عن العلاج بالقرآن

49670933 b683 4f5c bf9c 85a403eab3cd

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…

لا يوجد عاقل يمكنه أن يدعي أن القرآن كتاب في الطب أو العلوم الأخري.
فأما كونه شفاء للصدور فذلك لأنه رسالة روحية تنقل الناس من الكفر و الشرك إلي الإيمان بالله،

و هو أيضا رسالة أخلاقية تجعل مكارم الأخلاق أهم ما يتقرب به العبد لربه.
و لنا أن نعلم بأن الأمراض النفسية هي ناتجة في الحقيقة عن خلل في كيمياء المخ، حتي لو كان ذلك بسبب ضغوط خارجية،

لذلك تحتاج في علاجها لطبيب متخصص في الأمراض النفسية و العصبية.
و القرآن يستخدمه البعض للعلاج النفسي إما بحسن نية منهم معتقدين بقدرته علي ردع الجن التي هي السبب الرئيس للمرض النفسي فيما يقولون، و إخراجه من أجساد المرضي.
و هذه الممارسات منهم مؤسسة علي توظيف النصوص الواردة في سورة الجن من سماع الجن للقرآن يُتلي و أنه نال إعجابهم و لذلك آمنوا به،بوصفهم نوعا من المخلوقات الخفية،و أيضا ما ذُكر عن السحر و قدرة البعض علي تسخير الجن للإضرار بغيرهم.
و هذا الفهم للنصوص الدينية يرفعه أصحابه سلاحا في وجه معارضي استغلال القرآن للمبتلين من أصحاب العلل.و نسي هؤلاء أن مثل هذا التوظيف الطبي خاصة من شأنه تحميل القرآن ما لا يحتمل،بإسناد كل الأدوار الدنيوية له،و كأن الله لم يخلق لنا عقولا تبحث و تكتشف.
و الحقيقة هي أن التأثير العلاجي للقرآن “قد” يعتمد علي قوة الإيحاء و تأثيره النفسي علي المؤمنين به فقط،و ليس علي كل الناس.
و تبدأ المشكلة باستخدام القرآن للتكسب و الدجل،أو علي الأقل لإثبات نسبه لله بوصفه كلامه الذي جاء بيانا لكل شيء.
و لكن الكارثة هي أن المرضي الذين يلجأون لذلك النوع من العلاج غالبا ما يتأخرون في التشخيص و العلاج الطبي لتصبح حالاتهم المرضية أكثر حدة و قسوة.