الأستاذ الدكتور/ أحمد علي عبد الساتر ..
كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية..
جامعة الوادي الجديد..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، وسلم تسليما كثيرا.
يعتقد البعض أن سر النجاح في الدنيا بحصوله على أعلى درجة علمية، ويعتقد البعض الآخر أن سر نجاحه في الدنيا بحصوله على وظيفة مرموقة، ويعتقد آخرون أن سر النجاح في الدنيا بتكوين ثروة هائلة، ومسكن فاخر، وسيارة فارهة، وعيشة رغدة، ويعتقد آخرون أن سر النجاح في الدنيا بأن يتزوج زوجة جميلة وينجب أولادا كثر.
للأسف الشديد، هذا نجاح وقتي، ومتعة زائلة وعرض من الدنيا قليل إلى زوال، سرعان ما يتغير، لأن نواميس الحياة وسنن الله في الحياة لا تجامل ولا تحابي أحدا، فدوام الحال من المحال، والتغيير سنة الحياة في الكون. ففي لمح البصر، يفقد المرء كل ما ذكر سالفا، لا تسأل كيف ولا متى ولا لماذا، إنها سنة الله في خلقه.
إنما النجاح كل النجاح، والسعادة أيما سعادة، في الرضا بقضاء الله وقدره، في السراء والضراء، وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه علينا، التي لا تعد ولا تحصى، وألا تنظر إلى ما في أيدي الناس، وأن تنشغل بعيوبك عن عيوب الناس، وأن تحرص على مراقبة الله في السر والعلانية، بأن “تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” كما قال أسعد الخلق صلى الله عليه وسلم.
هذه هي السعادة الحقيقية الأزلية الأبدية، والنعيم المقيم، والنجاح الدائم، في الدنيا والآخرة، وغير هذا باطل لا يقبل.
وصلى الله على سيدنا محمد، النبي العربي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
والله من وراء القصد