شـنـبـرٌ ذهـبـىً!

93359136 1175512676127380 1791429390282784768 n

بقلم الأديب:أحمد عفيفي
– مصر-
يزدادُ غبطة وتيهاً كلما رأى الوجوه تميز غضبا,يتبختر مختالاً,فيما أنامله تُملس على الشنبر الذهبى لنظارته الفاخرة,-يغمز- للمهرج -سُنقُر- ,فيقترب المهرج كجروٍ يتمسّح فى ساق سيده,ثم يتقافزَ ويتقافز حتى يصل الطابق الأعلى قرب سقف -السيرك-,يهزُّ قدميه ,فتنفرط منهما قاذورات فوق الرؤوس,ثم يأتى بحركات ماجنة تُزيد من حُنق الزملاء الفنانين بحلبة السيرك,يقهقه سيده -صاحب السيرك-ثم يُتمتم لنفسه:إنه يومي أيها الحُثالة, يوم القصاص من الرؤوس التى أينعت وازدهرت على ايقاع وجعى إبًان حبسي, آن لأيام الحرمان والقهر أن تذهب إلى غيررحعةٍ
أرسل نظرة ذات مغزى للمهرج -سنقر-,زعق المهرج قائلاً لزملائه الفنانين(انتو لسه هنا ليه,شوفولكوا سيرك على أدكم,ولا روحوا أقعدوا ف قهوة المعاشات,معادش لكم مكان هنا),انتفضتْ شُعيراتُ الرؤوس, بدت كأشواكٍ دامية,صاح كبيرالزملاء قائلا لصاحب الشنبر الذهبى:(هوّن على نفسك يازميلنا القديم مش احنا اللى حبسناك ولا احنا السبب ف اللى انت فيه ,احنا اللى ساعدناك وبكينا عليك , لفيه بتعمل كده) ..
*ظهرت الشمطاء – دواهى- عرّافةُ -السيرك,تبُخُّ من بين عوارضها السود:تمتماتَ السُّخط والوعيد للفنانين القدامى,غمز لها المُنتشى فأومأت واقتربت من الزملاء قائلة (مفيش حد منكو حيفضل هنا الا اذا(..)قال كبيرهم:إلاّ ماذا؟..
*ظهر البلياتشو العجوز-ميمو- رافعاً عصاهُ المُعقّلة,مداعباً بها -سُنقر-,مالَ سيده المُنتشى يوشوش العرّافة الشمطاء:قالت:(ولا يهمك سيدى انت ماسمعتش عن -الغراب الوحش؟)هزّ المنتشى رأسه نافياً,أردفتْ الشمطاء:(بيقولوا الغراب ده يقدر يفكّ المحسورين اللى زيك)قال المُنتشى:إزاى؟,قالت:(بيقولوا أنه لما يخرج من قفصه الحديد ويبقى حُرً , بيزعق مرتين بصوت رهيب وبعدين يشخشخ الهوا بجناحينه وبعدين يطير ويرجع يلف فوق المكان يدوًر على فريسة يصطادها بمنقاره العجيب وبعدين يطحنها بسنانه الرهيبة ويبدرها فوق راس اللى فكًه من قفصه,,ساعتها ح تتفك عقدتك وترجع صاغ سليم)
*لاحتْ عربةٌ طويلةٌ بعشر عجلاتٍ, تجرُّها اربعةُ خيولٍ عفيّةٍ,فوقُها قفصٌ حديدىّ كبيرٌ, داخله غرابٌ عملاقٌ لونهُ غطيس..ورأسهُ ضخمٌ كثيفُ الريش.عيناهُ مدورتانِ لونُهما قُرمزىٌّ كأنهما جمرتين من بركانٍ مُنصهـرٍ
تلفًتتت الوجوهُ,فاحت رائحة الموت,دقّ البلياتشو العجوز -ميمو- بعصاه مرتينِ,فُتحَ القفص,خرج الغرابُ الوحش,شَخشَخ الهواء بجناحيه,زعقَ مرتين,صُمّت الآذان.ُ.حلّقَ الغرابُ,دارَ حول الحلبة عدةَ مرات,استفحلَ الهولُ,التحمتْ الأجسادُ فى هياج,فـِرارٌ فى كلِّ اتجاه,شوهِدَ الغرابُ المهولُ يبتعد حاملاً بين منقاره جسداً بدا مألوفاً,سَقَطَتْ من رأسه نظارةٌ ذاتَ شنبرٍ ذهبىّ@