تظاهر آلاف من عرب إسرائيل، وفي يد الكثير منهم أعلام فلسطين، مطلع هذا الأسبوع في بلدة باقة الغربية في إسرائيل للتعبير عن خوفهم من أن تحرمهم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط من حقوقهم كمواطنين إسرائيليين.
ويتضمن مقترح ترامب الذي كشفت تفاصيله الأسبوع الماضي احتفاظ إسرائيل بمستوطناتها في الضفة الغربية.
لكنه أثار كذلك احتمال أن تصبح 11 بلدة حدودية عربية متاخمة للضفة الغربية جزءاً من دولة فلسطين الجديدة مما أثار قلق عرب الـ48 الذين يشكلون 21% من سكانها.
وقال العضو العربي السابق بالكنيست الإسرائيلي محمد بركة، إن “إسرائيل تريد أن تتخلص من هؤلاء المواطنين الذين يعيشون في أرضهم وفي وطنهم وفي فضائهم وفي تاريخهم”.
ومثل إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، انتقد عرب 48 خطة ترامب التي أشارت لحل “الدولتين” للصراع الممتد منذ عقود.
ويقول المنتقدون، إن تسليم المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة إلى إسرائيل مع جعل الفلسطينيين تحت سيطرة أمنية إسرائيلية يعني استحالة إقامة دولة مستقلة يمكنها البقاء.
ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين، فكرة تبادل الأراضي، قائلاً “نحن لا نوافق إطلاقاً ولا بأي حال من الأحوال على أن تضم أرض وسكان من إسرائيل إلى فلسطين”.
ومعظم عرب 48 مسلمون ومسيحيون ودروز وهم أحفاد الفلسطينيين ممن ظلوا في وطنهم لكن نزحوا داخلياً بعد حرب عام 1948.
لكنهم يشعرون بقلق من خسارة حقوقهم وصلاتهم بالأرض التي عاشوا عليها على مدى أجيال إذا تم نقلهم من إسرائيل إلى حكم الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، إن خطة ترامب أعطت الضوء الأخضر لسحب الجنسية من مئات الآلاف من العرب الذين يعيشون في شمال إسرائيل.
كما تأججت المشاعر مطلع هذا الأسبوع في بلدة أم الفحم الواقعة على تل يطل على الضفة الغربية عبر حاجز عسكري إسرائيلي على طول حدودها الشمالية.
وقالت امرأة تدعى أم محمود (42 عاماً)، بينما كانت تشتري مستلزمات منزلها من أحد المتاجر في أم الفحم، “أنا عربية فلسطينية ومواطنة إسرائيلية”.
وأضافت، “لا يمكنني قبول أن يتم نقلي إلى الضفة الغربية. على الرغم من أننا متماثلون، لا يمكننا ترك أرضنا وحياتنا وتقاليدنا. على الرغم من أنهم (فلسطينيّو الضفة الغربية) عائلتنا، فإن ذلك مستحيل”.
“مسألة افتراضية”
ذكرت خطة ترامب أن تبادل الأراضي قد يتضمن مناطق مأهولة وأخرى غير مأهولة وإعادة ترسيم لحدود إسرائيل، وبالتالي فإن ما يطلق عليه اسم “منطقة المثلث” ربما يصير جزءاً من دولة فلسطين إذا اتفق الجانبان على ذلك.
غير أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي شارك عن كثب في وضع إطار لخطة السلام في الشرق الأوسط، نفى أن يفقد سكان البلدات العربية في إسرائيل جنسيتهم إذا صاروا في نهاية الأمر تحت السيادة الفلسطينية.
وقال للصحفيين يوم الأربعاء، “لا يتم سحب الجنسية من أي شخص. لا نقترح ذلك”.
وعبّر بعض مسؤولي الحكومة الإسرائيلية في أحاديث خاصة عن تحفظات على هذه الفكرة.
وقال المسؤول في حزب أزرق أبيض المعارض غابي أشكينازي لتلفزيون (واي نت) الإسرائيلي على الإنترنت، “أعتبر ذلك مسألة افتراضية. هذا شيء يمكن للجانبين تقييمه كخيار بعد تنفيذ الخطة”.
وأضاف، “نعتبر بشكل لا لبس فيه المواطنين (العرب) في إسرائيل على قدم المساواة مع غيرهم من المواطنين”.