبة في تعلم اللغة، أو تأخراً في النطق، وقد يُصابون بتأخر في النمو الاجتماعي، وأعراض عدم التواصل مع الآخرين، وتظهر لديهم بعض السمات التي تشبه مرض التوحد لقضائهم وقتاً طويلاً أمام أجهزة الآيباد والحواسب الآلية.وقد اشارات دراسات عديدة الى لجوء الاطفال الى الالعاب الالكترونية .

واذا كانت الشاشات وادمان الكثير من ابنائنا لها ، فانه مما زاد من لجوء الابناء الى ادمان الالعاب الالكترونية وجود اسباب عديدة ، من ابرزها طول فترة بقاء الابناء فى المنزل فى ظل الحجر المنزلى وتطبيق حملات (احمى نفسك ، خليك فى بيتك وغيرها ) ، و انخفاض مستوى الوعى لدى الوالدين بخطورة تلك الألعاب والسماح لأطفالهم باستخدامها فترات طويلة دون رقابة ؛ وسهولة استخدام الأطفال لتلك الألعاب وتوافرها بالمنزل ومن خلال اجهزة عديدة ، واعتقاد الآباء والأمهات أنها وسيلة آمنة للتسلية والترفيه ؛ وسماح بل وتشجيع كثير من الآباء والأمهات لأبنائهم لممارسة الألعاب الإلكترونية تخلصاً من ازعاجهم ؛ ورغبة بعض الأطفال في ممارسة تلك الألعاب من أجل الهروب من الواقع الحقيقي إلى العالم الافتراضي؛ إنشغال الآباء والأمهات عن أطفالهم وفشلهم في تحقيق التواصل الفعال معهم؛ تقليد الأطفال للوالدين في استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة ؛ وحالة النشوة والإحساس بالقوة التي يشعر بها الأطفال في فضاء الألعاب الإلكترونية خاصة القتالية منها ، والتي يفتقدونها في الواقع ؛ نجاح تلك الألعاب في قتل حالة الفراغ المادي والشخصي للأبناء فى ظل بقائهم فى المنزل لقترات طويلة ، ولما تتمتع به تلك الالعاب من عوامل جذب متنوعة.

واذا كان للالعاب الالكترونية مخاطر عديدة فى كل الاوقات والازمان ، الا انها ازدادت خطورة فى ظل الحجر المنزلى وبقاء الاطفال معظم اوقاتهم فى المنزل ، وترك الوالدان لهم فريسة سهلة لتلك الالعاب خاصة تحت زريعة الاستفادة من تلك الشاشات فى تعلمهم عن بعد بالشكل الذى وصل الى حد وصف ذلك بالادمان ، وفى هذا الاطار نرى من الضرورى تذكير الوالدين بما اشارات اليه العديد من الدراسات والبحوث من مخاطر ادمان تلك الشاشات .

وبمراجعة الأدبيات ذات الصلة أمكن تحديد أبرز الآثار السلبية لإدمان الابناء على ممارسة الألعاب الإلكترونية خاصة القتالية منها ، فيما يلى :
− المخاطر الصحية :
إن ممارسة الألعاب الإلكترونية القتالية بدون رقابة يشكل خطراً حقيقياً على شخصية الأبناء وصحتهم العامة ، ويحمل في طياته بعض المخاطر الصحية والسلوكية والثقافية التي ينبغي الالتفات إليها ، حيث يمكن ان تؤثر سلباً على بصرهم ، فحركة العينين أثناء اللعب تكون سريعة جداً مما يزيد من فرص إجهادها، كما أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الشاشات تؤدي إلى حدوث إحمرار العين وجفافها وكذلك الزغللة، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني، وفي بعض الأحيان الشعور بالقلق والاكتئاب.
كما أن جلوس الابناء لساعات طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية ، له العديد من الانعكاسات السلبية على صحتهم البدنية والعقلية، إذ تتأثر أصابع أيديهم وكذا عمودهم الفقري ورقبتهم نتيجة الجلوس غير الصحي، ويتأثر جهازهم العضلي نتيجة للحركة السريعة والمتكررة أثناء اللعب، ويتأثر مفصل الرسغ لديهم نتيجة ثنيه بصورة مستمره. إضافة إلى إهمالهم للأكل الصحي أثناء اللعب مما يجعلهم عرضة للإصابة بسوء التغذية والسمنة والبدانة في كثير من الأحيان.
