بقلم/ الشيخ عادل حيدر
هنيئًا لك أيها الشهيد فمما لا شك فيه أن سموَّ الأهداف وشرفَ المقاصد ونُبْلَ الغايات يَقتضي سموَّ التضحيات وشرفَها ورقيَّ منازلها ، ومن أسمى وأشرف وأرقى هذه المقاصد ما كان سببًا في نيل درجة الشهادة . والشهادة أنواع ، ومنها ما كان في مواجهة أعداء الوطن من دعاة الإرهاب والدمار، فقدّموا أرواحَهم فداءً ودفاعًا وحفظًا وصيانةً للوطن ابتغاء مرضاة الله تعالى ، بقدرةٍ ، وكفاءةِ أداء ، وتحملٍ للمصاعب ، وتَحَدٍ للمحن ، مع استمرار يقظة ،وعمل، وسهر، وتعب ، وتشغيل كل حواسهم من أجل تحقيق الأمن والأمان والسلامة والسلام لمصرنا العزيزة . فهنيئًا لك أيها الشهيد نيلك أشرف صُحبة ورُفقة في الجنة ؛ لأنها تكون في معية الأنبياء والصديقين والصالحين ، يقول سبحانه وتعالى :”وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا “.
هنيئًا لك أيها الشهيد استمرار الأجر على أعمالك الصالحة التي قدمتها في حياتك ، فلا ينقطع الخير عنك بعد استشهادك ؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):”من مات مرابطًا في سبيل الله أجرى عليه أجرَ عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه ، وأمن من الفتان ، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع” . هنيئًا لك أيها الشهيد نماء عملك الذي قدمته في الدنيا واستمرار ثوابه إلى يوم القيامة ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : “كلُّ ميتٍ يُختَمُ على عملِهِ إلا المرابطَ في سبيلِ اللهِ فإنَّهُ يُنْمَى له عملُهُ إلى يومِ القيامةِ ويأمنُ من فتنةِ القبرِ ” . ………… نسأل الله الشفاء العاجل لزملاء الشهيد الذين أصيبوا. اللهم احفظ مصر وشعبها . اللهم آمين بجاه الأمين.