رسالتي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

131437484 3763763453686703 4392672962697657503 n 1

إمضاء : البروفيسور بومدين جلّالي جامعة سعيدة – الجزائر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أيها الرئيس الذي لا يصلح للرئاسة :لا أقول لك السلام لأنك هدّمت كل معاني السلام،ولا أقدم لك الاحترام لأنك مسخت كل مظاهر الاحترام.وبعد : –

إن أردت أن تسجنني أو تقتلني فهذان من الأمور العادية عندك لأنه سبق وأن سجنت وقتلت الملايين من بني أمّتي العربية الإسلامية ولم تكتف نزعتك الدموية الطاغية الظالمة بهذه الجرائم البشعة فواصلت إشباعها بسجن الشعب الفلسطيني بكامله وقتْل أحلامه في التحرر والاستقلال بإهداء عاصمته التاريخية الأبدية ” القدس ” إلى أحبتك الصهاينية المجرمين المحتلين الذين تعدّوا على الأرض والعِرض بمباركة أمثالك من أهل الشر ومنتجي الهمجية خلال قرن من الزمان … إذن؛ اسجن أو اقتل من تشاء من إخوتي العرب والمسلمين الذين لم تستطعْ صهينتهم، وأنا واحد منهم، وإنك مؤقتا لقدير على ذلك.

إنك لقدير على ذلك لأنك امتداد طبيعي لحضارتك الأمريكية الإرهابية التي قامت على إبادة الشعوب الهندية الحمراء من أجل انتزاع فضاءاتهم البرية والبحرية والجوية ونسبتها إلى جبروت الطغيان القاتل لكل معاني الإنسانية في أبسط دلالاتها وأشدها ضيقا…

وإنك لقدير على ذلك لأنك وريث فئة هجينة همجية – لا أصل لها ولا فصل – ما إن احتلت احتلالا استيطانيا الفضاء المأهول بأهله وحضارتهم ما بين الأطلسي والهادي وسمتْه زورا ” العالم الجديد ” بعد أن أنهت فعلها الإبادي المنكر، راحت تخطف من الأفارقة – بمنزع عنصري مؤسس على لون البشرة – عشرات الملايين تلو عشرات الملايين، فرمت من عجز منهم قوتا للقروش في مياه الأطلسي واستعبدت البقية استعبادا عنصريا مأساويا ما رأى وما سمع مثله الآدميون في كل أزمنتهم السابقة وأصقاعهم المتباينة …

وإنك لقدير على ذلك لأنك منحدر فكرا وسلوكا ولونا من عصابات الملثمين ذوي البشرة الشقراء والعيون الزرقاء الذين زرعوا الرعب والموت في صفوف السود المستضعفين شبه المحررين والمهاجرين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بحثا عن بعض القوت اليومي، وذلك بنزعة تطهيرية عنصرية تمييزية بين الإنسان وأخيه الإنسان …

وإنك لقدير على ذلك لأنك تسير على خطى أسلافك الذين ما اكتفوا بجرائمهم ضد الإنسانية وإنما تجاوزوها إلى ممارسة الجريمة العظمى ضد الطبيعة بمختلف عناصرها من إبادة الحيوانات إلى درجة انقراض بعضها إلى إبادة النباتات بإزالتها نهائيا أو تعديلها جينيا إلى تدمير الغلاف الجوي إلى غير ذلك من المصائب المهددة لوجود جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان …

وإنك لقدير على ذلك بانتمائك إلى الرأسمالية المتوحشة العابرة للقارات والمزيلة للخصوصيات والمفسدة للثقافات والمدمرة للحضارات والمتعدية على الديانات والناهبة لجميع الخيرات بغية تجميعها في يد ثلّة من الصهاينة والمتصهينين بمختلف تجلياتهم، وإنك لواحد منهم بما جمعته من ثروة مهموزة مغموزة وظفتها – بتخطيط من اللوبي الصهيوني – لتدوس على النابهين والنابهات من أهل الشرف والعقل والحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية وتصل بها إلى هرم سلطة لا تستحقها وتنطلق في تطبيق مشروعك الإجرامي على كل المجموعات البشرية، وعلى رأسها الأمة العربية الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها …

لكن … لكن قدرتك مؤقتة وآيلة إلى زوالها وزوالك وزوال كل الذين يساهمون مثلك في صناعة الجريمة ضد الإنسانية بفكر صهيوني يعادي البشرية جمعاء …

لقد نبّهت – بحماقتك العظمى التي لا يختلف فيها اثنان، ومنزعك الإجرامي الخطير البادي للعين العادية المجردة – الإنسانية الشريفة العاقلة جمعاء إلى أنك صانعٌ للعدوانية بين الناس وليس للتعايش، وأنك صانعٌ للجوع عبر العالم وليس للرفاهية، وأنك صانعٌ للصراعات والحروب بين الإثنيات والديانات والثقافات والدول والقارات وليس للتحاور والتفاهم والتعاون، وأنك بملخص عام صانعٌ للموت وليس للحياة …

