عاما جديدا يطرق الأبواب


كتبت / شيماء حجازي…

نحن على مشارف استقبال عاما جديد ، سنودع عاما قد مضى بكل ما فيه من ذكريات .. وفراق .. وألم .. ولقاء .. لعل القادم أفضل بعد ماتجرعنا فيه كؤوس الحزن ولم يكن لنا حيلة إلا التشبث بالصبر ليداوي جروحنا الغائرة ، ضمدناها رغما عن ما بداخلنا ، لنكمل طريقنا ولتمضي بنا الحياة تتسع لنا أو تتضيق إلا أن نصل لنهاية الطريق ،
عاما يحمل حقائبه وقد أخذ ما أخذ من أعمارنا وفرق شملنا لم يكن لنا الاختيار ولكن هي خيرة الله لجميع أمورنا التى تختبئ فيها الحكم والنعم والعظة مما مضى .

عاما جديد الجميع ينتظر قدومه بلهفة ويتضجر من عام قد آن له الرحيل ، يمزق صفحاته المؤلمة ، ويفتح صفحات عام جديد لم ينل منها الحزن سطرا ويأمل منها فرحا ولا يسكب عليها دمعا ولا ينزف منها قلبا ، يتراقبون بشائر الفرح بين شهقاتهم وزفراتهم، يفرون من أحزانهم وأيامهم الباهته وضحكاتهم الموجعه وأحاديثهم الصامته ونظراتهم الباكية

عاما سيمضي لن يبقى ولن يعود ، ولكن سيأتي عاما جديدا نتأهب قدومه بين الحين والآخر محطة جديدة نقف عندها برهة إلى أن نصل لنهايته مودعينه كسابقه ولعله يترك لنا بصمته التي تعود لنا أرواحنا الغائبه من حياتنا لتدب الحياة فينا من جديد بعد ما أنهكها التمنى والانتظار في محطة فقد فيها الأمل لسنين عجاف يروي ربيعها أحلامنا المتعطشة عام بعد عام يطرق الأبواب نخشى خباياه ونبتسم سرا للقياه

عاما جديد يأتينا متوجا بالسعادة محققا لأمانينا التى فقدت طريقها إلينا ربما لتأتي بأكثر مما نتمنى ونأمل ، أهلكنا سرابها كثيرا ، ولعل العام القادم أفضل في كل شيئ عوضا عن كل ألم أمات الحياة بأعيننا يعود بها من جديد إلينا .