حدث أمس ( جريدة نسر العروبة )

89712884 216323702891932 5103394494611456000 n

أعداد / عائشة مكى

وفاة المفكر والأديب المصري عباس محمود العقاد

عبّاس محمود العقّاد (1889-1964)، أديب ومفكّر مصري
هو أيضًاشاعر كبير يعتبر من أهم المدافعين عن الإسلام والوطن العربي
ظهر ذلك جليلاً في أعماله التي تناولت عظماء الإسلام وعلى رأسهم سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
فاستحق عباس محمود العقاد لقب عملاق الأدب العربي .

هوأحد روّاد المنطق العقلاني والعلمي في مقارباته الفلسفيّة والدينيّة.

نشأته

ولد عباس العقاد في مدينة (أسوان) في يوم الجمعة الثامن والعشرين من يونيو عام 1889م
كان أجداد العقاد يعملون في صناعة الحرير فعرفوا بذلك اللقب العقاد؛

والذي يطلق على من يعقد الحرير، ونشأ الطفل الصغير عباس بين أسرة متدينة في بيت
ريفي قديم وتلقى عباس العقاد مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم
في كُتَّاب القرية.. حتى إذا ما بلغ السابعة من عمره ألحقه والده بمدرسة
أسوان الابتدائية، وبين جدران هذه المدرسة ظهرت علامات الذكاء والنبوغ على
عباس العقاد، وكان مدرس اللغة العربية يعجب به إعجابًا شديدًا، كلما طالع
كراسته في الإنشاء.

رحلته الإبداعية

عمل بجريدة الدستور مع المفكر
الإسلامي الكبير محمد فريد وجدي سنة 1907م ….

أجري حديثًا صحفيًّا مع الزعيم سعد زغلول، وكان وزيرًا للمعارف في ذلك
الوقت…..
فأحدث ضجة صحفية كبيرة، وفي عام 1909م تعطلت صحيفة الدستور فاضطر
محمد فريد وجدي أن يبيع كتبه ليسدد بها أجور العمال وأصحاب الديون،ويعود إلى بلده في أسوان

عاد إلى القاهرة مرة أخرى وكان ذلك سنة 1911م فاشترك في تحرير
جريدة البيان

والتقى فيها بالكثير من الأدباء والشعراء أمثال: طه حسين،
وعبد الرحمن شكري، والمازني.. وغيرهم من حملة الأقلام.

ولفتت كتابات العقاد أنظار الكاتب المشهور في ذلك الوقت ومنهم محمد المويلحي
مدير قسم الإدارة بديوان الأوقاف، فاختاره مساعد كاتب بالمجلس الأعلى بقلم
السكرتارية

ثم عمل في جريدة المؤيد لصاحبها في ذلك الوقت الصحفي الكبير” أحمد حافظ عوض”

قام بتحرير الصفحة الأدبية فيها، ولم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره.

وفي فترة عمله بهذه الجريدة وبالتحديد في عام 1914م قام الخديوي
برحلة في الوجه البحري ليجمع الصفوف حوله ليستعيد شعبيته وصحب معه أحمد
حافظ عوض ليصوغ كتابًا عن هذه الرحلة يسميه كتاب الرحلة الذهبي
فوجئالعقاد الذي كان ينوب عن أحمد عوض أثناء غيابه بالجريدة بمحاولات لإغرائه
بالمال ليشترك في تحرير هذا الكتاب الذي يهلل للخديوي ويشيد به
في حين
وكان العقاد في ذلك الوقت يهاجم الخديوي في كتاباته
فغضب لكرامته، وترك المؤيد إلى غير
رجعة مفضلاً الجوع على النفاق.

كتب العقاد فصولاً نقدية في مجلة عكاظ مع الشاعرين المازني وعبد الرحمن
شكري من سنة 1912م إلى سنة 1914م ولكنه خرج من عمله بالأوقاف بتدبير من
رجال الخديوي

عاد إلى البطالة والحاجة، وعاد إلى بلدته أسوان يستجير بها….
سنة 1914م وظل ببلدته يكتب الشعر والخواطر.

