طبيبان وخريج لغات فى مطعم فول وفلافل منذ الصغر لمساعدة أبيهم في تحمل المعيشة

وراء بداية مشوار الكليات المرموقة من مطعم فول وفلافل قضى 3 أشقاء داخل أروقته الليالي منذ الصغر لمساعدة أبيهم في تحمل المعيشة،

ولقد استمرار فتح منزل بسيط دافئ محاط بسعي الأب وحنان ودعاء الأم؛ ليكون سببا في نهاية المطاف للوصول إلى بر الأمان والخطو نحو المستقبل الجديد، ما بين طالب في كلية الطب وآخر بطب الأسنان وثالث خريج كلية اللغات والترجمة. 

“أحمد، أشرف، علي”.. الأشقاء الثلاثة أبناء “محمد جانو”، نماذج مشرفة في ريعان شبابهم، ينحدرون من قرية “أويش الحجر” بمركز المنصورة التابع لمحافظة الدقهلية، عُرف عنهم حسن السير والطموح والتفوق الدراسي، واشتهروا ببرهم لوالديهم كونهم بجانب مذاكرتهم حرصوا على مساعدته في العمل بالمطعم حتى بعد التحاقهم بكليات القمة، دون كلل أو ملل أو حرج مما حولهم. 

قبل نحو 10 سنوات، فتح الأب مطعم الفول ووقتها كان ابنه الأكبر “أحمد” على مشارف المرحلة الثانوية الأزهرية، بحسب حديثه مع “الوطن”، متذكرا تفاصيل تلك المرحلة بما فيها من ذكريات بدت سعيدة له، راويا إياها بصوت متعقل لما يقوله: “كنا نتناوب في المحل مع الدروس والمدارس، وفي الليل نبدأ المذاكرة والتي لا تحسب بعدد الساعات”. 

حياة الثلاثة أبناء “أحمد، وأشرف، وعلي”، لم تكن فقط بين المذاكرة والعمل، فأحيانا يتخللها بعض الأوقات الترفيهية لكنها بحساب، فليس لديهم وقت بدون هدف، خاصة مع شعورهم الكبير بالمسؤولية والطموح؛ ليتحقق بعد سنوات من المذاكرة والتعب، أول حلم بظهور نتيجة الثانوية العامة لـ”أحمد” الذي فاجأ والديه بالتحاقه بكلية الطب جامعة دمياط، متذكرا: “والدي كان متفاجئ لكن ثقته فيا كبيرة، ووقتها حوش عشان ندر أني لو دخلت طب هيوزع لحمة”. 

تفوق الابن الأكبر لحق به التوأم بعد سنتين، وقد لتحق أحدهما بكلية الأسنان، والآخر بكلية اللغات والترجمة، رغم صعوبة المناهج الأزهرية وقت دراستهما وتغير المناهج التعليمية بحسب “أحمد”، الذي تابع: “حلم والدي كان إنه يقدم حياة كريمة لأولاده ويوفر كل سبل الحياة ليهم”. 

ووصل “أحمد” لسنة الامتياز بكلية الطب، فيما “علي” أصبح بالسنة النهائية بكلية الأسنان، أما “أشرف”، فاستطاع التخرج من كلية اللغات والترجمة والعمل بأحد الشركات “كول سنتر” حتى يستطيع الحصول على فرصة تناسب مؤهلاته الدراسية.

ورغم وصول الأشقاء الثلاثة إلى أماكن مرموقة بكلياتهم إلا أنهم حتى الآن مازالوا يساعدون والدهم بمطعهم عند وقت فراغهم، محاولين مساندته حتى يتثنى لهم الاعتماد على أنفسهم ودعم قرة أعينهم، حيث يقول “أحمد”: “التجربة مكنتش سهلة خاصة وإن كليتنا بعيدة عن أهلنا.. لكن لدينا حلم وثبات بأهمية تحقيقه”.