دور وسائل التواصل الاجتماعي في دعم متحدي الإعاقة

Capture 14

بقلم د.عزة محمود

نعلم جميعًا بأن وجود طفل ذو احتياجات خاصة يزيد من مسؤوليات الأسرة ويترك آثارًا كثيرة على الأسرة، فإذا قارنا كم الجهد المبذول لتنشئة طفل معافى العقل والبدن بكم الجهد المبذول لتنشئة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فكيف ستكون نتيجة تلك المقارنة؟

مهما وضعنا التمصورات لتقييم الوضع في التنشئة بين طفل معافى وطفل معاق فلن نكون منصفين بالدرجة الكافية. لماذا؟
السبب الأول: أن الطفل السليم يحتاج فقط لوالديه أو لأحدهما لينشأ تنشئة جيدة يحصل فيها على كافة احتياجاته كطفل طبيعي يستطيع التفاعل مع كل ما حوله فكريًا ونفسيًا واجتماعيًا .. هنا تكون الرعاية بالحب والتوجيه والمراقبة والتنبيه والإرشاد مع الإنفاق  بصورة معتدلة وفقًا لمتوسط دخل الأسرة.

السبب الثاني: أننا على الجانب الآخر نجد أن الأسرة التي ترعى طفلاً ذو احتياجات خاصة تعاني بشدة وتبذل الكثير من الجهد لرعاية صغيرها ولا يكون الأمر مجهدًا للأم والأب فقط، بل إن الأمر يؤرق الجميع فالإخوة والأجداد والأقارب يستشعرون القلق لحالة الطفل أو الطفلة. فما هي الآثار المترتبة على وجود طفل ذو احتياجات خاصة بالأسرة؟  

    الآثار الاقتصادية: إن التكاليف المادية للأسرة المصرية العادية  قد ارتفعت بشكل كبير في وقتنا الراهن من نفقات الإطعام والتعليم والرعاية الصحية والملبس والمسكن؛ حتى نفقات الترفيه التي أصبحت ضرورة حياتية للأسرة صارت مكلفة، فكيف يكون الوضع للأسرة التي تعول طفلاً  يحتاج لكل ما سبق مضافًا إليه برامج للرعاية الخاصة والعلاج الدوائي والنفسي وأدوات خاصة للتأهيل وتكاليف مؤسسات الرعاية الخاصة؟

 الآثار الاجتماعية: يؤثر وجود الطفل ذو الاحتياجات الخاصة على علاقات الأسرة وأفرادها، حيث يخلق جوًا من اختلاف الآراء بين الوالدين وأيضًا في المجتمع المحيط بهما وقد يؤثر ذلك بالسلب على الجميع، حيث يشعرون بأن حياتهم قد فُرضَت عليها قيودًا متعددة، وتوجد لديهم مشكلات مختلفة تدفعهم إلى تجنب بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين. فتصبح أسرة الطفل أكثر عرضةً للضغوط الاجتماعية، وذلك للظروف والمواقف التي تتطلب تغييرًا في أنماط السلوك المجتمعي وتقبل التغيير غير المعتاد.

الآثار النفسية: يعاني الوالدان من الضغط النفسي لمحاولتهما التكيف مع حالة الطفل، وتقبل اختلافه، والتعايش معه، لأنها تُعتبر صدمة للأسرة فيتولد الشعور بالذنب ولوم الذات والتوتر، بالإضافة لانخفاض قدرة الطفل ذوالاحتياجات الخاصة على القيام بالسلوك المقبول أسريًا واجتماعيًا مما يؤدي لردود أفعال انعكاسية من الوالدين
لتحملهما للمزيد من الجهد والمشقة في التربية مما يصيبهما بأعراض الاكتئاب والغضب والشعور بالذنب والقلق واليأس.
من كل ما سبق أين يكمن الخطأ وكيف نصححه؟
الخطأ…… في عدم الرضا بالقضاء
الخطأ……. في الإنكار والاستهجان
الخطأ…………… في إخفاء الحالة
الخطأ…………….. في عدم الوعي
الخطأ……………. في عدم التعاون
الخطأ……..في عدم التوازن النفسي
الخطأ……في عدم البحث عن الحلول
الأمل في الرضا بقضاء الله، تقبل الواقع، عدم الخجل، الاعتراف بالمسئولية، دراسة الحالة، التعاون الجماعي، طرح المشكلة لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تتعدد أنواع الإعاقة وقد ورد ذكر ذلك بالقرآن الكريم للتذكير والتنبيه والعظة وحسن المعاملة وبيان الحقوق والواجبات فمنها الإعاقة البصرية، السمعية، الصوتية، الحركية، النفسية، وأشدها الإعاقة العقلية المرتبطة بالإدراك والفهم، وقد يعاني الطفل من إعاقة أو أكثر وقد تكون الإعاقات منفصلة أو متصلة.
وفي كافة الأحوال يجب تقبل الوضع ومحاولة إيجاد الطرق المؤدية للتكيف مع الواقع وتخفيف وطأة المشكلة ثم الدعم المؤدي لتحويل السلبيات في حياتنا لإيجابيات.

