“عضو مجهول الهوية”
بقلم..منار العزب الطيب..
كاتب في فلسفة العلاقات الإنسانية والإرشاد النفسي والأسري..
لقد اعتدت، بالأحرى دربت نفسي أنى أرى مشاعر الشخص الذي أمامي بحيادية، دون إسقاط مشاعري على تجربته الشعورية، أو أطلق عليه حكما هل هو شخص جيد أم سيء.
وبالطبع لم يكن بالأمر الهين، فإنه من الصعب جدا الوصول لتلك المرحلة من الحياد في رؤيتي للآخر.
وبالرغم من ذلك، قد تراودني بعض اللحظات التي أطلق فيها حكما على الآخر، أو أسقط مشاعري دون وعي مني، ولكن سرعان ما أتدارك الأمر وأعود إلى نقطة الحياد.
وما ألهمنى لكتابة أهازيج ذلك المقال، ما يحدث في واقعنا الافتراضي على منصات السوشيال ميديا، ولا سيما صفحات المشكلات والاستشارات الحياتية العامة، حيث وجدت قدرا هائلا من التعليقات التي تحمل إطلاق الأحكام على صاحب الاستشارة أو أحد أطرافها، وليس ذلك فحسب، بل اتهامه بأسوأ الاتهامات، ناهيك عن السب والألفاظ المنافية للأخلاق.
وكأن ذلك الذي يكتب التعليق على الاستشارة رجلا من طراز ملائكي لا يخطيء قط، أو أنه يرتدى رداء الإله أو الحاكم القاضي الذي ينصب محكمة على متهم كل جريمته أنه أفضى بمشكلته تحت غطاء “عضو مجهول الهوية”.
إن “مجهول الهوية” أراد النصيحة، شعر بالضجر من صداع رأسه سعى أن يعبر عن ما يجول بخاطره، يفصح عن شيء يخشى أن يواجه به شخصا بصورة مباشرة، أراد فقط أن يتكلم بهوية سرية، لأنه يعلم جيدا أنه لو تكلم بشخصيته الحقيقية سيراه الآخرون مستوحشا، حقيرا، أنانيا، والمزيد والمزيد من قائمة إطلاق الأحكام.
وإنما في حقيقة الأمر، كل يرى بعين واقعه ــ ليس إسقاطا ــ بل من منطلق “كن جميلا ترى الوجود جميلا” والعكس صحيح.
حتى وإن كان سلوك من أمامك يعكس أنه شخصا سيئا، فلتلتمس له عذرا، بل سبعون عذرا، ولا تعين نفسك رئيسا على غيرك، كن ناصحا أمينا، صديقا داعما، لا ترتدي رداء القاضي وتطلق حكم الإعدام لمجرد أنك لم تمر بمثل ظروف ” عضو مجهول الهوية”.
ابدأي عامك الجديد بثقة: نصائح قوية للمرأة لتحقيق النجاح والسعادة في 2025
″ – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=131385
دور الأم في مساعدة أولادها على تجاوز تأخر التحصيل الدراسي
– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=131322
من هو الأفضل في المطبخ؟ الرجل أم المرأة؟ الإجابة قد تكون مفاجئة!
– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=131191
اترك رد
View Comments