بقلم : ايهاب الخطيب
معظمنا قد سأل نفسه أو وجه اليه أحد هذا السؤال ولو لمرة واحدة في العمر
هل ما لديك الآن هو كل ما تتمناه في كذا ؟
قد يكون السؤال هنا عن أي شئ ..عمل، مال، شريك حياة، منزل، صديق أو أي شئ.
وأعتقد أن من سيجيب بأنه يملك بالفعل كل ما يتمناه في هذا الشئ سيكون نسبة ضئيلة جداً..ذلك لأن الإنسان بطبيعته دائما يتطلع للأكثر والأفضل وإن لم يكن كذلك بطبيعته فإن طبيعة العصر من انفتاح على العالم ومنافسة الناس بعضهم البعض في إظهار ما يتميزون به للآخرين.. سوف يفتح مجالا دائما للتطلع الى ما عند الغير..للبحث عن الجوهرة التي سيكتمل بها جمال التاج.
وهذه طبيعة بشرية خالصه بدأت منذ خلق سيدنا آدم الذي أعطاه الله جنة لا شقاء فيها ولا حرمان ومع ذلك فإن مجرد معرفته بأنه لايملك أن يتذوق نوعا واحدا من الشجر قد عكر صفوه ودفعه لارتكاب أول معصية .
وإذا تفكرنا في هذا الحدث قليلا قد ندرك أن الله سبحانه وتعالى عندما وضع آدم عليه السلام في هذا الموقف ..لم يكن فقط على سبيل الاختبار ولكن ايضا على سبيل الإخبار.
ليخبرنا الله أنه قدر في هذه الدنيا على الإنسان أنه مهما نال من نعم وأشياء فإنه دائما ما سيكون هناك شيئ ناقص ..شيئ يجعل كل الأشياء التي نملكها ليست مثالية بالكامل..وعلينا إن أردنا السعادة في الحياة أن نسعى الى استكمال هذا النقص قدر استطاعتنا والحصول على جوهرة التاج ..دون أن نتعدى على حدود المحرمات بالطبع.. لكن أيضا مع كل محاولاتنا للوصول للكمال في شئ ما..فعلينا تقبل فكرة أن الكمال شئ لا يدرك إلا بشئ واحد. الرضا.
بعد كل محاولاتنا لاستكمال الناقص في أي شيئ فإن الرضا وحده هو القادر على الوصول بالإنسان لمرحلة الإحساس بكمال ما يملك في الدنيا ..وأقصد هنا بكمال الشئ في الدنيا أن هذه الطبيعة في نقص الأشياء هي شيئ موجود فقط في الدنيا.
أما في الجنة فهناك مجال للكمال في كل شئ ..
في الجنة سنحضر كل الأحداث التي غبنا عنها رغما عنا ..سنزور كل الأماكن التي لا تستطيع الأرض أن تمنحنا مثلها..سنجد الحب والفرح الذي لا تسعه قلوبنا في الأرض..سنلاقي الأشخاص الذين حرمنا من لقائهم واللذين اشتقنا لهم..سنجد الحرية في كل ما نريد.
في الجنة ستموت المحرمات والممنوعات..ستموت الظروف والمسافات..ستموت الدموع والأحزان والشيب والضعف..في الجنة سيموت الموت ..وسنحيا في ظل الرحمن حياتنا الكاملة المليئة بالرضا.
جوهرة التاج التي استعرناها من الجنة لنكمل بها كل ما هو ناقص ونداوي بها كل ما هو مؤلم في الدنيا..