صاحب مقولة “دن دن دن”: أضحكنا بعفويته ثم أبكانا بدموعه الحارقة

11Nrj

برغم الأسى والحزن الذي خيم على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، إلا أن الطفل عيسى أبو رويشد استطاع أن يرسم البسمة والضحكة على شفاه المكلومين والحزينين بروحه الطيبة والعفوية، التي تحدث بها عن القصف “الإسرائيلي” لمنازل عائلة السواركة في دير البلح وسط قطاع غزة.

وتعد جريمة عائلة السواركة، من أفظع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال خلال التصعيد الأخير، راح ضحيتها 8 شهداء جلهم نساء وأطفال، بعد أن انهال على البيت 4 صواريخ اف 16.

فالطفل أبو رويشد، استطاع أن يخطف قلوب الفلسطينيين بحديثه العفوي والبريء عند وصفه لمشاهد القصف على منزل عائلة السواركة، حتى بات حديثه وألفاظه مشاعة ومنتشرة بين أوساط المواطنين.

فعندما عبر عن شعوره لحظة القصف قال “شعرت أن البيت يقول دن دن دن”، فمجرد أن انتشر الفيديو كان الشارع كله ومواقع التواصل الاجتماعي يكرر ويعيد هذه الألفاظ.

ولكن سرعان ما أبكى الطفل أبو رويشد الشارع الغزي كما أضحكه ورسم البسمة على وجهه، عند حديثه عن فقدانه لأصدقائه الشهداء، واستطاع أن ينقل معاناة وآلام الفرقة والبعد بين الأصدقاء.

فالطفل عيسى عاد لمقاعد الدراسة أمس السبت 16/11/2019، لكنه افتقد لصديقه الذي ارتقى شهيداً مع أخوته وعائلته السواركة، في المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال.

وأعرب عن ضيقه وخنقه لغياب صديقه الذي تربطه به علاقة جيدة، وقد ارتقى شهيداً، ولم يعد يراه أم يلتقيه كالسابق، وبكل براءة يقول:” أعيش هم كبير فالاحتلال سرقت مني صديقي”.

ويضيف بحرقة وألم ودموع: “أفتقد لصاحبي، كنت بسهر معه وبلعب معه وبنروح مع بعض على المدرسة، مش عارف كيف بدي أعمل بعد هيك، حسبي الله ونعم الوكيل”.

وتابع ببراءة: “حرام عليهم يقصفوا أطفال ونساء نائمين في بيوتهم يشعرون بالأمان، ماذا فعل هؤلاء الأطفال لإسرائيل، فأنا صدمت عندما عرفت أنه استشهد”.

ولم يستطع أن يكمل حديثه فالدموع غالبته، حرقة وألم، فيما شاركه دموعه أبناء شعبنا الذين ضحكوا معه سابقاً، ليعبر عن حالة فريدة بين الضحك والدموع، والابتسامة والحزن لا يعيشها سوى الفلسطينيين.