ومن المشكلات التى نعانى منها هو علاقة التواصل الاجتماعي والإعاقة فكأن الفضاء الأزرق يعلن تمرده على من أدعوا كثرة سلبياته، وقرر أن يعلن ثورته في صورة ديناميكية بناءة، فحشد كل الوسائل الإيجابية لمساندة ذوي الاحتياجات الخاصة بخلق سبل التواصل المتمثلة في الفيسبوك، تويتر، إلخ ليعمل كحلقة وصل بين أسر ذوي الاحتياجات الخاصة من جهة، وبينهم وبين مراكز العلاج والتأهيل والدعم المجتمعي من جهة أخرى.

   فأصبح وسيلة لطرح التساؤلات بين أسر الحالات الخاصة، وعرض المشكلات والحلول الممكنة، كما يسرالوصول للمراكز الطبية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة،  كما أنه يسر التعريف بأحدث الأدوية المستوردة لعلاج الحالات المرضية المختلفة، ومتابعة الأسعار المطروحة بالأسواق المحلية والعالمية، بالإضافة إلى أنه ساهم في تخفيف العبء النفسي الواقع على الأسرة بإيجاد طرق متنوعة لطرح المشكلات وتخفيف وطأة الأزمة النفسية لدى الأسر.

« يذكر المجلس القومى لشئون الإعاقة »
أن نسبة المعاقين بمصر 10.7 % ويطالب الدكتور بهاء مختار، الأمين العام المساعد للمجلس القومى لشئون الإعاقة، بأهمية تشجيع المراكز الخاصة لأنها تقوم بدور مهم لعلاج الحالات الصعبة التى يمكن شفاؤها، وهذه المراكز تساهم فى المنظومة الخدمية لذوى الإعاقة.
والسؤال هنا
«أين دور المراكز الحكومية المعتمدة من الدولة والتي يمكن أن تدعم ذوي الدخل المحدود الذين لا يمكنهم دفع تكاليف العلاج والمتابعة الطبية والنفسية والتأهيلية بالمراكز الخاصة؟ »

إن أزمة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة تكمن في عدة نقاط:
– كيفية احتواء المجتمع لأزمة الطفل المعاق.
– كيفية مواجهة متطلبات الأسرة والسيطرة على الأعباء المادية الناتجة عن احتياجات الطفل للتأهيل والعلاج بكافة أنواعه.
– توفير المراكز الطبية والتأهيلية الحكومية والتي يسهل الوصول إليها للمتابعة الدورية لحالات الأطفال.
– العمل على توعية الأسرة بضرورة الكشف الدوري على الأطفال.
– دعم الإشراف الاجتماعي والنفسي على أطفال المدارس.

– التأهيل الجيد بالمرحلة الجامعية في مجال التربية والصحة النفسية والعلاج الطبيعي والحركي.
– متابعة مؤشرات التطور في حالات المرضي من ذوي الاحتياجات الخاصة لتسهم في رسم الرؤية المستقبلية لحياتهم.
– خلق شبكة تواصلية من المتخصصين في مجال الطب النفسي والعلاج السلوكي والتأهيل المجتمعي تعمل لصالح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم مجتمعيًا.
– توفير سبل التواصل للأسر غير المؤهلة علميًا ممن يجدون صعوبات متعددة في التواصل الألكتروني.