أبرز ما يثيره فيلم التشويق الأمريكي ،”الركض، الاختفاء، القتال“ أو ”Run hide fight“، لنشهد صراع النفس البشرية في سبيل البقاء وسط تسارع الأحداث المعاصرة.
حيث تدور أحداث العمل حول تعرض مدرسة ثانوية لاقتحام مسلح أثناء الدوام الرسمي في فترة الاستراحة عند ذروة الازدحام، لينتشر الرعب بين الطلبة المراهقين مع كثافة إطلاق النار العشوائي والمشاهد الدموية، إذ يهدد مسلحون بقتل رهينة جديدة بين دقيقة وأُخرى.
وعلى الرغم من أن العنف بأشكاله المتعددة مألوف نوعا ما لدى جمهور أفلام الحركة، ولكن المخرج يتجاوز المألوف ليقدم فيلما يعتمد على كارثة بشرية يذهب أثرها كثير من الضحايا البريئة، فإطلاق النار الجماعي على مراهقين أبرياء يبرز الشر المطلق، تاركا المُشاهد في بقعة مظلمة وباردة في حالة تشنج وترقب.
حيث تجسد الممثلة ”إيزابيل ماي“ دور المراهقة ”زوي“ البالغة من العمر 17 عاما، التي تعاني من توتر ومشكلات مع عائلتها ما ينعكس على حياتها المدرسية، لتتحول إلى فتاة غضوبة انفعالية كثيرة الحركة ومتسلطة، لكنها في الوقت ذاته شجاعة مغامرة تسخّر نمط شخصيتها المختلفة في سبيل إيجاد حل للمأزق المُحدق بهم.
وتستخدم الممثلة ”إيزابيل ماي“”زوي“ ذكاءها ومهاراتها بطريقة ملفتة ومشوقة في سبيل الحفاظ على حياتها ومساعدة الآخرين، والفرار من الهجوم المسلح والوصول بهم إلى بر الأمان.
وعلى الرغم من فتور مشاهد البداية وحركة الكاميرا البطيئة والحوارات الباعثة للملل، نلاحظ ارتفاع وتيرة الحركة والتشويق تدريجيا وتحسن أداء الممثلين بشكل لافت عقب الاقتحام، لينجح المخرج في إيصال الإحساس بالخطر المحدق، ويجعل المُشاهد غارقا في حالة الدهشة من برود المسلحين وقدرتهم على الاستفزاز والتلاعب بمشاعر الطلبة، والتلذذ بإطلاق الرصاص وكأنهم يلعبون بالدُمى.
حيث يسلط الفيلم الضوء على خطورة استخدام وسائل العنف والترهيب بجميع أشكالها في أوساط المراهقين، وما ينتج عنها من آثار نفسية مدمرة تحدث خللا ونقصا في شخصية المراهق وهي في طور النضوج.
ولفت بعض النقاد إلى تجسيد الفيلم لواقع الحياة المعاصرة في الولايات المتحدة بعد تكرار حوادث العنف المسلح في المدارس.
ويتطرق العمل للتطرف والقسوة والأسباب الاجتماعية النفسية المسببة لذلك، فنشهد تلاشي جميع المبادئ والمعتقدات الراسخة في لحظات الخطر التي تكشف عن وحشية النفس البشرية.
حيث تعرّض الفيلم لانتقادات عديدة من قِبل النقاد والجمهور، إذ أشار أحدهم إلى أن المؤامرة مُبالغ فيها جدا بغية الارتكاز على عنصر الصدمة.