ولقد نبّهتنا نحن معشر العرب والمسلمين إلى أنك طبقت علينا مشروعك الإجرامي – بطريقة كلية فاضحة لا بطريقة جزئية ماكرة كما فعل كثير من أسلافك ألمجرمين بشيء من الذكاء الخبيث – لأننا أصبحنا أمّة ضعيفة جدا جدا … ضعيفة بتفريطها في أساسيات دينها الحنيف مصدر قوتها الأول … ضعيفة بتخليها عن وحدتها الثقافية الحضارية مصدر قوتها الثاني … ضعيفة بتفككها الذي جعلها مجرد قبائل وطوائف ودويلات متناحرة تلعب بها أنت وأمثالك كما تشاؤون وفي أي وقت تشاؤون … ضعيفة بأنظمتها الرديئة التي ما استطاعت أن ترتقي ارتقاءً – فيه علم وعزم وحزم – إلى الطموحات المشروعة لشعوبها طوال العصر الحديث … ضعيفة بتقليدها لقشور الآخرين تقليدا أعمى بدون فائدة تذكر … ضعيفة بازدرائها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة … ضعيفة بسوء إدارتها للصراع القائم في الزمن الراهن … ضعيفة وضعيفة وضعيفة …

والآن؛ لقد اكتشفنا بداية العلاج بتحديدنا الدقيق لطبيعة الداء وبتفكرينا العميق في ما بات عمله ضرورة قصوى اليوم وغدا وبعد غد … لقد كان انتزاعك لقدسنا منا وتسليمها هدية مع كل فلسطين للاحتلال الاستيطاني الصهيوني هزة عنيفة فاقت كل الهزات الزلزالية وغير الزلزالية التي عرفناها في عصرنا المسمّى جورا عصر النهضة وهو في الحقيقة عصر النكبة … لقد علمْنا الآن أننا جميعا وبصورة مطلقة تحت الاحتلال الذي سيحوّلنا إلى رقيق سيباع ويشترى في أسواق النخاسة إن لم نفعل شيئا أساسيا لا بديل عنه ولا طريق آخر للحرية سواه … لقد تأكدنا أن المقاومة وحدها هي قاعدة أملنا في الوصول إلى شاطئ الحرية والكرامة … وسنقاوم … سنقاوم بعودتنا الإرادية المعقولة إلى ذاتنا، دينا وثقافة وقيما وسلوكا وخصوصية في الحياة … سنقاوم بدمائنا، ونحن جاهزون للاستشهاد في رحاب القدس، وكل بلادنا قدسُ … سنقاوم بأموالنا، ونحن مستعدون لنعيش بالتمر الجاف وبعض قطرات المطر …سنقاوم باحتجاجاتنا على تواجدكم الاستعماري بيننا، وعلى تواصلكم معنا تواصل الغالب بالمغلوب، وعلى كل ما تريدون له الوصول إلينا من ماديات مشبوهة ومعنويات مشوِّهة، دون ملل ولا كلل ولا وجل ولا خطل … سنقاوم باتحادنا ومحو كل خلافاتنا، ونحن عازمون على تجاوز حرب داحس والغبراء وما تلاها من مصادمات الإخوة الأعداء … سنقاوم بنشر العداوة المطلقة لجرائمكم ضد الإنسانية، في كل ديارنا وجوارنا وحتى في عقر دياركم … سنقاوم بمعالجة رداءة أنظمتنا وسوء أحوالنا وفق رؤيتنا للحياة وانطلاقنا من خصوصيتنا الثقافية الحضارية وتماشيا مع طاقاتنا المتاحة، لا انطلاقا من رؤاكم المشوهة للإنسان والتي لم تجلب لنا إلا المسخ والنسخ والفسخ …سنقاوم بعزم واحد وحيد أوحد لا ثاني له هو أن ننتصر على عدوانيتكم التاريخية ونطردكم طردا نهائيا شاملا من كل بلادنا بغير استثناء ذرة منها أو نُقتًل في ميدان الشرف والسلاح في أيدينا و” لا إله إلا الله، محمد رسول الله” في ألسنتنا …

القدس كانت قلب فلسطين والعروبة والإسلام وستبقى قلب فلسطين والعروبة والإسلام … هي ليست لك يا أيها الرئيس – الذي لا يصلح للرئاسة – حتى تقدمها هبة للاحتلال الصهيوني الذي سنطرده بإذن الله وعونه من أرضنا مهزوما مدحورا، ولو كلفنا ذلك عُشر الأمة أو أكثر من الشهداء والشهيدات.

78873628 2800823873314004 8001353974563209216 n 1