إمضاء : أ . د . بومدين جلالي – الجزائر
سنة 2001 في جمهورية مصر العربية، مع سعادة الأستاذ الدكتور عفيفي محمود إبراهيم ببيته في مصر الجديدة …
هذا العلامة المتواضع الكريم هو أستاذ التاريخ بجامعة بَنْها، وهو أحد أفضل أصدقائي بأرض الكنانة، كما هو صديق بعض الأساتذة الجزائريين الأفاضل منهم سعادة الناقد الدكتور عبد القادر فيدوح …
بواسطته تعرفت على العديد من الشخصيات المصرية اللامعة، من هذه الشخصيات الكبيرة الأستاذ الدكتور عبد الله زلط ، عميد كلية الإعلام بجامعة بنها، والمذيع الشهير في “” صوت العرب من القاهرة “” أيام ثورتنا التحريرية المباركة، وصديق الرئيس الجزائري الأسبق السيد أحمد بن بلة والسيد حسين آيت أحمد … مباشرة بعد التعرف عليه؛ لقد طلب مني هذا الإعلامي التاريخي أن أقدم على التو محاضرة لطلبة كليته موضوعها **الإعلام في الجزائر**، فالتمست منه أن يؤجل ذلك إلى وقت لاحق، فقال مازحا جادا في ذات الوقت “”التأجيل غير وارد في القاموس الجزائري…”” ثم أمر مساعديه بالإعلان عن المحاضرة بعد ساعة من الزمان …
في الوقت المحدد، اتجهنا إلى المدرج الذي وجدناه مختنقا بالجالسين والواقفين، أساتذة وطلبة من الجنسين … قدمني تقديما شعرت بأنه أكبر من مقاسي بكثير ،ثم قال لي “”تفضل””…
بعد التحية، واعتمادا فقط على قراءاتي الإعلامية بالعربية والفرنسية وعلى ما سمعت إذاعيا وشاهدت تليفزيونيا؛ حدثت الحضور الواسع بوقائع التجربة الجزائرية قيل الثورة وأثناءها وبعدها إلى غاية الانفتاح الاعلامي في مطلع التسعينيات، بما لها وما عليها من وجهة نظري، في ظرف زمني يقارب الساعتين …
إثر ذاك، فتح سعادة العميد النقاش، وتهاطلت الأسئلة من السؤال الإعلامي الخالص إلى السياسي إلى الثقافي إلى العام الذي له علاقة بظاهرة ما من الظواهر الجزائرية … وكنت أجيب بما يقال وما لا يقال في مصر يومئذ، بأداء لغوي متأرجح بين الهدوء والانفعال، والحضور متفاعل مع إجاباتي تفاعلا تاما …
وبعد ساعتين أخريين، قال سعادة العميد متجها إلى الحاضرين والحاضرات “”هكذا كل الجزائرين الذين أعرفهم … يتحدثون بقناعة وانفعال دون خوف ولا تردد”” ثم ختم بهالة من الشكر لي والتمجيد للجزائر …
وكذلك كان الأمر من كل الأساتذة والطلبة الذين تبادلت معهم الحديث، وأيضا من صديقي الكبير سعادة الأستاذ الدكتور عفيفي محمود إبراهيم الذي استضافني إثرذاك كذا مرة في بيته المنماز وخارج بيته في مطاعم فاخرة جدا …
مع خالص المودة وكريم التقدير لهذا الصديق العظيم ولكل أحبتي في مصر المباركة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