خَـمْـرِيَّـــاتٌ ونُـدَمَـــاءٌ

FB IMG 1607201026007


بقلم: تـــامـــر إدريـــس

_ كيف تجتمع عندي كل هذه المُشَهِّيَات ولا أبتغي المزيد؟!، بريق عينيك يأسرني، يجذبني، يرسلني إلى الأعماق، يملكني ولست على التحقيق أبعده، بحور بلا قيعان، بلا شطآن.

_ كنوز لا تقنص كذا لا تنقص على الدوام، شهب من النيران تلتحف ذاك السواد، مُقَلٌ من عجيج مزدان بالكهرمان، بؤبؤ بارقٌ كحبات لؤلؤ على صفحات المرجان.

_ ما أكمل الروح!، وما أروع البنيان!؛ دعجاء العيون حوراؤها؛ مالكتي أنت دون قيد، أراك لمهجتي شاحذة الأنصال مزكِّيَةً لجَمْرِك باقتدار.

_ رمشك البتار يذبحني كلما وجهته صوبي، يمر من طرفي إلى طرفي، يخطفني بلا حذرٍ وبلا إنذار، أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني ولظى حسنك تتبعني بكل اتجاه؟!!.

_ لم أعد أتقن فن الاختباء، حِيَلِي لديك مألوفة، وقد سأمت الانتظار، لا أبرح مكاني حتى وإن أردتني سهامك أو قصمتني الجراح، أراني مهزومًا لائذًا بعفوك حيث لا جوف يسترني، ولا تزال تسَّاقط فوق هامتي كِسَفُكِ من أعالي السماء.

_ أنفاسك العذبة أشبه بصبا فواح، لا يجاريها أريج، وليس ينافس إشراقك إصباح، خودي الرداح، لا سراح إلا إن أذنت أو كتب على النفس الرواح، لا جُناح عليَّ إن عشقتك؛ فإنك ساكنتي وكياني لك جَناح.

_ نغم حرفك يطربني، كشادٍ من طير أو صداح، لا يباح إلا لسعيد حظ أو مستجاب دعاء؛ هو ذاك الذي دعي إلى فردوس الأرض، وملئت في غرامه الأقداح، هو المرجو للفؤاد دوما، تهواه العين، وتشتاق له الحنايا كلما غدا أو راح.

_ عنق مرمري، رصع بحبات من زبرجد، وضاء كبان مستقيم على ممشوق اليراع، وتعجبين من أن السر يذاع؟!، شوقي ولوعتي بين دفتيك تذوب، وأنت عاصٍ عن يميني. ذاتي بذاتك مشمولة، وزندي لك قدَّاح.

_ تصدُّ الندى عني، وتنأى عن سبيلي!!، ألست أعرف بي مني، وأقرب جريانا من الدماء في وريدي؟!، أنا التائق لجودك، الصائم عن الحياة إلا في وجودك.

_ كمال في دلال، وحسن في صون، شموخ في وضوح، وهوى في نوى، لا منجى لي منك إلا إليك، أنت مرامي، فيك أحيا، ولأجلك مسيري، عدوي، جنوحي وجنوني، ضننت بك عن الدنيا كلها، أنت الهواء، والماء، والزهر معا، أنت الأديم، والسؤدد، ونسيم الصباح.