صحائف طويت وأعمال أحصيت وأنفاس انقضت

FB IMG 1600964696503

⁦▪️⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

وكان السلف الصالح أحرص ما يكونون على الوقت:

فهاهو أبو مسلم الخولاني يقول :

“لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد ، ولو رأيت النار عيانًا ما كان عندي مستزاد”..

(صفة الصفوة).

وقال رجل لعامر بن قيس: “قف أكلمك ، قال: فامسك الشمس”

وكان داود الطائي يستف الفتيت ويقول :

“بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية”

قال أبو بكر بن عياش:

“ختمت القرآن في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة”..

وكان عمير بن هانئ يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :

“مَن قال سبحان الله العظيم وبحمده؛ غُرست له نخلة في الجنة”..

(رواه الترمذي من حديث جابر)

فكم ضيَّعنا من نخيل؟

وصدق القائل حيث قال:

إذا مر بي يوم ولم اقتبس هدى

            ولم استفد علمًا فما ذاك من عمري

⁦⁩شباب اليوم :

أما شباب اليوم فقد ماتت فيه الهمم ، وخارت العزائم ، وأصبح هناك دعة وراحة وتكاسل ، تمر الساعات والأيام ولا يحسب لها حساب

ينادى أحدهم على صاحبه قائلًا : “تعال لنضيع الوقت”!

فتضييع الأوقات بمشاهدة المباريات ، أو الجلوس في الطرقات، أو المحادثة على الشات ، وتضيع الساعات على النت أو الفضائيات ، وهذا كله دليل على مقت الله للعبد ، كما قيل:

من علامة المقت إضاعة الوقت.

فالمؤمن ليس عنده وقت فراغ ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:

﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾

[الشرح:8]

فَإِذَا فَرَغْتَ من شغلك ومن الناس ومن شواغل الحياة ، فتوجه إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة.

يقول الشافعي رحمه الله:

“صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين ، سمعتهم يقولون:

“الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”..

“ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل”

📑 قال ابن القيم كما في “مدارج السالكين” مُعلقًا على كلام الشافعي:

“يا لها من كلمتين ما أنفعهما وأجمعهما ، وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته”.اهـ

فمن جهل الشباب بقيمة الوقت يفرحون بمغيب شمس كل يوم ؛ وهم لا يدركون أن هذا نهاية يوم من أعمارهم لن يعود أبدًا إليهم،

صحائف طويت ، وأعمال أحصيت ، وأنفاس انقضت!!