جزء ٢ العلاج الإسلامي للمشاكل الزوجية

117408881 297343494702129 8896149755305021499 n 1

بقلم الداعية الإسلامية مهندسة بهيرة خيرالله .

جزء ٢ : نذكر بما سبق من الحديث عن المشاكل الزوجية وكيفية علاجها كما شرع الله عز وجل ، وسن رسوله (ص) ولنستأنف الحديث عن نشوز الزوج وكيفية علاجه …

– – فكما عالج الشارع نشوز المرأة كذلك عالج حالة نشوز الرجل وتباعده : كما جاء فى قوله تعالي :{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [ النساء: 128]؛ فقد يكون نشوزه بسبب منها من حدة طبع وسوء خلق فلتتداركه ، وقد يكون بسبب لا تقدر علي تداركه وهو دمامة خلقتها أو مرضها أو كبر سنها ؛ وقد يكون بسبب سوء خلقه أو حدة طبعه فلتصبر عليه ، أو تقلب قلبه ومشاعره أو تزوجه بأخري تجذبه وتقوم بواجباته على الوجه الذي يرضيه مع تقصيرها فى حقه، فهنا تقوم باسترضائه فتتنازل عن بعض حقوقها عليه مادية أو جنسية بلا إلزام عليها، ليبقيها فى عصمته لتنجو من كارثة الطلاق .

وهذا ما فعلته أم المؤمنين ” سودة بنت زمعة” لما كبرت وأحست بميل النبي (ص) إلي عائشة تنازلت عن ليلتها لها، وفيها نزلت هذه الآية. هذا وللمرأة حق طلب الطلاق للضرر أمام القاضي مع أخذ كل حقوقها المادية ؛ كما أن لها حق الخلع مع تنازلها عن مهرها أو أكثر بحسب الاتفاق بينهما . – – –

والمرحلة الأخيرة إذا لم تنجح كل وسائل العلاج ، واستمرت حالة التمرد والنشوز واستمرار المشاكل وحلول الكراهية وفزع الأولاد وتأثرهم ، فلا مهرب من الفراق كما قال تعالي : { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)} [ النساء] ؛ فإن الله يغنيه عنها ومغنيها عنه بأن يعوضه الله من هو خير له منها ، ويعوضها عنه بمن هو خير لها منه.

* وهكذا نجد حرص الإسلام علي بقاء الرابطة الزوجية لقدسيتها ، فهي ميثاق غليظ استحلت به الفروج وامتهنت به المرأة؛ فينبغى علي كل من الزوجين أن يعلما أنه لا يوجد إنسان كامل فالكمال لله وحده ،

وعلي كل منهما أن ينظر إلي محاسن رفيقه وإلا يوجه اهتمامه إلي العيوب فقط ، وألا يقطع حبل المودة بل يُرخيه { لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا } [ الطلاق :1].

ونقول أنه تستطيع الزوجة أن تجعل من بيتها جنة ، بحيث يعشق ويحب الزوج أن يأوي إليه في كل وقت ولا يرغب بالخروج منه إلا للضرورة ، وقد تجعله غير ذلك فالأمر بيد المرأة ،

وبيد الرجل أيضاً ولكن الأساس هي المرأة فهي التي يجد الزوج عندها السكينة والطمأنينة وتذهب همومه ومتاعبه وترفع من معنوياته، كما قال تعالى :{وَجَعَلَ منها زوجَهَا ليَسْكُنَ إليْهَا } [الأعراف: 189] ولها أن تصبر عليه ، وقد قال (ص) : ( وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من زوجها وغيرته )؛

وقد بشرها (ص) بالجنة إذ قال : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت “؛ وقال (ص) : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الْجَنَّةَ ) . ونقول أيضا أنه علي الزوج أن يصبر علي زوجه ، وقد قال (ص) : ( أيَّما رجُلٍ صبر علي سُوء خلق امرأته ، أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطي أيوب علي بلائه ، وأيَّما امرأة صبرت علي سوء خلق زوجها أعطاها الله من الأجر مثل ما أعطي آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) . ….. فهلا طلبنا الجنة وما يقربنا إليها من قول أو فعل أو عمل !