طقسة الأربعين

FB IMG 1601319063620

معظم المصادر القديمة ذكرت بأن مدة التحنيط عند قدماء المصريين كانت تستغرق حوالى 70 يوما … و 70 يوما هى الفترة اللازمة لخروج كل سوائل الجسم الذى يمكث حوالى 55 يوما مغمورا فى ملح النطرون بعد أن يتم تفريغ كل الأعضاء الداخلية ماعدا القلب الذى يترك بداخل الجسم لأنه هو الشاهد على صاحبه يوم القيامة ….

ويتم وضع الأعضاء الداخلية للمتوفى فى 4 آوانى كانوبية تزينهم رؤس أبناء حورس الأربعة …
-امستى
-حابى
-دواموت اف
-قبح سنو اف

ثم تضاف الزيوت و الحناء و القار و سائر المواد التى كانوا يستخدمونها فى عملية التحنيط ، و كانت هذه المدة ال 70 يوما تنطبق على الملوك و على العامة على السواء و من بعدها تتم عملية الدفن ،….

لكن يبدو أن فترة التحنيط قد تقلصت إلى 40 يوما فى العصر اليونانى الرومانى و أصبح مستوى التحنيط رديئا بعد انقضاء زمن الحضارة المصرية العظيمة و دخول البطالمة لمصر الذين استمروا أيضا فى عملية التحنيط و لكن بمستوى أردأ و اقل تكاليف … و هجر البطالمة التوابيت الخشبية و الحجرية الباهظة الثمن و لجأوا لتغليف المومياوات بالجبس ومواد أخرى قليلة التكاليف ثم تنقش فوقها الرسومات و النصوص الدينية و يتم الدفن فى اليوم ال 40 ….

وصار الالتزام بمدة ال 70 يوم محالا فى العصر اليونانى رومانى لأن التكاليف ستصير باهظة جدا و تجاهلوا الفلسفة الدينية لل 70 يوما ، لأن هذه المدة عند قدماء المصريين كانت فترة مقدسة ترتبط بدورة نجم الشعرى و مجموعة نجوم أوريون و هم الرموز السماوية لإيزيس و أوزوريس ….

و من هنا وصل للمصريين المحدثين فكرة العزاء فى اليوم الأربعين للموت …و استمريت فى الوجدان الشعبى المصرى…..
لنعرف باننا مصريين قدماء حتى النخاع …