فريرا هو الحل الأمثل وعلى الإدارة عدم التدخل
كتب: إبراهيم سعد
يمر نادي الزمالك بفترة عصيبة خلال التوقيت الحالي رغم فوزه بأخر مواجهتين لمسابقة الدوري المصري أمام طنطا وأسوان، إلا أنه بعيد كل البعد عن صراع الدوري وحتى أن فرصه ضئيلة بالمعترك الأفريقي حول هذا ينفرد “نسر العروبة” بحوار ناري مع مدرب ونجم الفريق السابق عصام مرعي.
يعد عصام مرعي أحد النجوم الحاصلين على بطولات عديدة رفقة الفارس الأبيض بالألفية الماضية، وكان له دور كبير بعدد البطولات الأفريقية والمحلية الحاصل عليها الفريق، إضافة لكونه مساعد المدير الفني السابق ميتشو ورحل وهو بمنصب الرجل الأول رغم عدم إتمام الاتفاق.
كيف يجد عصام مرعي أداء الزمالك مع مديره الفني كارتيرون؟
والله أنا أرى أنه لا يوجد جديد بالنسبة لتطور الأداء والشكل، ولكن لدي وجهة نظر أن الزمالك من بداية الموسم يعني أنا رؤية بهذا الشكل لأن الأمور تغيرت عن ٢٠ أو ٢٥ عاما ماضية تواجدت خلالهم وحصلت على البطولات مع الفريق، وكانت وقتها توجد ثوابت مثل قوام ثابت ورئيسي للفريق مع تحديد ما يحتاجه من صفقات بالأماكن الفارغة وليس بتغير ١٥ أو ٢٠ لاعب دفعة واحدة، بحيث أن هذا أدى لعدم وجود عناصر تملك روح البطولة نتيجة وجودهم بفرق مع كامل الاحترام لهم ولكن لم يتذوقوا طعم البطولات، حتى أننا نجد أن الزمالك منذ العام ٢٠٠٤ دوري عبد الحليم علي ورفاقه لم يحقق للعام ٢٠٢٠ إلا دوري واحد فقط خلال ما يقرب ١٦ عام وهذا عندما توافر لديك مدرب جيد مثل “جوسفالدو فيريرا”.
إذا كان لديك الاعتراض حينها على رحيل المدرب البرتغالي؟
بالتأكيد بالتأكيد هو احنا هنهذر بالكلام ده وهذا ما تسبب بطولات لو تواجد المدرب لتم حصدها خلال الأعوام الماضية هذه ولكن تم الاستغناء عن أفضل مدرب جه في تاريخ الزمالك.
ألم يكن ميتشو يستحق تولي إدارة فريق بتاريخ وعراقة الزمالك؟
لا هو مدرب جيد ولكن يمكننا أن طريقة تفكيره وأسلوبه لم تتماشى مع اللاعبيت، ومثال على ذلك حينما تولى كارتيرون النادي الأهلي وخسر نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي ورحل للرجاء المغربي دون جديد لنجلبه ويكون تحت أيدينا وينفذ ما نراه والدليل أنه لأي مدير فني سوبر وليس متوسط لابد وأن يكون معه من ثلاثة معاونين لإحدى عشر، ولكننا أتينا به ليفعل ما نراه ويكون تحت يدي مجلس الإدارة.
بصفتك مدرب نجم كبير لو كنت متواجدا داخل النادي حاليا من هو الرجل الأنسب ليكون مدرب الفريق؟
كان يمكنني فعل المستحيل ودفع أضعاف ما يقبضه ميتشو وأعطيه للبرتغالي فيريرا بل وأذهب للبحث عنه مرارا وتكرارا.
هناك فكرة راسخة لدى الجماهير الزملكاوية بأن المستشار مرتضى منصور عندما يجد مدربا صارما ويغلق على الفريق، ينزعج ويسعى بقوة لرحيله فما رأيك بهذا؟
والله أنا وأنت من خلال متابعة الفريق لكم المدربين اللي تعاقد معهم ولم يكمل منهم عدد كبير لمدة شهور حتى. يتخطون العد على كلتا اليدين ليصلوا بنحو عشرين مدرباً، إذا هل هكذا أحداث بأي نادي في العالم! مدرب يأتي ويرحل بأقل من شهر ومدرب واحد فقط هو أكمل عام واحد من بين كل هؤلاء، على النقيض تماما نجد أن النادي حافظ على مدربه “مانويل جوزيه” لسنوات عديدة وعندما وجدت الإدارة أنها أخطأت برحيله خلال الفترة عادت لتصبح الخطأ وظل معهم لوقت طويل لرؤيتهم بأن هذا في مصلحة الفريق.
