“رفض بعض الرجال لحقوق المرأة في الإسلام: جهل أم غريزة؟”
بقلم.. فاطمة سيد أحمد العامرية..
منح الإسلام للمرأة حقوقًا لم تكن لتتخيلها في جميع مراحل حياتها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي خلقنا من نفس واحدة، وكرّم الإنسان وأعطاه من الحقوق ما يليق به في الدنيا والآخرة، وأرسل رسوله الكريم ليكمل مكارم الأخلاق ويفصل لنا حقوق كل فرد في المجتمع. الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليبين لنا حقوق المرأة التي كانت قد أهُملت في كثير من الحضارات قبل الإسلام، ولقد أتى الإسلام ليمنح المرأة مكانة عالية ويعيد إليها حقوقها الإنسانية في كافة مجالات الحياة. أما بعد، فإن الحديث عن المرأة في الإسلام هو حديث عن كرامة الإنسان وصون حقوقه في جميع الظروف والأوقات، فقد كرم الإسلام المرأة في كل أدوارها الحياتية، سواء كانت زوجة، أمًا، ابنة، أرملة، مطلقة، غير متزوجة، عاملة أو قائدة، ومنحها حقوقًا واضحة تحفظ كرامتها وتؤكد على عدالة المساواة بين الرجل والمرأة في إطار من التكامل والاحترام.
- المرأة كزوجة: في الإسلام، يُنظر إلى الزوجة كشريك حياة متساوٍ مع الرجل في الحقوق والواجبات. فقد جعل الإسلام العلاقة الزوجية علاقة قائمة على المودة والرحمة، كما ورد في قوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم: 21). فالإسلام يشدد على أن العلاقة الزوجية ليست مجرد علاقة للتمتع الجسدي فقط، بل هي علاقة تعاون وتكامل، حيث يقع على الزوجين واجب العناية ببعضهما البعض. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرًا في العديد من الأحاديث، مثل قوله: “استوصوا بالنساء خيرًا”، مؤكداً على احترام الزوجة وحقها في المعاملة الطيبة.
- المرأة كأم: تحتل الأم في الإسلام أعلى مراتب البر والإحسان، ولقد وضع الإسلام الأم في مكانة لا نظير لها في جميع الأديان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أباك”. وفي ذلك دلالة واضحة على أن طاعة الأم وإحسان معاملتها يأتي في أولوية كبيرة في الإسلام. الأم هي من تربي الأجيال وتغرس القيم والمبادئ في نفوس أبنائها، وهي أساس بناء المجتمع. وتؤكد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ضرورة رعاية الأم والاعتناء بها، خاصة في مرحلة الكبر، مما يجعلها محورًا من محاور العدالة الاجتماعية في الإسلام.
- المرأة كابنة: إن الإسلام يرى في البنت نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وقد جعل لها حقوقًا عظيمة تجاه والدها وأسرتها. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من عالَ جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وفرق بينهما كما فرق بين السبابة والوسطى” (رواه مسلم). في هذا الحديث، نجد أن الإسلام يضمن مكانة البنت ويوجه الأب إلى ضرورة العناية بها وتوفير سبل الحياة الكريمة لها. وقد حرص الإسلام على أن تضمن البنت حقها في الميراث والتعليم والمعاملة الحسنة، مما يجعلها جزءًا مكملًا في بناء المجتمع الإسلامي المتوازن.
- المرأة الأرملة: في الإسلام، تعتبر الأرملة من فئة المجتمع التي يجب أن يحظى أفرادها برعاية خاصة. فقد تكفّل الإسلام بحمايتها وتوفير كل ما تحتاجه لتستعيد قوتها الاجتماعية والاقتصادية بعد فقدان زوجها. وقد ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ فَقْرٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ” (الإسراء: 31)، وهذا يشير إلى أن الإسلام يحث على الحفاظ على حقوق الأرامل وأبنائهن ويعزز من ضرورة دعمهن في مواجهة الصعوبات التي قد تطرأ على حياتهن. وقد أُحِبَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأرامل واهتم بهن، وحث المجتمع على العناية بهن، حيث قال: “من يسر على أرملة و مسكين، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة” (رواه مسلم). كما أن دور الرجل في هذه الحالة ليس فقط كواجب في رعاية الأرملة من حيث الدعم المادي، بل أيضًا يجب أن يكون له دور في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
- المرأة المطلقة: الطلاق في الإسلام ليس نهاية لحياة المرأة، بل يُنظر إليها كفترة تحتاج فيها إلى دعم وحماية حقوقها. وقد منحها الإسلام حقوقًا واضحة بعد الطلاق، بما في ذلك النفقة والاحتفاظ بحضانة الأطفال في الكثير من الحالات. في قوله تعالى: “وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ فَحَجُرُوا فِي مَسَاكِنِهِنَّ حَتَّى يَحْتَسِبْنَ” (الطلاق: 1)، يوضح الإسلام ضرورة احترام حقوق المرأة المطلقة ومنحها فترة زمنية مناسبة للتفكير، دون أن تتعرض لأي ظلم أو إهانة. وبالإضافة إلى ذلك، يشير الإسلام إلى حق المرأة المطلقة في الميراث والنفقة، ويحث المجتمع على تقديم الدعم النفسي لها، وتوفير فرص العمل والتعليم لتتمكن من إعادة بناء حياتها. وعلى الرجل أن يكون داعمًا لها في تلك الفترة، حيث يتعاون معها لتحقيق توازن مجتمعي يحترم حقوق جميع الأطراف.
