عن العلمانية سألوني !

عن العلمانية سألوني !
عن العلمانية سألوني !

عن العلمانية سألوني !

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلمانية مصطلح ينتمي إلي العصور الوسطي و يعني – ببساطة شديدة – فصل سلطة رجال الدين عن سلطة الحكومات ، ولكن المتطرفين الدينيين في كل عصر يعترضون علي هذا المبدأ الذي يؤدي تطبيقه إلي إنهاء سلطانهم علي بقية الشعب . فلجأوا إلي حيلة تكفير القائلين به ، و ما تزال هذه الحيلة معمولا بها و ناجعة حتي اليوم كما نري ، و المقصود هو إرهاب كل من يخالف فهمهم للعقائد الدينية رغم عدم وجود تفسير واحد لها يتصف بالحقيقة دون سواه.

.للمزيد من أسعار الدولار والذهب والعملات والأخبار الترند تابعونا على قناة التليجرام https://t.me/ghsjksjjs


و المشكلة هي في تحويل العقائد إلي مؤسسات اجتماعية و سياسية تجعل فكرة “الوصاية” أقوي حتي من مضمون العقيدة نفسها و الذي يشكل موضوع الوصاية : فطبقا لمبدأ ” الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر” يمكن لهؤلاء الزعم بوجوب فرض العقائد – كما يفهمونها – علي غيرهم و سلب حرياتهم ، و المزايدة علي الآخرين باسم الإيمان الذي هو بالأساس شعور شخصي لا يمكن تحويله إلي أي شكل مؤسسي .


و لنتجنب كل المشكلات الناتجة عن الاختلافات بين الأفهام ، علينا الاحتكام إلي العلم ، أي تجنب كل ما يتعلق بالعقائد الخاصة التي يناضل المتطرفون في سبيل جعلها عامة. و ذلك إنما يكون بالاحتكام إلي القوانين التي يتفق الناس علي صلاحيتها للتطبيق ، أعني القوانين الوضعية ،بشرط عدم تناقضها مع بنود الإيمان ، ،أي لا لدوافع إلحادية صرفة – برغم أن الالحاد موقف انساني محايد طبقا للحرية الدينية التي كفلها الله للناس – بل لتجنب الصراعات من أجل السلطة.


و بذلك تكون العلمانية هي الأنسب في مجالي السياسة و العلم الذي يتلخص تعريفه في “ما هو قابل للتحقق منه إما بالتجارب أو بالرياضيات ، أي فيما هو منفصل عن قناعاتنا الشخصية التي هي مناط الاختلاف”. و بذلك فإنني علماني بمعني أنني متمسك بالمنهج العلمي في السياسة كما في كل شيء آخر يصلح فيه التفسير العلمي ، فالعلمانية عندي كلمة مشتقة من العِلم لا من العالَم ( و هو معناها الأصلي )،و بذلك لا يمكن الاعتراض علي العلمانية حتي من السلفيين ، و من كل ذوي الاتجاهات السياسية الدينية لو كان منصفين.