في الثامن مارس … كلمة ودّية إلى المرأة المتورِّطة في حضارة الغرب آنستي / أو / سيدتي

تتتت

الجزائر : بقلم : أ . د . بومدين جلالي…..

لقد جرّبتِ الحياة المعاصرة وفق المنظورين الغربيين السائدين : العلمانية الليبرالية والعلمانية اليسارية، وما جنيتِ من هذه وتلك إلا الفراغ الروحي والدمار النفسي، ففقدتِ تماسك الذات ودفْء العائلة، واستثمرتْكِ الحضارة الغربية المادية وامتداداتها المهيمنة على العالم في كل ما ظاهرُه لامعٌ فيه إغراء وباطنُه مظلم فيه فناءٌ…

قتلتْ فيك هذه الحضارة اللاإنسانية معاني البنت والأخت والزوجة والأم والخالة والعمة والجدة ولم تترك منك إلا جسدا مزخرفا بمثيرات الشهوانية الحيوانية التي بمجرد ذهابها تتحولين إلى كتلة بلاستيكية باردة لا تلفت اهتمام أحد ولا احترامه …

قتلتْ فيك هذه الحضارة اللاإنسانية معاني البنت والأخت والزوجة والأم والخالة والعمة والجدة ولم تترك منك إلا جسدا مزخرفا بمثيرات الشهوانية الحيوانية التي بمجرد ذهابها تتحولين إلى كتلة بلاستيكية باردة لا تلفت اهتمام أحد ولا احترامه …

حررتْك الحضارة الغربية من معالم هويتك الأصيلة كما حررتك من ذاتك الخاصة بما فيها من علاقات إنسانية طبيعية اتجاه الأصول والزوج والفروع وعموم الانتماء لتجعل منك ذاتا أخرى، خصوصيتها الوحيدة أنها أنثى ماتعة بجسدها للحظات قليلة قبل أن يبلى أو يصاب هذا الجسد ..

. ما هكذا الحرية يا أيتها المرأة التي كسّرت حصانتها الانتمائية فدخلت – دون أن تدري غالبا – في عبودية طغيان علماني غربي لا يتوقف إلا إذا جعل بني آدم – ذكورا وإناثا – مجرد حيوانات غير طبيعية تحت مستوى الحيوانات الطبيعية … ذاتك بروحها العميقة الإنسانية في حاجة إليك …هُويتك الأصيلة بأبعادها الثقافية الحضارية الدينية المنمازة في حاجة إليك … أصولك في حاجة إليك … زوجك في حاجة إليك … فروعك في حاجة إليك …

فإما أن تتمردي على هذه الحضارة المادية الغربية الشرّيرة فتسترجعي ذاتك وكل ما كان يميّز إنسانيتك سابقا، وإما أن تواصلي ذوبانك فيها الذي أصبح عبودية أسوأ وأخطر من كل العبوديات التاريخية المعروفة، وحينها ستكون هي بداية النهاية لك، وللرجل، وللإنسانية جمعاء في معناها الذي يدل عليه اصطلاح “الإنسان المُكَرَّ م” …أنت أمام اختيار وجودي.