بقلم/ الاديب عبد الستار الزهيري
منذُ أكتشاف النور
ومنذُ خط القلم
كتبنا على ماء العلم
بغداد سيدة العواصم
أسفت لكِ أيتها الجميلة
يا أميرة من شيءٍ ثاني
جراحكِ أدمعت عينايّ
أبكتني وأغرقت ليلي
على من أبكي ؟
على دجلة أم الفرات
أم على عيون الرصافة
أم جمال الكرخ
فيا كل الجراحات
مات في هواكِ الأوطان
متى تعودي ؟
ومتى تردين ثوب الأعياد
وتخلعين ما تشائين من الأشواك
حتى الندى بكى
وورق الغار أشتكى
آه بغداد ..
أرى فيكِ الكون
يا تعداد النجوم
ويا بيت السحب
وعصارات المزن
ظلكِ كطفلٍ ينتظر دميته
فيا جراح موطني
وسكون مهجتي
لبيكِ يا طفلتي
تلك الأشجار تجمعنا
عند الورود لقيانا
سأرسم على الماء أغنيتي
وعلى جنح الفراشات ابتسامتي
لن يطول الحداد
ولن تشتكين بعد اليوم بغداد
سنفك قيود الطامعين
وتبقين أميرتي
في جسدكِ زرعنا الياسمي
يا أنشودة الأمس
وتفاحة الروح
وزيتونة العقل
أنفاسكِ كالرياح المعطرة
دعيني أقبل عيناكِ
ومن كحلهنّ أرسم ليلكِ الحالم
دعيكِ من البكاء
يا أسطورة السلام
أنتِ للحب سفيرة
على كتفيكِ خط الفرات سبيله
وبين حاجبيكِ كالسهم أخترقت دجلة الوداد
سأهبكِ ما تبقى من عمري
وأهديكِ بسمة أزرعها على الشفاه
دعيني أحرق أناملي فدجى دربكِ طويل
سأبري عينايّ من السُهد لأرى فيكِ الأعياد
دعيني أصنع لكِ كأس عشقٍ
نبيذه رحيق الفرات
يا ورود الضفتين
وقلادة من جلنار
يا سيدة العواصم
لكِ التاريخ أنحنى
وعُتاد القادة والملوك لعظمتكِ أنحنوا
يا فارضة الحب بلا ملل
يا ملحمة العشق بلا كلل
دعيني أرى الأنجم بوجهكِ
ومن بريق عينيكِ أنيرت الدجى
فتعالي يا سيدة العواصم
قد أفل الظلم
وأجتهد فيكِ الحلم
فلكِ أشتقت أيتها الجميلة
فأنتِ أميرة من شيءٍ ثاني