المتابعة / نادية سعد الدين محمد
انتشرت صور بشكل واسع على مدى اليومين الماضيين تظهر وجوه أبرز الأشخاص، الذين اقتحموا مبنى الكابيتول مساء يوم الأربعاء، بعد مشاركتهم في تظاهرة حاشدة دعا إليها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب،
قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب وتخرج عن سيطرة عناصر شرطة الكابيتول .وفيما تعالت التساؤلات حول كيفية حصول ذلك، ووجهت الانتقادات إلى عدم استعداد الأمن على الرغم من معرفته مسبقاً بتلك التظاهرة واحتمال أن يتخللها موجات غضب، واصل مكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” ، تحقيقاته للتعرف على مزيد من مقتحمي الكونغرس
واعتقالهم.وفي هذا السياق، نشر عدة صور لأشخاص تورطوا في أعمال الشغب هذه التي هزت العاصمة الأميركية، وذهل العالم منها، طالباً بتغريدات على حسابه الرسمي على تويتر من لديه معلومات من الأميركيين الإدلاء بها.كما عرض صورة لشخص قال إنه مسؤول عن زرع قنبلة عارضاً مكافأة بقيمة 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقعه أو اعتقاله.وكان قائد شرطة الكابيتول، ستيفين ساند، أعلن أمس الخميس، أن القنابل التي تم العثور عليها في محيط مبنى الكونغرس ومقر الحزب الجمهوري وسط العاصمة، كانتا تمثلان “تهديدا حقيقيا”. وأضاف أن “خبراء الشرطة قاموا بإبطال مفعول كلتا العبوتين ونقلوهما إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق والتحليل”.من بيغو الشهير إلى صاحب القرنينيذكر أن هويات عدد من مقتحمي مبنى الكابيتول، كانت كشفت في وقت سابق، لا سيما وأن عدسات الكاميرا التقطت وجوههم، كما أن بعضهم معروف لدى قاعدة ترمب، لاسيما أنهم ناشطون على مواقع التواصل أيضا.ومن بين هؤلاء على سبيل المثال، ريتشادر بارنيت الناشط المؤيد لحمل السلاح.وأتى هذا الرجل الستيني صاحب لكنة أهل الجنوب المميزة من ولاية أركنسو في جنوب الولايات المتحدة، ودخل إلى مكتب نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب. وقال لمحطة “كي أف أس أم 5 نيوز” يوم الأربعاء، “هذا مكتبي. أنا مكلّف أميركي وأنا وطني. هذا ليس مكتبها لقد أعرناها إياه”.إلى ذلك، أشار الرجل المعروف محليا بإشرافه على مجموعة عبر شبكة فيسبوك مؤيّدة لحمل السلاح تحت اسم 2A NWA STAND ولقبه “بيغو” إلى أنّه دخل المكتب بالصدفة تقريبا، مؤكّدا “لقد دُفعت إليه عندما كنت أبحث عن المرحاض”.وقبل مغادرته ترك رسالة مهينة لبيلوسي. وتفيد آخر المعلومات أنه طليق لكن قد يتم توقيفه قريبا. وقال للصحافيين بعد خروجه من الكابيتول “هل أشعر بالخوف؟ كلا. لكنّ دخولي السجن احتمال”.صاحب التسريحة الغريبةكما استقطب جايك أنجيلي، “ذو القرنين” بصدره العاري وتسريحته الغريبة مع قرون حيوان البيسون (جاموس أميركي) وتبرّجه كـ”مقاتل روحاني” كما يصف نفسه، اهتمام المصوّرين والكاميرات خلال تنقّله في أرجاء الكابيتول.وشوهد هذا الرجل الثلاثيني وأصله من ولاية أريزونا مرات عدة خلال تظاهرات مؤيدة لترمب في فينيكس في الأشهر الأخيرة مع تسريحة الشعر نفسها.يقدّم نفسه على أنّه “جندي رقمي في كيو آنون” الحركة المؤيدة لنظرية المؤامرة التي تعتبر ترمب بطلا، وقد اعتبر اقتحام مقر الكونغرس الأربعاء انتصارا كبيرا.كما كتب في رسالة نشرها عبر شبكة “بارلر” للتواصل الاجتماعي الخاصة بالمحافظين المتشدّدين “نحن وطنيون على الجبهة في أريزونا ونريد أن نجلب طاقتنا الإيجابية إلى واشنطن”.النازية الجديدةإلى جانب أنجيلي، ظهر شاب في التاسعة والعشرين يعتبر مرصد “ساذرن بوفرتي لو سنتر” لمراقبة الجماعات المتطرفة أنّه “وجه الجيل الجديد للقوميين البيض”.كما يعتبر ماثيو هيمباك أحد منظّمي تجمّع اليمين المتطرّف في شارلوتسفيل في فيرجينيا في أغسطس 2017 الذي قتل على هامشه ناشط نازي جديد امرأة.أما سارق منضدة بيلوسي الذي ظهر في أكثر من صورة يلوح بطريقة ودية مبتسما، فهو آدم جونسون، رجل ثلاثيني يقيم في باريش بولاية فلوريدا على ما ذكرت صحف محلية.وقد عانت زوجته الطبيبة من تداعيات اقتحام زوجها لمبنى الكابيتول، ووجهت إليها رسائل ساخرة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.