تابع : يحيى محمد
حسم الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، الجدل الذي دار خلال الأيام الماضية، حول قضية عدم فرضية الحجاب في الكتاب والسنة، وما تم تدواله من تصريحات منسوبة له في هذا الشأن.
وقال “علام” ، أن الحجاب “فريضة إسلامية” ودعوات خلعه “باطلة وهدامة”، فهو تكليف سيسأل الله عنه يوم القيامة.
واكد المفتي، “الحجاب فريضة إسلامية لا شك فيها، وقد جاء بذلك الكتاب والسنة المطهرة وإجماع علماء الأمة، وما حدث أنني قلت في محاضرة بإحدى الجامعات، إن الإسلام لم يأمر بهيئة معينة للحجاب، بل هناك شروط له من أهمها أن يكون ساترا للمرأة عدا الوجه والكفين، وألا يصف ولا يشف جسم المرأة، ولكن من قام بنقل هذه التصريحات حرفها عن حقيقتها، وادعى بأني قلت “إن الإسلام لم يأمر بالحجاب”، وهو أمر عار تماما عن الصحة، وقد عدل التصريحات فيما بعد بشكل مناسب وتصريحاتي السابقة، وما تؤكد عليه دار الإفتاء المصرية والمؤسسة الدينية الإسلامية دائما أن الحجاب فريضة إسلامية على كل امرأة بالغة”.
وبسؤاله حول مواجهة المجتمع لدعوات لخلع الحجاب، قال “علام”، “تلك الدعوات هي دعوات هدامة، وتسعى إلى إثارة الاضطرابات في المجتمع المصري، فالحجاب كما قلت سابقا فريضة إسلامية، فوجوب ستر المرأة جسدها ما عدا وجهها وكفيها وقدميها وبعض ذراعيها هو من الأحكام الشرعية القطعية التي أجمع عليها المسلمون عبر العصور على اختلاف مذاهبهم الفقهية ومشاربهم الفكرية، ولم يشذ عن ذلك أحد من علماء المسلمين سلفا ولا خلفا، والقول بجواز إظهار شيء غير ذلك من جسدها لغير ضرورة أو حاجة تنزل منزلتها هو كلام مخالف لما علم بالضرورة من دين المسلمين، وهو قول مبتدع منحرف لم يسبق صاحبه إليه، ولا يجوز نسبة هذا القول الباطل للإسلام بحال من الأحوال”.
وأضاف مفتي الجمهورية، “موقف الشريعة الإسلامية بكافة مصادر تشريعها من فرضية الحجاب منذ فرضه الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمع عليه المسلمون سلفا وخلفا منذ عصر النبوة وحتى عصرنا الحاضر، هو موقف واضح قاطع حاسم لم يجر فيه الخلاف قط بين علماء المسلمين، ولم يقل بنفيه أحد من المسلمين على مر العصور وتتابع الأجيال، ولا هو في أصله مما هو قابل لأن يجري فيه الخلاف، ولا هو مما يتغير بتغير الأعراف والعوائد والبلدان؛ فلم يكن أبدا من قبيل العادات، بل هو من صميم الدين وتكاليف الشريعة التي حملها الله الإنسان دون سائر الكائنات، وهو سائله عنها يوم القيامة”.