يضاف الى ذلك أن الإدمان على ممارسة الألعاب الإلكترونية يؤثر سلباً على الوقت المخصص للنوم والراحة، حيث يضحي اللاعب بوقت راحته ليكسب وقتاً إضافياً في اللعب، مما يؤدي إلى التعب الجسدي والذهني. أن الجلوس في المنزل لممارسة الألعاب الإلكترونية وقلة التعرض لأشعة الشمس والحصول على الفيتامينات المهمة لنمو العظام قد يتسبب في مشكلات صحية للأبناء مستقبلاً، مثل هشاشة العظام ونقص فيتامين (د) ، وكذلك الشعور بالإجهاد البدني العام والاحساس بالصداع.
− المخاطر السلوكية:
لقد أصبحت الألعاب الالكترونية والقتالية منها ، عاملاً مساعدًا لإشاعة العنف التلقائي وباتت سمة العنف المجسد إلكترونياً من السمات الطاغية والمسيطرة على جل الألعاب الإلكترونية ، وربما ينعكس ذلك على نزع حساسية الابناء تجاه العنف وتحويل إيذاء الأخرين إلى أمر مقبول، بل وممتع يمارسه الأطفال والمراهقين يوميًا عبر عوالمهم الافتراضية ، وقد يؤدي ذلك إلى تراكم المشاعر والأفكار والسمات العدوانية لديهم ، إذ تعتمد معظم الألعاب الإلكترونية القتالية اعتماداً مباشراً على فكرة الجريمة والقتل والدماء ، ومن ثم يتنامى السلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين جراء الممارسة المتكررة لهذه الألعاب ما يجعلهم يميلون للجريمة والقتل بطريقة لا شعورية ، وهذا يؤكد ما ذهبت إليه بعض الدراسات السابقة أن العنف الممارس عبر الألعاب الإلكترونية القتالية يلعب دوراً أساسياً في تنامي السلوك العدواني للفرد، وأن سلوكيات الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للألعاب القتالية أكثر عنفًا .
فالألعاب الإلكترونية القتالية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين وتدمير أملاكهم والاعتداء عليهم دون وجه حق، كما أنها تعلم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها، وتنمي فيهم أساليب العنف والعدوان ، من خلال تقديم تلك المواد والأفكار في قالب من التحدي والمنافسة.
أن خطورة الألعاب الإلكترونية القتالية تكمن في الميزة التفاعلية التي تتمتع بها عن غيرها، والتي تتطلب من ممارسيها أن يتقمصوا دور البطل أثناء اللعب فيمارسون الضرب والقتل والعنف، ما يغرس في نفوسهم استساغة وقبول تلك الممارسات ، فتقليد الأطفال والمراهقين لما يشاهدونه، يجعلها تلتصق في عقولهم ، طريقة اللبس وأشكال وحركات الشخصيات التـي يرونهـا عبر الألعاب الإلكترونية القتالية ، مما يؤثر على بناء شخصياتهم مستقبلاً.
− المخاطر النفسية الاجتماعية: تشير الأدبيات ذات الصلة إلى أن الألعاب الإلكترونية القتالية قد تُعرض الأطفال والمراهقين إلى خلل في العلاقات الاجتماعية وتجعلهم يواجهون صعوبة كبيرة في التفاعل مع الآخرين ، وتجعلهم يميلون إلى العزلة والإنطواء على أنفسهم، مما يؤثر سلباً في نمو مهاراتهم الاجتماعية فالانعزال لساعات طويلة عن العالم المحيط بهم ، يؤدي إلى تقليص علاقاتهم الاجتماعية ويزيد من صعوبة تكيفهم مع الآخرين .
أن الألعاب الإلكترونية القتالية بما تحمله من أخلاقيات وأفكار سلبية تُسهم في مزيد من الانفصال الاجتماعي عن الآخرين ، حيث تؤكد دراسات عديدة على أن خطورة الألعاب الإلكترونية القتالية على المهارات الاجتماعية للأطفال والمراهقين تكمن في قدرتها على جذبهم إليها لساعات طويلة، ما قد يفقدهم كثيراً من المهارات الاجتماعية في إقامة الصداقات والتعامل مع الآخرين، ويجعلهم خجولين لا يجيدون التحدث والتعبير عن أنفسهم ، و يؤدي إلى ضعف علاقاتهم الأسرية، ويقلل من وعيهم بمشاعر الآخرين ، أنه في الوقت الذي يزداد فيه اتصال الأطفال والمراهقين بالتكنولوجيا أكثر فأكثر، يشهد المجتمع انفصالهم عن الآخرين، بل وعن البيئة الاجتماعية المحيطة كلها.
