غارات وانفجارات بـ “أصابع خفية”

20207251261753KD

تابعت/ فاطمة العامرية

يزداد التوتر على خطوط النار في المنطقة، غارات وانفجارات بـ “أصابع خفية” واعتراض طائرة مدنية إيرانية يبدو أنها “أخطأت طريقها” لتمر فوق أحد لأهم المواقع الأمريكية في الجنوب الشرقي لسوريا، وتمدد للتهديدات إلى الحدود اللبنانية السورية والإسرائيلية، تحضيرات لحرب كأنها ستقع في الساعات المقبلة، ضحيتها جنوب سوريا أو جنوب لبنان.

منذ أيام أغارت طائرات إسرائيلية في سوريا على اجتماع قرب مطار دمشق، يضم مسؤولين من ميليشيات حزب الله اللبناني وآخرين من الحرس الثوري الإيراني، المشاركون في الاجتماع كانوا يحضرون لضربة بالصواريخ على مواقع إسرائيلية رداً على تفجيرات موقع نطنز النووي في إيران.

وقتل في الهجوم عدد من الأشخاص أبرزهم ضابط بـ “الحرس” واثنين من الخبراء في مجال إطلاق الصواريخ لدى حزب الله، العملية الدقيقة التي طالت مواقع عديدة أخرى أدت إلى توقف إطلاق الصواريخ، وأجلت إلى حد ما حرب مصغرة كان يمكن أن تنشأ على الحدود، ولكنها دلت على مدى الاختراق المخابراتي الإسرائيلي لعناصر حزب الله والمسؤولين الإيرانيين.

تحشيد عسكري إسرائيلي
مقتل عنصرا حزب الله في الهجوم الإسرائيلي استدعى تهديدات من الميليشيات بفتح معركة انطلاقاً من جنوب لبنان ضد مراكز مدنية إسرائيلية في المستوطنات المحاذية للقرى الجنوبية. ما دفع إسرائيل إلى إرسال تعزيزات عسكرية للحدود منها كتيبة قوات خاصة من لواء “غولاني” المتخصصة بالحروب في لبنان.

وليل أمس تصدت “القبة الحديدية” الإسرائيلية لعدد من الصواريخ أطلقت من سوريا باتجاه الجولان، وأسقطتها، فيما أغارت مروحيات حربية إسرائيلية، على أهداف تابعة لحزب الله وميليشيات إيرانية في جنوب سوريا، من ضمنها مواقع رصد ووسائل تجميع استخبارات.

خطأ في الحسابات
مصادر إسرائيلية نبهت إلى أنه لدى مسؤولي “الحرس” في طهران أخطاء بالحسابات الميدانية، فهم يعتقدون بأن الفرصة سانحة لهم الآن للقيام بضربات سريعة أو حروب تشعل المنطقة في ظل انشغال العالم بالتوترات بين الولايات المتحدة والصين وصولاً إلى أزمة وباء كوفيد. وتقول المصادر إن الخطأ بالحسابات الإيرانية مرده إلى حجم الضربات التي أدت إلى “انهيار” منظومة “القوة” الداخلية والخارجية التي اشتعلت نيرانها منذ أكثر من شهر وطالت مراكز “القوة” الداخلية والخارجية لطهران.

خسائر فادحة
وبالعودة إلى سوريا، أكدت المصادر الإسرائيلية أن أكثر من 90٪ من برامج صواريخ الميليشيات اللبنانية و”الحرس” الإيراني دمرت بالكامل، وما بقي منها، أي 10٪ لا يمكن استهدافها بسبب تخزينها بأبنية مليئة بالمدنيين. وهو ما دفع إلى وقف الضربات عنها خوفاً على أرواح من يعتبرون في هذا الوقت “دروعاً بشرية”.

وتتخوف المصادر من أن تتحول إستراتيجية تخزين صواريخ الإيرانيين في سوريا إلى مثل ما يفعله حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يخزنها في شقق سكنية ومستودعات أبنية مليئة بالسكان المدنيين، ما يعيق إمكانية توجيه ضربات لتدميرها خوفاً من تحولها إلى”مجزرة” يحلم حزب الله بوقوعها ليسجل أهدافه السياسية.

في الساعات الأخيرة تسارعت التحضيرات العلنية على جانبي الحدود اللبنانية إسرائيل أرسلت قوات إلى الحدود وحذرت المدنيين من أي هجمات، بينما انتشر عناصر حزب الله مجدداً مبعدين عناصر القوات الأممية “اليونيفيل” عبر تهديد قيادتهم، كأنما المواجهة العسكرية واقعة غداً، ولكن المعطيات السياسية في بيروت تقول إن حزب الله هذه الأيام ليس في وارد إشعال حرب، فالأسباب كثيرة ومنها انكشافه مخابراتياً، وعدم قدرته على حماية جمهوره في حال اشتعلت أي حرب.

“تنفيسة”
التوقعات إذا ليست حرباً، ولكن هناك ما يسمى “تنفيسة” للاحتقان وهي أن يطلق حزب الله عدداً من القذائف على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل، تصيب أهدافاً ولا تقتل جنوداً إسرائيليين، ترد إسرائيل بقصف مواقع للميليشيات وتتدخل “اليونيفيل”، يتم بعدها تنفيذ وقف لإطلاق النار، بانتظار اجتماع مجلس الأمن الدولي خلال اسابيع لبحث وضع القوة الأممية وإمكانية دعمها بقرار دولي يزيد من قوتها أو يوقف دورها في جنوب لبنان.. وهناك تكون الحرب الحقيقية.