من وجهة نظرك ما هو ترتيب البطولات بالنسبة للجمهور من حيث الأهمية؟
بالطبع البطولة الأهم هي الدوري المصري ولكن أين النتائج بعد كل تلك الصفقات المدوية البالغة ٢٥٠ مليون جنيه، حيث أن الهدف منها مواصلة الصراع بالمارسون الطويل مسابقة الدوري المصري، ولكننا هذا الموسم ألقينا الفوطة مبكرا منذ الجولة التاسعة بالتعادل مع فريق مصر والخسارة من إنبي ثم التعادل مع سموحة والإنتاج الحربي مع الهزيمة من الطلائع، في ظل ما فعله ميتشو بإراحة لاعبين مثل طارق حامد ومحمد عبد الغني وعبد الله جمعة وإيقاف عناصر أخرى وجاء كارتيرون دون جديد، إلا أن الإدارة مكبلة واللاعبون يمسكون يد المجلس مما يوجعهم من ناحية الشكل أمام الجمهور لذا يضطرون لإعطائهم رواتبهم، فمن المفترض كما ذكرت أن يكون الصراع على الدوري بتلك الصفقات الأسابيع الأخيرة مع الأهلي، إلا أن ما حدث العكس ونجح الأهلي بالفوز وتحقيق العلامة الكاملة من عشر مواجهات وأصبح الأمر عادي تماما لدرجة الاحتفال بالفوز على طنطا.
كيف التباعد في العقود بين اللاعبين؟
هناك عدم وجود فن بإدارة النادي بمجلس الإدارة بمعنى ضرورة عدم وجود أي تدخل بالأمر الفتية، أما عن نقطة تباعد أو الفوارق المادية الكبيرة بين اللاعبين …. إذا هذا ما أدى لخروج جنش وطارق للحديث بوسائل الإعلام، طبعا ولكن هناك تسلسل الأحداث بشكل التالي:
١- عندما عدنا من الخسارة أمام مازيمبي الكونغولي ووقتها لم يتوقع أحد أننا نفوز وهو أمر طبيعي، مثلما فشل الأهل والزمالك من قبل خلال السنوات الماضية، ولكن الحقيقة أن أداء اللاعبين كان بعيدا لعدم تلقيهم أي من المستحقات وحينما عدنا كنا نحن الجهاز الفني مع ميتشو كبش فداء وقبض اللاعبين مستحقاتهم المتأخرة رغم الهزيمة.
٢_ عندما خسرنا من طلائع الجيش بنتيجة ٣-٢ مع الرأفة، خرج مرتضى منصور وأعطى اللاعبين عشرة ملايين جنيه وهي ثاني مناسبة الفريق يخسر ويتناول اللاعبين مستحقاتهم، ثم تكرار الأمر مع التعادل أمام الإنتاج وسموحة بصمت تام على جهاز كارتيرون وكأن الأمر عادي أضف على هذا حجة السحر المتكررة، فيما زاد الأ مر صعوبة حينما خسرنا نقطتينةكانتا بالمتناول أمام زيسكو الزامبي وأخذ اللاعبين مكافأة وبهذا أصبح الأمر والوضع تجاري.
هل تعود كل الصعوبات والمشاكل لعدم كون هؤلاء اللاعبين من مدرسة النادي؟
لا لا لم يعد هناك معنى ولاء أو انتماء هذا انتهى تماما، لم يعد موجودا والدليل على هذا لاعب مثل عبد الله السعيد لديه الإمكانية الرحيل من الأهلي واللعب لبيراميدز ثم اللعب الزمالك إن أمكن.
لا يوجد أي من اللاعبين بالفريق يستحقون تلك الأموال الطائلة؟
خالص خالص دا شئ مبالغ فيه لدرجة ولا يستحقوا ربع أو حتى نص المبالغ دي.
