بقلم مصطفى سبتة..
قالت عرافة قريتنا أبحر بثبات
وأجلس ياقلبي خلف الابواب
أجلس وأتأمل وجهى كالاغراب
يتلون وجهى لا أدري هل المح
وجهى أم هذا وجه كذاب
مد فأتى تنكر ماضينا
وأصبح الفء سراب وسراب
تيار النور جاء يحاورني
يهرب من عيني أحياناً
ويعود يدغدغ جميع اعصابى
والخوف يراودنى بكل عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرأتى تعكس الوانا
لون يتعثر في ألوان
والليل طويل والأحزان
وقفت تتناثر في ملل
وتدور وتضحك في وجهى
وتقهقه ضحكتها بين الجدران
الصمت العاصف يحملنى خلف
الأبواب فأرى الأيام بلا معنى
وأرى الأشياء بلا أسباب
خوف وضياع في الطرقات
ماأسوأ أن تبقى حيا
والأرض بقايا أموات وأموات
الليل يحاصر أيامى وهيامي
ويدور ويعبث في الحجرات
فالليلة مازالت وحيدا
أتسكع في صمتى حينا
تحملنى الذكرى للنسيان
أنتشل الحاضر في ملل
أتذكر وجه الأرض ولون
الناس هموم الوحدة والسجان
سأموت وحيداً قالت عرافة
قريتنا ستموت وحيدا
قد أشعل يوماً مدفاتى
فتثور النار وتحرقنى
قد أفتح بابى مهموماً
كى يدخل لص يخنقنى
أو يدخل حارس قريتنا
يحمل أحكاماً وقضايا
يخطئ في فهم الأحكام
يطلق في صدرى النيران
ويعود يلملم اشلائى
ويظل يصيح على قبرى
أخطأت وربى في العنوان
الليلة أجلس ياقلبي والضوء
شحيح وستائربيتى أوراق
وستائربيتى أوراق مزقهاالريح
الشاشة ضوء وظلام وظلام
اصبحت ظلام والوجه قبيح
الخوف يكبل أجفاني فيضيع
النوم واسكن بين ثنايا الليل
والبرد يزلزل أعماقى مثل
البركان أفتح شباكى في
صمت يتسلل خوفي يغلقه
فأرى الأشباح بكل مكان
أتناثر وحدى في جميع الأركان
الليلة عذباً اغرابا والعمر شتاء
فالشمس توارت في سأم
والبدر يجئ بغير ضياء
أعرف عينيك وإن صرنا بعض
إلأ شلاءطالت أيامى ام قصرت
فالأمر سواء فالأمر سواء
قد جئت وحيداً للدنيا
وسأرحل مثل الغرباء
قد أخطئ فهم الأشياء
لكني حبيبتي أعرف عينيك
فى الحزن سأعرف عينيك
فى الخوف سأعرف عينيك
فى الموت سأعرف عينيك
عيناك تدور فأرصدها بين
الأطياف أحمل أيامك فى صدرى
بين الأنقاض وحين أخاف
أنثرها سطرا فسطورا
أرسمها وأرسمها زمناً أزمانا
قد يقسوالموج فيقتلني فوق
المجداف قد يغدو العمربلاضوء
ويصير البحر بلا أصداف
لكنى أحمل عينيك
قالت عرافة قريتنا أبحر ما
شئت بعينيها لاتخش الموت
تعويذة عمرى عيناك
يتسلل عطرك خلف الباب
أشعر بيديك على صدرى
ألمح عينيك على وجهى
أنفاسك تحضن أنفاسي
والليل طويل وظلام
الدفء يحاصرمدفأتى وتدورالنار
أغلق شباكى في صمت وأعودأنام
قالت عرافة قريتنا
