شعر:رافع آدم الهاشميّ
قصيدة شعريَّة تتأَلَّف من (33) ثلاثٍ وَ ثلاثينَ بيتاً
تَشتَكي الآلامَ دَوماً … وَ زماناً وَ كَسادا
وَ نزيفاً ليسَ يَبلى … سَاكِناً فِيَّ فُؤادا
عَجَباً يا دَهرُ إِنِّي … لا أَرى مِنكَ ضَمادا
كُلَّما للهِ أَدنو … زادَني الليلُ سُهادا
إِن مَضى القَلبُ لأَمرٍ … بالهوى للهِ عَادا
يَستَبيحُ الحُبُّ قَلبي … قَائِداً فِيَّ وِدادا
فأَرى العُمْرَ سَراباً … مِثلَ طَيفٍ يَتَهادى
حينَها أَزدادُ شَوقَاً … لِلقاءٍ قَد تَفادى
أَحمِلُ الصِدقَ بكَفٍّ … غَاضَ أَفَّاقاً جَمادا
وَ بكَفٍّ أَنتَقيهِ … وَ التُّقَى عَقَّ فَسادا
أَرفَعُ الحُبَّ شِعاراً … مُذ بَدا العِشقُ مِهادا
جَلَّ مَن أَعبُدُ حَقَّاً … جَاعِلَ الخَلقِ عِبادا
خَالِقُ الكُلِّ إِلهي … واهِبَ النَّاسِ سَدادا
بنَبيٍّ اِصطَفاهُ … ذاكَ طاها مُذ أَرادا
يا لهَولِ ما أُعاني … مِن عَذابٍ يَتَمادى
قَد أَتاني بجِراحٍ … آهُها اِزدادَ اِرتِدادا
هَدَّني ليلاً وَ صُبحاً … فابتَلاني وَ تَبَادى
جاءَني الأَحزانَ قَسرَاً … بَينَ جَمعٍ وَ فُرادى
ما اِستَسغتُ العُمْرَ يوماً … أَو جَنَيتُ لي مُرادا
عِشتُ في بؤسٍ شَديدٍ … صُبحُهُ كانَ سَوادا
هَمَّني غَمَّاً كَئيباً … أَعجميَّاً ليسَ ضادا
في الثرى أَبكي بصمتٍ … أَرتَجي الموتَ حَصادا
ما ظَننتُ أَنَّ دَهري … هكذا زادَ عِنادا
بقريبٍ وَ غَريبٍ … خائنانِ أَو يَكادا
أَبدَعا في الظُلمِ حَتَّى … أَصبَحَ الظُلمُ اِرتيادا
أَكثرا في الغَدرِ حَتَّى … أَصبَحَ الشَرُّ اِصطيادا
أَقبَلا في أَلفِ وَجهٍ … كاذِبٍ جَبَّ عِتادا
يا إِلهَ الكَونِ إِنِّي … أَشتَكي الجَورَ مِدادا
فأَغثني يا إِلهي … مُبعِداً عَنِّي شِدادا
إِنَّني أَرجوكَ صِدقاً … راجياً مِنكَ وِفادا
ضاقَتِ الأَرضُ وَ عاثتْ … بعدما أَودَتْ بلادا
فاستَجِب مِنِّي دُعاءً … وَ اجعَلِ الفَجرَ مَعادا.