أن إدمان الأطفال والمراهقين على ممارسة الألعاب الإلكترونية القتالية يسهم في انطوائهم وزيادة احتمالية إصابتهم بالكآبة، وقد يُصب بعضهم بالتوحد، و يسهم في تنمية مساحة انفصالهم عن واقعهم الاجتماعي المحيط ويجعلهم في حالة خصومة دائمة معه.
− المخاطر الدينية:
تكمن المخاطر الدينية لادمان الالعاب الالكترونية خاصة القتالية فى ان محتوى كثير من الألعاب الإلكترونية القتالية ، يتضمن بعض الطقوس الدينية المسيئة للديانات ، وبالأخص الدين الإسلامي الحنيف ، ما قد يؤثر سلباً على معتقدات الممارسين لتلك الألعاب. كما أن التعلق الشديد من جانب الأطفال والمراهقين بممارسة تلك الألعاب قد يلهيهم عن أداء الفرائض وبالأخص تأدية الصلاة في أوقاتها، وقد يلهيهم عن طاعة الوالدين وتلبية مطالبهم، وقد يلهيهم كذلك عن صلة الأرحام وزيارة الأقارب .
كما تؤكد العديد من الدراسات أن مخاطر الألعاب الإلكترونية القتالية تكمن في إحتوائها على مضامين وقيم سلبية وبرامج هدامة تروج لأفكار وألفاظ وعادات تتعارض مع عادات وتقاليد مجتمعاتنا الإسلامية ، أن كثيرا من الألعاب الإلكترونية القتالية تحوي ثقافات ومضامين تخالف الشريعة الإسلامية ، ما قد يؤثر في عقول الأطفال والمراهقين ويقلل من الوازع الديني لديهم ، بل أنها قد تشجع الأطفال والمراهقين على ممارسة الرذيلة من خلال عرضها بعض المشاهد التي تروج للأفكار الإباحية، ومن خلال إشاعتها للصور العارية وتعويد اللاعبين عليها.
− المخاطر الدراسية والاكاديمية : تؤكد الدراسات أن ثمة علاقة عكسية مباشرة بين ممارسة الألعاب الإلكترونية القتالية والتحصيل الأكاديمي ، إذ يتسبب إدمان التلاميذ على ممارسة الألعاب الإلكترونية خاصة القتالية في إهمال دروسهم وواجباتهم ، اذ إن تعلق التلاميذ بممارسة الألعاب الإلكترونية القتالية يؤثر سلباً على دراستهم ونطاق تفكيرهم، كما أن سهرهم لأوقات متأخرة من الليل ممارسين لتلك الألعاب يؤثر بشكل مباشر على تركيزهم يسهم فى نغيير نظام حياتهم فيتحول ليلهم الى نهار وليلهم الى سهر ونهار ، وهو ما يمكن ان يؤدى إلى ضعف قدرة الابناء على التركيز في أعمال الدراسة والتحصيل.
كما اكدت الدراسات على ان تلك العلاقة تحدث نتيجة للإنشغال الدائم باللعب وحدوث بعض الآثار العقلية مثل التوتر والتشنج العصبي، و إنشغال تفكيره بهذه الألعاب وندرة اهتمامه بالدراسة وأداء الواجبات الدراسية ، ووضع اللعب من خلال الالعاب الالكترونية في صدارة أولوياتهم، بحيث يخصصون له القدر الأكبر من أوقاتهم غير مباليين بدراستهم، مما يؤدي إلى تدني مستواهم الدراسي.