- المرأة غير المتزوجة: المرأة غير المتزوجة في الإسلام لا تُعتبر ناقصة أو أقل قيمة من غيرها. بل إن الإسلام يراعي ظروفها الخاصة ويحث المجتمع على احترامها وتوفير الفرص لها في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية. في قوله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ فَقْرٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ” (الإسراء: 31)، نجد دعوة واضحة لصون حقوق المرأة بغض النظر عن حالتها الاجتماعية. الإسلام يشجع على احترام جميع النساء، سواء كن متزوجات أو غير متزوجات، ويعزز من دورهن الفاعل في المجتمع من خلال التعليم والعمل.أما عن دور الرجل في حياة المرأة غير المتزوجة، فيجب أن يكون دور الرجل داعمًا وناصحًا لها في مسيرتها الحياتية، سواء في مجال التعليم أو العمل أو الحقوق الاجتماعية. ولا يُنظر للرجل في الإسلام كخصم للمرأة في أي مرحلة من حياتها، بل هو شريك في بناء المجتمع مع المرأة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لا يُؤثِرِ الناس، لا يُؤثِرُه الله” (رواه الترمذي)، وهذا يشمل الاهتمام بكل فرد في المجتمع، سواء كان رجلاً أو امرأة، متزوجًا أو غير متزوج.
- المرأة المربية والمعلمة: دور المرأة في تربية الأجيال لا يقل أهمية عن دورها في أي مجال آخر. الإسلام يشدد على دور المرأة في التربية والتعليم، وقد أكد على أهمية دورها كأم ومربية. المرأة في الإسلام تُعتبر شريكة أساسية في عملية بناء المجتمع من خلال تربية الأطفال وتقديم الرعاية الأسرية. الحديث المشهور “النساء شقائق الرجال” يشير إلى أن المرأة والرجل يشتركان في بناء الحياة التعليمية والاجتماعية. المرأة تساهم في نقل القيم والأخلاقيات وتعليمها للأجيال المقبلة، مما يعزز المجتمع الإسلامي.
- المرأة في مجال العمل والمشاركة في التنمية الاقتصادية: الإسلام لا يُقيد المرأة في العمل داخل المنزل فقط، بل يشجع على مشاركتها الفعالة في شتى المجالات التي تتناسب مع قدراتها واحتياجات المجتمع. فالمرأة العاملة في الإسلام لها حقوق واضحة، وتُعتبر مساهمتها في الاقتصاد والمجتمع أمرًا ذا قيمة كبيرة. كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت المرأة من بيتها لحاجتها، فهي في سبيل الله”، وهذا يشير إلى أن الجهود التي تبذلها المرأة في العمل، سواء كانت في المنزل أو في المجتمع، تُعدّ أعمالًا صالحة تُثاب عليها. من هنا، يجب أن يحظى عمل المرأة بالتقدير والاحترام الكامل من المجتمع.
- المرأة في العمل المجتمعي والخيري: الإسلام يُشجع المرأة على المشاركة في الأعمال الخيرية والاجتماعية. من خلال التعاون والمشاركة، يمكن للمرأة أن تساهم في تحسين المجتمع ورفع مستوى الوعي الاجتماعي. وأي عمل تقوم به المرأة في هذا السياق يُعدّ نوعًا من الجهاد في سبيل الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لا يُؤثِرِ الناس، لا يُؤثِرُه الله” (رواه الترمذي)، وهذا يشمل كل ما تقوم به المرأة من أعمال تطوعية أو مجتمعية تهدف إلى تحسين واقع المجتمع.
- المرأة في الحياة السياسية: في الإسلام، يُسمح للمرأة بالمشاركة في الشأن السياسي واتخاذ القرارات التي تؤثر في حياة الأمة. الإسلام لا يحظر مشاركة المرأة في الحياة السياسية طالما أن هذه المشاركة تكون بما يتوافق مع قيم الإسلام. وقد كانت هناك أمثلة بارزة من التاريخ الإسلامي للنساء اللواتي شاركن في السياسة واتخذن قرارات مهمة، مثل السيدة عائشة رضي الله عنها وأم سلمة. ولذلك، يجب أن يُعزز دور المرأة في السياسة ويُستفاد من قدراتها القيادية في خدمة الأمة.
في هذا العصر:
نجد أن بعض الرجال قد يرفضون حقوق المرأة في الإسلام، ولكن هذا الرفض قد يكون غير مدرك أو ناتج عن جهل بمبادئ ديننا الحنيف. قد يكون بعضهم غير واعٍ بما جاء به الإسلام من تكريم للمرأة في جميع مراحل حياتها، وقد يظنون أن هذه الحقوق تتعارض مع أعراف أو ثقافات موروثة. وفي حالات أخرى، قد يكون هذا الرفض مدفوعًا بغريزة أو مفاهيم خاطئة عن دور المرأة في المجتمع. لذلك، من المهم أن يتعرف الرجل على حقوق المرأة كما حددها الإسلام، وأن يكون مدركًا لدوره في دعم هذه الحقوق وتعزيز العدالة
“إفرازات الأنف المستمرة لدى الأطفال في الشتاء…
استشاري يكشف الأسباب ويقدم روشتة الوقاية” – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=130064
التربية تبدأ من البيت: كيف تؤثر تصرفات الأهل على أطفالهم؟
– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=130600
ليه طفلك متأخر في الكلام؟ الأسباب صادمة
والحل بسيط! ” – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=130076
شاركي تجربتك، هل واجهتِ مشكلة تأخر الكلام مع طفلك؟
“الجوافة يوميًا = مناعة حديد وعقل ذكي لطفلك!
… مين جاهز يجرب؟” – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=130071مين هنا بيحب الجوافة؟ شاركينا في الكومنتات!
“إفرازات الأنف المستمرة لدى الأطفال
في الشتاء… استشاري يكشف الأسباب ويقدم روشتة الوقاية” – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=130064
اترك رد
View Comments