جَارَةُ الْوَادِي

120044258 3524303547632696 7186785911283116101 n

الجزائر بقلم: أ. د. بومدين جلالي

تقديم :

– تلبية لرغبة بعض قرائي الذين يحبون معارضاتي الشعرية لمقاطع من قصائد كبيرة شهيرة في التاريخ الأدبي، أقترح عليكم معارضة الجزء الغزلي من رائعة ” زَحْلة ” لأمير الشعراء أحمد شوقي، والتي اشتهرت بـ “” يا جارة الوادي “” بعد أن أدّاها طرَباً الموسيقار عبد الوهاب والفنانة فيروز وغيرهما … قراءة ممتعة أتمناها لكم.

يَا جَارَةَ الْوَادِي أحِبُّ صَدَاكِ**وَأرَى سَجَايَا الْأمْسِ فِي ذِكْرَاكِ

بِالشِّعْرِ أسْمَعُ نَبْضَ شَوْقِي يَشْدُو ** لِلْكَوْنِ مَا قَالَتْ لَهُ عَيْنَاكِ

فِي اللّحْنِ -وَالْعُودُ الْأنِيقُ يُغَنِّي-**أجِدُ الْأمَانِي فِي الزَّمَانِ الْحَاكِي

يَا وَيْحَ رُوحِي حِينَ غَابَتْ نَجْوَى**كَانَتْ تَبُثّ الْعِطْرَ مِنْ نَجْوَاكِ

تُهْنَا وَتَاهَ السَّعْدُ فِي بَلْوَانَا ** وَيْلِي !! أقَدْ حَلَّ الْغُرُوبُ الْبَاكِي؟!

ذِكْرَاكِ أشْوَاقِي وَإشْرَاقَاتِي ** وَدَمِي … فَمَنْ هَـذَا الّذِي يَنْسَاكِ؟

فِي حَيِّنَا النَّائِي رَأيْتُكِ نُوراً ** وَهَوَى الْبَرَاءَةِ لَا يُرِيدُ سِوَاكِ

كُنْتِ الْجَمِيلَةَ فِي سَنَاءٍ يَزْهُو ** بِاللّطْفِ والْإبْهَاجِ حِينَ أرَاكِ.

أعْوَامُ ذَاكَ الْعَهْدِ مَرَّتْ طَيْفاً ** وَأنَا أرَافِقُ رِحْلَةَ الْأفْلَاكِ

وَالْيَوْمَ أحْكِي لِلّيَالِي عَنْهَا ** وَالسِّرُّ يَهْمِسُ : خَالِقِي يَرْعَاكِ

غَازَلْتُهَا دَهْراً بِجَانِبِ مَاءٍ ** يَجْرِي شِفَاءً لِلْفُؤَادِ الشَّاكِي

فِي جُلِّ أشْجَارِ الْمَدِينَةِ يَا مَا ** دَوَّنْتُ رَمْزَ غَرَامِهَا الْفَتَّاكِ!

كَانَتْ بِمِيرَاثِ الصَّحَارِي تَبْدُو ** كَغَزَالَةٍ، كَقَصِيدَةٍ، كَمَلَاكِ

هَوْناً تَسِيرُ، وَجَوُّهَا إِلْهَامٌ، ** وَالْوَحْيُ يُبْهِرُ صَفْوَةَ النُّسَّاكِ

كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ – كُلّهَا بَسَمَاتٌ – **لَمَّا أنَادِيهَا : مَتَى ألْقَاكِ ؟

أحْبَبْتُهَا حُبّاً بِغَيْرِ مَثِيلٍ ** مِنْ ذَا أتَى فَنِّي مَعَ الْإدْرَاكِ

ذَهَبَتْ، وَمَا ذَهَبَتْ بَوَارِقُ عِشْقِي**وَلَهَا أقُولُ بِحُرْقَةٍ: أهْوَاكِ.