رهاب التحدث أمام الآخرين

92508481 2655878884642160 2051532296195932160 n

بقلم: د/ ميار البيرقدار
متابعة: محمود العشري

رهاب التحدث أمام الآخرين أو ما يعرف برهاب المسرح مصطلح يطلق على الأشخاص الذين يتوترون عندما يلقون خطابا امام جمهور حاشد أو امام أشخاص غرباء
ورهاب المسرح او رهبة الاداء هو التوتر والخوف او فوبيا مستمرة تبدأ عند الشخص عندما يطلب منه الاداء امام جمهور, سواء كان في الواقع او تصويريا (مثلاُ التحدث امام الكاميرا).
و يمكن أن يؤدي الاداء امام جمهور غير معروف إلى التوتر بشكل أكبر من الاداء امام وجوه مألوفة.
و في بعض الحالات قد لا يعاني الشخص اي خوفٍ من هذا ولكن قد يعاني عند عدم معرفة من الذي سوف يتحدثون امامه.
وفي الحديث عن التحدث امام الجمهور قد يسبق ذلك المشاركة في اي نشاط يتضمن العرض الذاتي في العامة.
وفي بعض الحالات قد يكون رهاب المسرح جزءاً من نمط أكبر من الرهاب الاجتماعي (اضطراب الرهاب الاجتماعي) ولكن كثيرا من الناس يتعرضون لرهاب المسرح من غير اي مشكلات اوسع.غالبا ما ينشأ رهاب المسرح بمجرد التوقع باداء عرض ما ولو قبل وقت من حدوثه.
وله مظاهر كثيرة: التمتمة وعدم انتظام دقات القلب ورعشة في اليدين والقدمين و التعرق في اليدين و انقباضات في اعصاب الوجه وجفاف في الفم و الشعور بالدوار.
وقد يحدث رهاب المسرح عند اشخاص من جميع الخبرات والخلفيات و من هؤلاء المستجدون على الوقوف امام جمهور إلى اؤلئك الذين اعتادوا ان يفعلوا هذا لسنوات وهو معروف جداً عند الناس.
وقد يكون لرهاب المسرح اثر سلبي على اداء المرء فمثلاً يؤثر على ثقته بنفسه خلال مقابلات العمل.
ويؤثر ايضاً على الممثلين والكوميديين والموسيقيين والسياسيين.
ويمكن لأشخاص عدة لا يعانون من مشاكل اخرى في التواصل ان يواجهوا رهاب المسرح ولكن الاشخاص اللذين لديهم رهاب مسرح مزمن ايضاً يعانون من قلق اجتماعي او رهاب اجتماعي وهو شعور مزمن من القلق العالي في اي موقف اجتماعي.
ويمكن ايضاً رؤية رهاب المسرح في المدارس عند اداء المشاريع والخطابات في الصف.
– الاسباب والتأثيرات:
تتكون معظم مشاكل رهاب الحديث امام حشد كبير من قلة تعلم الشخص مهارات الحديث ومستواه التعليمي الضعيف نسبيا وخوف الشخص من الوقوع في الأخطاء الاملائية امام الجمهور تحسباً لتهكم عليه أو لازدرائه ففي تلك اللحظة يمكن أن يقع في الخطأ الذي خشيه مسبقاً أعراضه الارتجاف و التعرق وهي مؤقته لبعض الناس الواثقين بنفسهم.
عندما يبدأ احدهم بالشعور بالخوف او التوتر يبدأ بمواجهة القلق.
و وفقاً لرسالة الصحة النفسية لجامعة هارفارد “القلق عادة له اعراض جسدية والتي قد تشمل تسارع في دقات القلب وجفاف في الفم وارتعاش في الصوت واحمرار الوجه والارتجاف والتعرق والدوار والغثيان”.
وتحدث هذه العملية عندما يطلق الجسم هرمون الادرينالين إلى مجرى الدم مؤدياً إلى حدوث سلسلة من التفاعلات.
وتعرف هذه الاستجابة الجسدية بمتلازمة “المكافحة او الهروب” والتي تحدث بشكل طبيعي في الجسم ليحمي نفسه من الخطر. “تنقبض عضلات الرقبة الذي يجلب الرأس للاسفل والكتفين للاعلى وحينها يتقوس العامود الفقري بشكل مقعر.
وبدوره يدفع الحوض للامام وتسحب الاعضاء التناسلية للاعلى جاعلاً الجسم في وضعية الجنين المعروفة.
في محاولة لمقاومة تلك الوضعية يبدأ الجسم بالرجفان في منطقة اليدين والقدمين.
وهناك عدة اشياء اخرى تحدث بالاضافة إلى هذا: تنقبض العضلات في الجسم وتكون مشدودة وجاهزة للدفاع.
ثانياً تتقلص الاوعية الدموية في اطراف الجسم”.
وقد يؤدي إلى الشعور بالبرد في الاصابع والانف والاذنين.
وتوفر الاوعية الدموية المتقلصة مجرى دم أفضل إلى الاعضاء المهمة.
بالاضافة هؤلاء اللذين يعانون من رهاب المسرح سيكون ضغط دمهم عالي واللذي يدعم الجسم بعناصر غذائية واكسيجين أكثر كاستجابة لغريزة “المكافحة او الهروب”. وبالمقابل تزيد حرارة الجسم ويبدأ بالتعرق. تتسارع عملية التنفس لحصول الجسم على كمية الاكسجين المحتاجة للعضلات والاعضاء. وسوف تتسع العينين اللذي لا يسمح للشخص برؤية اي ملاحظات قريبة عليه ولكن تتحسن الرؤية الطويلة المدى والتي تجعل المتحدث أكثر وعياُ لتعابير الجمهور والاشارات الغير لفظية كرد فعل لاداء المتحدث.
واخيراً يتوقف الجهاز الهضمي تجهيزاً لانتاج الطاقة لاستجابة فورية طارئة.
وهذا ما قد يؤدي إلى جفاف في الفم اوالغثيان او التوتر.
– الحلول والعلاج:
يجب على كل من سيلقي خطاب سياسي أو اقتصادي أو أي خطاب آخر ان يثق في نفسه وان يعرف ما سيتحدث فيه وان لا تلقي خطاب ليس من أولويات الجمهور وتـأكــد أن المستمعين يفهمون ما تتحدث عنه، واجعل ألفاظك ملائمة لقدراتهم و من النافع ان تواجه بكل شجاعه و تحدي و ان تؤمن بنفسك و تردد ان استطيع انا استطيع.
عادة ما يستخدم البروبرانولول لمعالجة قلق الاداء.