ما الذي ساهم بإرتفاع الصفقات لهذا الحد المبالغ به؟
اللي ساهم هو صراع القط والفأر بين الكبيرين الأهلي والزمالك يدخلون المنافسة واللاعب وإدارات الأندية هم المستفيدون فقط، مثال لاعب مثل عواد جميعنا نعلم أنه حارس مميز ولكن من غير المعقول أن يكون عقد اللاعب خلال خمسة أعوام ٨٠ مليون جنيه ولا تنسى خالد بو طيب وعقد البالغ أربعة ونصف مليون يورو، وعلى الرغم من كل هذا نجد خسارة السوبر وتسليم الدوري مبكرا للأهلي ولم يعد لديك غير البطولة الأفريقية، وحتى بحال تخطيط دور المجموعات لديك موعد صعب أمام الترجي التونسي ولديك مدرب كارتيرون تاريخه ليس جيدا بعدة مواجهات حينما كان مدربا للأهلي، وهنا نجد الفارق هو عندما كان الأهلي بظروف فنية صعبة لم تتدخل الإدارة وتكاتف اللاعبون ليحقق بالنهاية الدوري الموسم الماضي مع ترك الأمور الإدارية لمدير الكرة “سيد عبد الحفيظ” والفنية السويسري فايلر، فالزمالك يحتاج لأن يكون به انضباطا وعدم تدخل بالأمر الفنية.
هل يعني كلامك هذا أنه كان هناك تدخلا بعملك أنت وميتشو؟
لم يتدخل أحد بعملي فأنا مدرب منذ سنوات بالدرجة ولم يجروء أحد بالتدخل في عملي، أما بالنسبة لميتشو حقيقة لا أعلم إن كان يسمح للإدارة بالتدخل في عمله أم لا.
بصفتك نجم ومدرب سابق بالزمالك كم لاعب ترى أن هناك ضرورة لرحيلهم؟
هناك مجموعة لا تستحق التواجد وأخرى مميزة تقدم كل ما لديها، ولكن لدينا مشكلة كبيرة بتواجد عشرة لاعبين أسفل الفرود أو الهجوم أشبه بكتيبة وهو ما يأخذ من حق لاعبين أخرين لم نراهم، فمن المفترض تواجد ثلاث لاعبين بالداخل ومثلهم بالاختيار وهو أقصى شئ، ثم منطقة وسط الملعب وعدم تواجد عناصر. كافية أو بدائل مميزة للاعبين مثل طارق حامد وساسي نظرا لعدم استرداد محمد حسن مستواه وهو من الأساس ليس اللاعب اللائق بمستوى فريق مثل الزمالك.
كيف أنهى الزمالك الألفية الماضية كأكثر نادي متوج بالبطولات الأفريقية وما هو الفارق الحقيقي الآن عن الماضي؟
أنا بفضل الله وحمده حصلت على لقبين من خمس ألقاب حقوقهم الفريق، هذا نتيجة أننا كنا مجموعة لاعبين مميزين مثل رضا عبد العال وحسين عبد اللطيف ومصطفى نجم وإيمانويل أمونيكي بالإضافة لتواجد ٧ نجوم وقتها عائدين من المشاركة ببطولة كأس العالم، بحيث أن التناغم بين الخبرة والتميز أدى لحصولنا على الدوري موسمين على التوالي ولو لم يحدث كنا نتوج ببطولة دوري أبطال أفريقيا أبطال الدوري، فمن الضروري أن يتذوق الجيل الحالي من اللاعبين طعم مسابقة الدوري ولكن الأمر أصبح تجاري.
من وجهة نظرك الحل الأمثل للزمالك هو تغيير إدارة النادي أم أشياء أخرى لإعادة ترتيب البيت الأبيض؟
أرى أنه لابد من أن تكون هناك أهداف واضحة للإدارة ويصرون عليها من أجل الجمهور، ويتم تحديث الفكر أو تغيير لمواكبة العصر الحالي خاصة أن النادي أصبح به أمور مادية جيدو، لذا من الضروري أن تكون أهداف النادي بعراقة الزمالك وتاريخه هي فقط البطولات ولو لم يحدث هذا يكون من الأفضل لهم الرحيل.
الجماهير تتسأل عن دور رموز النادي وأنت منهم فأين دوركم لحل الأمور الخاصة بالفريق؟
يعود الأمر الآن فقط لمجلس الإدارة فهو وحده المسؤول عن كافة الأنشطة والألعاب الرياضية بالنادي.
أخيرا هل أنت مع المصطلع الشائع بين مشجعي النادي أن النادي أصبح كرسي وشمسية؟
طبعا وهذا حقيقي ولديهم كل الحق، لأنهم كجمهور يسعون لتواجد الزمالك رأس برأس مع الأهلي وهو غير موجود من الأساس ولكن لازالت بطولة الدوري بالملعب رغم فارق النقاط مع الأحمر.