سوناك: الاقتصاد البريطاني يسجل انكماشاً قياسياً بسبب فيروس كورونا

2021212185954254RR

شهد الاقتصاد البريطاني انكماشاً قياسياً بنسبة 9.9% العام الماضي، تحت وطأة تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد19 ،

وفق ما كشفت بيانات رسمية نشرت الجمعة، لكن النشر السريع للقاحات ساهم في تحسن التوقعات.

وذكر وزير المال ريشي سوناك إن الاقتصاد تعرض لـ”صدمة كبيرة” من جراء أزمة جائحة كوفيد-19، رغم ما أظهرته البيانات عن نمو في النصف الثاني من العام

وقال المكتب الوطني للاحصاءات في بيان: “خلال 2020 ككل، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.9%، في أكبر انخفاض سنوي مسجل للناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة”.

حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة واحد بالمئة في الفصل الرابع، أي الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر (كانون الأول)، بعد مراجعة أرقام الانتعاش الذي سجل 16.1% في الفصل الثالث، وفق مكتب الإحصاء.

وكان الاقتصاد قد شهد ركوداً تاريخياً في النصف الأول وانكمش بنسبة 19% في الفصل الثاني مع تفشي الوباء.

وقد لا تتمكن بريطانيا من تجنب ركود مزدوج في أعقاب تدابير الإغلاق الصارمة المفروضة منذ يناير (كانون الثاني)، لكن من المتوقع على نطاق واسع تسجيل انتعاش بدعم من اللقاح.

وذكر سام مايلي من مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال إن “القيود الإضافية التي فرضت في أوائل يناير (كانون الثاني) في ضوء متحورات أكثر عدوى من الفيروس، وضعت عقبة في طريق المملكة المتحدة نحو الإصلاح”.

وأضاف “مع ذلك نتوقع أن يشهد اقتصاد المملكة المتحدة انتعاشاً في النصف الثاني من العام، عندما يكون نشر لقاحات فيروس كورونا قد أمن الحماية لنسبة كافية من السكان”.

وجاء نشر البيانات بعد أسبوع على توقعات لبنك إنكلترا بتسجيل انتعاش سريع مدعوم ببرنامج التطعيم ضد كوفيد-19، والذي تلقى بموجبه أكثر من 13.5 مليون شخص الجرعة الأولى.

وأوضح وزير الخزانة سوناك معلقاً على البيانات إن “أرقام اليوم تظهر أن الاقتصاد تعرض لصدمة كبيرة نتيجة الوباء الذي اجتاح دولا في أنحاء العالم”.

أضاف “بينما توجد بعض المؤشرات الإيجابية على مرونة الاقتصاد خلال الشتاء، نعلم أن الإغلاق الحالي لا تزال له تداعيات كبيرة على العديد من الأشخاص والأنشطة التجارية”.

وذكر المكتب الوطني للاحصاء إن الاقتصاد سجل نمواً بنسبة 1.2 % في ديسمبر (كانون الأول) وحده، على خلفية تخفيف قيود الحد من الفيروس في أجزاء من البلاد.

وأكد المسؤول في قسم الاحصاءات الاقتصادية جوناثان آثو أن “تخفيف القيود في مناطق عديدة من المملكة المتحدة أسهم في استعادة قطاعات من الاقتصاد بعضاً من مكاسبها المفقودة في ديسمبر (كانون الأول)، إذ سجلت قطاعات الضيافة ومبيعات السيارات وصالونات الشعر جميعها نمواً”.

وأكد أن “الاقتصاد استمر في النمو في الفصل الرابع ككل، رغم فرض مزيد من القيود في نوفمبر (تشرين الثاني)”.

وفرضت تدابير إغلاق في غالبية مناطق المملكة المتحدة مطلع يناير (كانون الثاني) للحد من نسخة متحورة من فيروس كورونا المستجد كوفيد19، تبين أنها أكثر عدوى.

وتشبه تلك التدابير القيود التي فرضت في مستهل أزمة الفيروس العام لماضي.

وتوقع بنك إنجلترا الأسبوع الماضي أن يسجل الاقتصاد انكماشاً بنسبة 4% في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، لكنه توقع أيضا تسجيل تعاف في ما بعد، إذ ستعزز عمليات التطعيم إنفاق المستهلك، مع عودة النشاطات إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 مطلع 2022.

وكتب كبير خبراء الاقتصاد في بنك إنجلترا آندي هالدين في صحيفة “ديلي ميل” الجمعة، أن الاقتصاد في مرحلة ما بعد كوفيد سيشهد قفزة.

وقال “النشر السريع لبرنامج التطعيم في أنحاء المملكة المتحدة يعني أن منعطفاً حاسماً تم قطعه في المعركة ضد كوفيد”.

وأضاف “الاقتصاد أيضاً أمام منعطف حاسم، مع كميات هائلة من الطاقة المالية المكبوتة والتي تنتظر إطلاقها”.