− المخاطر الأمنية :
نظرا لان الكثير من الألعاب الإلكترونية خاصة القتالية منها ، ألعاب مستوردة تم صناعتها وبرمجتها خارج حدود المجتمعات العربية ، وقد تغرس في الأطفال والمراهقين مضمون فكري ثقافي معين على حساب المضمون الثقافي لمجتمعاتهم، الأمر الذي قد يُفقدهم الولاء للمجتمع ويُضعف ارتباطهم به، كما أنها قد تزيد من التعصب الطائفي والمذهبي لديهم، ويغرس في نفوسهم عدم احترام قواعد المجتمع وأنظمته. فالعنف الممارس في الألعاب الإلكترونية يتحول شيئاً فشيئاً إلى فعل وسلوك عدواني مألوف لتحقيق الفوز والانتصار، وغرس مبدا ميكافيلى الغاية تبرر الوسيلة ، وهذا يدعم القيم المناهضة للمواطنة مثل ضياع حقوق الآخرين وتدمير ممتلكاتهم والاعتداء عليهم دون وجه حق، فثقافة العنف والحرب والتدمير في الألعاب الإلكترونية القتالية لا تقوم على مبادئ الشرف والعدالة والتسامح بقدر ما تنادي بالقوة والانتهازية والسيطرة وعدم التقيد بالنظام العام ، كما أن كثيرا من الألعاب الإلكترونية تروج للعنف والجريمة والأخلاقيات السيئة، مما يؤثر في سلوكيات ممارسيها وتعاملاتهم مع الآخرين فينعدم لديهم الضبط السلوكي الداخلي، وقد يتعلمون منها سلوكيات الاحتيال والنصب ، فربما يحتالون على والديهم ليقتنصوا منهم ما يحتاجونه من أموال للإنفاق على هذه الألعاب. اضافة الى قد تنمي لديهم السلوكيات المعادية للمجتمع. تُولد فيهم ما يُعرف بفك الارتباط الأخلاقي Moral Disengagement، الذي يرتبط إيجابياً بتنامي السلوك العدواني بأشكاله المتعددة، حيث لا يوجد رادع أخلاقي يمنع الفرد من ممارسات العنف والعدوان.
واخيرا
​ اننا نؤكد على وجود مخاطر عديدة يمكن ان تترتب على العزلة الاجتماعية لابناءنا ، خاصة اذا ترتب علىها وادمانهم للشاشات الالكترونية اثناء وجودهم الدائم فى المنازل ، دون وجود اليات ، غير ادمان الشاشات والالعاب الالكترونية لشغل اوقات فراغيهم فيها .
​ وهو ما يجعلنا فى حاجة وبشكل عاجل الى توفير وتقديم برامج للارشاد والدعم النفسى والاجتماعى للاسر المختلفة لتوجيههم لكيفية التعامل مع تلك الظاهرة من خلالها الاستفادة من وجودالابناء فى المنزل ، وكذلك التخطيط الجيد لشغل أوقات فراغ الأبناء في أمور مفيدة ، مع توفير بدائل أخرى للتعلم والتسلية والمتعة والترفيه تناسب أعمار الأبناء ومستوياتهم العقلية ، واضافة المتابعه المستمرة للأبناء والجلوس معهم أثناء اللعب، وعدم السماح للأطفال دون سن (12) عام بممارسة الألعاب الإلكترونية القتالية نهائياً ، مع اعداد ادلة تربوية ارشادية للتعريف بالمشكلات التى يمكن ان يتعرض لها الاطفال اثناء وجودهم فى المنزل ظل ما يشهده العصر الحالى من تقدم علمى وتكنولوجية وما ينتج عنه من مماسات خاطئة يمكن ان يتعرض لها الاطفال فى ظل ذلك على ان تتضمن تلك الادلة ، على ان تتضمن تلك الادلة أنشطة حياتية بديلةاو بجانب تلك الشاشات ، يندمج فيها الابناء ويختلطوا بافراد اسرتهم ، على ان تكون تلك الانشطة ، متفقة مع هواياتهم ، ومتابعتهم اثناء ممارستهم لها ، وحفزه على التفوق فيها، ليتعلموا أن اللعب بهذه الأجهزة هو واحد من أنشطة عديدة يمكن أن نسلي بها أوقاتنا ونستفيد منها .

مراجع مختارة

1- امانى ابراهيم : الوحدة والعزلة الاجتماعية تسبب أمراضا أخطر من كورونا متاح على https://www.elbalad.news/4219087
2- أوصاف الفارس : الأجهزة الذكية كورونا العصر الحديث متاح على http://www.al-jazirah.com/2020/20200309/ms5.htm استرجعت 16/4/2020
3- جمال على الدهشان : أزمة التعليم والتعلم في ظل كورونا : الأفق و التحديات متاح على https://darfikr.com/article/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-
4- جمال على الدهشان : ظاهرة ادمان الاطفال للشاشات الالكترونية ،ودور رياض الاطفال فى التوعية بمخاطرها واليات مواجهتها ، المؤتمر الدولى الثانى لكلية رياض الاطفال جامعة اسيوط بناء طفل الجيل الرابع فى ضوء رؤية التعليم 2030 المنعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة اسيوط فى الفترة من 17-18 يوليو 2019