وبعد سنة1916 اشتغل بالتدريس في المدارس الحرة، هو وصديق عمره إبراهيم عبد
القادر المازني حتى اندلعت ثورة سنة 1919م فشملت البلاد من أقصى الشمال
إلى أقصى الجنوب
وخلال تلك الفترة عمل العقاد بجريدة الأهرام، وسخر قلمه لـ
للدفاع عن الثورة ورجالها، فتركت مقالاته أثرًا كبيرا في نفوس المصريين،
وكانوا ينتظرونها بشوق ولهفة، سُئل الزعيم سعد زغلول ذات مرة عن العقاد

وفي شتاء عام 1921م عاوده المرض، فعاد إلى بلدته أسوان
وفي تلك الفترة نشر كتاب الديوان الذي أصدره
بالاشتراك مع المازني وهاجم فيه الشاعر أحمد شوقي هجومًا شديدًا.

وقد بعث عباس العقاد في نهضة مصر الأدبية روحًا جديدًا، وأسهم في النضال
الوطني

كان قلمه أقوى سلاح، وقد استعان به سعد زغلول لمناصرته والدفاع عنه
فظل العقاد يدافع عن حزب الوفد المصري بعد وفاة سعد زغلول، ويفضح
الفساد

ففي سنة 1930م صاح صيحته المشهورة في مجلس النواب -وكان عضوًا به-
قائلاً: إن الأمة على استعداد أن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور
ولا يصونه

فاعتبروا قولته هذه عيبًا في الملك فؤاد، وحوكم العقاد عن تلك التهمة
وحبس تسعة أشهر

وعانى ما عانى من الشدائد، واحتمل متاعب السجن
والاضطهاد، وذاق الفقر، وعانى المرض، وكان العقاد على صلة بأسرة تجاوره،
عرفت ما يعانيه من فقر وبؤس، فعرضت عليه سيدة نبيلة القلب من هذا البيت
حليها ليرهنه، حتى يستطيع تدبير أموره والتغلب على مصاعب الحياة، ورد
العقاد لها المعروف بعد موتها بأن كفل ابنة لها ورعاها وأفاض عليها من
العطف حتى كانت تدعوه بأبيها!!
وظل يدافع عن وطنه وعن الإسلام دفاعًا شديدًا

وكتب العديد من
الكتب عن عظماء الإسلام، فكتب عن محمد صلى الله عليه وسلم… وأبي بكر
الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وعمر وخالد بن الوليد، وعثمان بن عفان، كما كتب الفلسفة القرآنية،
والإسلام في القرن العشرين، وحقائق الإسلام وأباطيل خصومه، وما يقال عن
الإسلام.

والعقاد شاعر كبير من مجددي الشعر في النهضة الأدبية الحديثة، وعرف هو
وصديقاه الشاعران المازني وعبد الرحمن شكري بأنهم أصحاب مدرسة الديوان
وأصدر العقاد نحو عشرة دواوين من الشعر منها وحي الأربعين.

كما أن له العديد من الدراسات والبحوث في كافة المجالات الأدبية
والاجتماعية والسياسية، وفي سنة 1956م تمَّ اختياره عضوًا بالمجلس الأعلى
لرعاية الفنون
والآداب، وفي سنة 1960م كرمته الدولة فمنحته جائزة الدولة التقديرية للآداب تقديرًا منها لجهوده في مجال الفكر والأدب.

وفاته….
وفي سنة 1964 مات عملاق الأدب عباس العقاد، ورحل عن
عالمنا بعد أن ترك ثروة أدبية ضخمة لأجيالنا القادمة، وبعد أن دافع بقلمه وفكره عن الإسلام والمسلمين.

من أقواله…..

“لا شيء يؤذي الروح أكثر من بقائها عالقة في مكان لا تنتمي إليه”.

” الكتب نوافذ تطل على حقائق الحياة “

.”عقيدة الانسان ميزان أخلاقه”

“التجارب لا تقرأ في الكتب و لكن الكتب تساعد على الإنتفاع بالتجارب”.

من أهم ميزات العقّاد أنه يعتبر أن التفكير فريضة
وهوضرورة لبقاء وتطور المجتمع
فلا يوجد في القرآن الكريم، والسنة النبوية ما منع التفكير

وأنّ ما يسمّى بموانع استخدام العقل المسلم ما هي إلا محض خيالات وافتراءات.

ليس هناك في العقيدة الإسلامية ما يصده عن التفكير وإعمال العقل والأخذ بالأفكار الجديدة المجربة والصائبة منها

وأنه بإمكان الفرد أن يختار ما يناسبه من عادات وسلوكيات طيبة يقتبسها من الأمم الأخرى.