ككل الحجارة !

ككل الحجارة !
ككل الحجارة !

ككل الحجارة !

بقلم / الدكتور ظريف حسين رئيس قسم الفلسفة بآداب الزقازيق…


من مخاطر التحجر الفكري:
١- عدم قابلية العقول المصابة بها لإنفاذ أي شيء من خارجها إلي داخلها ؛ فهي ( ككل الحجارة ) صلدة و صلبة و معتمة.
٢- استباقُك بالحَجْر عليك و محاكمتك مسبقا علي ما سوف تصدرُه إن أنتَ فكَّرتَ في إبداء رأي أو إصدار حكم مختلف ، من قبل أن تبديَه أو تُصدرَه . فهي عقول علي شكل أنوف قادرة – و هذه هي قدرتها الوحيدة – علي اشتمام ما تفكر أنت فيه للإسراع بإجهاضه قبل ميلاده ؛ لأنهم يعدونه ببساطة خطرا عليهم لو نجَوْتَ منهم و نجحتَ في إنجابه !

 .للمزيد من أسعار الدولار والذهب والعملات والأخبار الترند تابعونا على قناة التليجرام https://t.me/ghsjksjjs


٣- و إذا لم تُفلح الحجارة في قمعك قبل أن تضعَ حَملَك فسوف تراها لاهثة متحمسة لـ “إساءة فهْم” ما سبق أن صدر عنك ، و لاتهامك بالجنون أو الضلال علي أقل تقدير !
٤- و أهم الأدوات لإرباكك التسفيه و التعنيف و التخويف ، و النظر إلي ما لم تقله فعلا و كأنك قد قلتَه فعلا ! و لن تجد أثرا للأخلاق الحميدة التي قد يدعون إليها و يدعون أنها أهم مظاهر التحضر !
فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ، و المختلف فكريا يوضع في خانة الكافر.
٥- و علميا فإن هذا التحجر العقلي يلازمه تبلُّدٌ وجداني و سادية ( استمتاع بآلام الآخرين) زاعقة ؛ فلا هم يتركونك تبدي رأيا مختلفا و لا هم يرحمونك من كثرة ما أصابك من حدة ألسنتهم و سفاهة عقولهم ، بل يشعرون بكل المتعة إذا هم آلمَوك كشعور المنتصرين علي الكفَّار !
٦- و ما يلبث أن يتمثل “تحجُّرهم” هذا في صورة “مَحاجر” مهمتها تقطيع الحجارة الجاهزة و تسويتها لرجم كل من يفكر في الاختلاف ، و التشهير به بكل وسيلة و التشفي فيه و التمثيل بجثته معنويا و جسديا ( لو كان ذلك ممكنا) حتي لا تبقي له حيلة !