تابعت : عبير احمد النجار
لم تكن مصر تضرب الودع لتعرف أن الأشقاء الأفارقة سيجتمعون علي إختيارها لقيادة جهود دول القارة وطموحاتها وأحلام شبابها وفتياتها وحقهم في العيش مع غد أفضل برؤية مصرية لكل معطيات وإمكانيات أفريقيا الطبيعية والبشرية، ولكنه الإرتباط التاريخي والوجداني ومكانة لم تهتز يوماً رغم العثرات التي خلفتها فترة من الركود والمشاعر الباردة التي غلفت العلاقة بين مصر ودول القارة منذ حادثة أديس أبابا الشهيرة ، ومنذ عدة سنوات ومع قيادة الرئيس السيسي وبمرور الوقت أتضحت معالم الرؤية الجديدة للتناول المشترك بين مصر ودول القارة ، إنطلاقاً من عقيدة راسخة وثوابت رئيسية تنم عن قناعة تامة أن مصر جزء لايتجزء من أفريقيا وأيضاً بأن وجودها الدولي مدعومة بأكثر من مليار أفريقي إلي جانب الدعم العربي بكل إمكاناته البشرية والإقتصادية سيزيدها قوة وصلابة وقدرة علي فرض رؤيتها وفاعليتها في الأحداث العالمية بما يحقق مصالحها إلي جانب المصالح الأفريقية والعربية ، وكذلك إدراك مصر بأن أفريقيا أرض خصبة للإستثمار بما لديها من موارد طبيعية وبشرية فكان تحركها الدولي لتحريك وجهه العالم الإقتصادية نحو أفريقيا ، وبدي هذا واضحا في كل الفعاليات الدولية أو العربية والأفريقية التي نظمتها القاهرة أو دعيت إليها علي المستوي الدولي ، وكانت هذه القناعة حاضرة لدي القيادة المصرية في وقت مبكر وقبل أن تعتلي أي منصب أفريقي ، فمؤتمر أفريقيا للإستثمار الذي يفتتح اليوم في نسخته الرابعة علي أرض العاصمة الإدارية ، بدأ منذ عام 2016 علي أرض مدينة شرم الشيخ ، وماتبعه من مؤتمرات إقتصادية كبري عربية وأوربية عقدت هنا في مصر كانت أفريقيا جزء أصيل منها وحاضرة بكل قوة، ليست مجرد مؤتمرات ولكنها خطوات جادة تقطعها مصر علي طريق تقوية قواعد أفريقيا الإقتصادية ومصر بالطبع جزء أصيل منها بل هي من يعتبرها الأفارقة واجهتهم الإقليمية والدولية ، ولم يضيع الأشقاء مع هذه النوايا الصادقة والتحركات الحقيقية وقتاً كثيراً فكانت مصر وبعد أقل من عامين منذ إنطلاق المؤتمر الأفريقي الإقتصادي الأول علي رأس الإتحاد الأفريقي ومتحدثة بإسمه في كل المحافل الدولية والإقليمية وخلفها دعماً من أربعةً وخمسون دولة أفريقية .المؤتمر الرابع الذي يحمل عنوان”إستثمر في أفريقيا” ماهو إلا خطوة من طريق طويل تعهدت مصر أن تقطعه مع الأشقاء الأفارقة لرفع مستوي معيشة كل مواطن أفريقي ومصري ، تأتي أهمية هذه المؤتمرات أنها تجمع بين كافة الجهات المعنية بعملية التنمية ، فلن يكون هناك تنمية شاملة أفريقية بدون قرار سياسي مشترك يعبر وبوضوح عن إرادة سياسية جماعية بالتحرك نحو مصير مشترك وهدف موحد ، وتمثل هذا بوجود عدد من زعماء القارة في ضيافة رئيس الإتحاد الأفريقي ورئيس أكبر دولة أفريقية ، كما تعطي مشاركة مسئولين كبار دوليين إشارة واضحة تعبر عن مدي الإهتمام الجدي من الدول والمؤسسات الكبري بأفريقيا ومستقبل الشراكات الإستثمارية معها ، وجود المؤسسات الإقتصادية الأفريقية والإقليمية والدولية في حدث ضخم كهذا وتبادل الرؤي الإستثمارية والجدوي الإقتصادية مع المؤسسات الخاصة ورجال الإعمال بالطبع سيعطي زخماً من وجهات النظر التي يمكن ترجمتها إلي أرقام كبيرة من المشروعات المتنوعة التي تتولد معها ملايين من فرص العمل لشباب وفتيات القارة ، تواجد عدد من ضيوف المستوي الرفيع الأفريقي والإقليمي والدولي وسط عدد كبير من شباب وفتيات القارة السمراء سيكون له إنعكاس جيد عن مدي إمكانية تواصل الأجيال في أفريقيا بشكل يزيد الترابط الأفريقي في مواجهه الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها أرض أفريقيا السمراء ، وجود الحدث علي أرض العاصمة الإدارية الجديدة رمز المشروعات القومية الكبري في مصر ، دليل واضح علي وتجربة حية علي أن البناء ممكن ، حتي في ظل أعتي وأصعب الظروف متي توافرت الإرادة وتضافرت الجهود . مايبذله الرئيس السيسي وما يمكن أن يبذله طوال السنوات القادمة ، حتي بعد أن تسلم مصر راية الإتحاد الأفريقي إلي بلد أفريقي شقيق آخر ، ضرورياً لإستكمال مابدأه الشعب المصري من طريق طويل يتحتم السير فيه جنب إلي جنب مع الشعوب الأفريقية حتي تحقق مصلحة أبناء وبنات القارة جميعاً ، فالعالم اليوم ليس كعالم البارحة ، بالأمس كانت الأمبراطوريات والممالك واليوم دول كبري وكيانات إقليمية وغداً هو زمن الكيانات العالمية والشراكات الدولية ، تحية إلي الشعب المصري وكافة الشعوب الأفريقية التي قررت أن تصنع مستقبلها بأيديها ، تحية لكل زعماء وأبناء القارة لتواجدهم علي أرض مصر فهلاً بهم وسهلاً ، تحية إلي من بدأ الطريق وكسب إحترام العدو قبل الصديق ، تحية إلي أبن مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي .