فن إتقان المسافات في زمن الكورونا

92634432 899642267149982 8042873303154556928 n

بقلم/ د. ليلى صبحي


المسافة النفسية هي مصدر الامن النفسي والتعبير عنة..وهي تعكس ثقة الشخص في الاخر ومدي الحاجة الية ..ومدي الرغبة في القرب او البعد عنة..وهي تختلف عن المسافة الزمانية والمكانية . المسافة المكانية بين بني البشر اصبحت ضرورة ملحة في زمن الكورونا ..اذا ما اقتضت الحاجة الماسة الي عدم الاضرار بالغير والذات ..فترك المسافة بيننا وبين الاخر اصبحت من اهم الاحتياطات الواجب الالتزام بها منعا لانتشار العدوي حتي بين الاصحاء..لان السليم قد يكون حاملا للمرض ولكن غير ظاهر علية لقوة المناعة لدية. لكن الامر هنا يستدعي وقفة..هل المسافة بيننا وبين الاخر تعني تباعد المسافة النفسية !! لا بالطبع فالتواصل الفكري والروحي والوجداني متواجد بوجود الانسان علي وجة البسيطة..وليس الانسان فحسب بل كافة الحيوانات والكائنات البشرية..فالمسافة النفسية وتوابعها وتداعياتها من مظاهر المودة والرحمة قائمة بقيام الانسان ووجودة علي ظهر الارض. النسافة النفسية التي لم تعد تحقق وظائفها وربما كانت ولا تزال احد الضغوط التي نعاني منها الان في ذمن الكورونا حيث نفتقد الامن النفسي وعدم الثقة في الاخر مهما كان قريب منا ليست الا من صنع البشر ..وصورة نمطية لمقولة البعد بين الفرد والاخر ..فليس هناك ادني تعارض بين المسافة المكانية والمسافة النفسية..والدليل علي ذلك انة قد تباعد بيننا الاميال وفراسخ من الكيلومترات ولكن تقارب بيننا المسافة النفسية. فماذا لو استقطبنا اطروحة ” التقارب والتباعد” لوجدنا ان العلاقات الانسانية تكمن في اتقان فن المسافات..فلا نقترب الي حد ابصار العيوب ..ولا نبتعد الي حد نسيان المحاسن ..الا ان نجاح العلاقات الانسانية في زمن الكورونا يكمن في قدرة الفرد علي استشعار احوال المحيطين بة عن بعد ..حيث لا ضرر ولا ضرار..وذلك مهما كلف البعض معاناة البعد التي لا ترتبط بقرب المسافات النفسية والتي تتوقف علي مكانة كل منا لدي الاخرين ومكانة الاخرين منا.