كيف تعطى

95665984 1953262911481393 1704870204242132992 n

كتب : على امبابى

أتعس خلق الله من نزع الله من قلبه الرحمة ، فانطوت ضلوعه علي قطعة من الصخر ! فلا يري آلآم البؤساء و آنات الفقراء ، فهو من دنياه الفقير رغم غناه !!، الشقي و لو بدا له غير ذلك !! و سيظل يدور حول نفسه التي هي مركز الكون لديه ، حتي يضيع في تيه رغباته الي الأبد.
هذه الايام كثيرا ما نري حال ناس أجبرها فقرها المدقع ، ان تفترش الغبراء و تلتحف السماء ، ليس لها من حطام الدنيا الا ملابس رثة رقيقه ، لا تقيها حر الشمس و لا برد الشتاء ، و قد التصقت بطونهم بظهورهم ، فكانوا كانهم في مجاعة لا ينالون طعاما فيشبعوا ، و لا موت من ذُل الحاجة فيستريحوا ، لكن ما يجعل القلب مطويا علي نار ، ان هؤلاء الناس قد زادوا هذه الايام مع شظف العيش و غلاء الأسعار ، فكانت المأساة انك مهما تعطي فهو قليل ، و مهما تجود فهو شحيح ، فتصبح متحيرا كيف تعطي ؟! و كيف تمنع ؟! و ما هو الحد الفاصل بين العطاء العادل و المنع العاقل ؟! لكن ما يقوض الضلوع و يدمي الروح اكثر ، هي تلك السيدات التي تفترش الارض ، لتبيعك بعض الخضراوات ، و ترفض اي عطاء ولا تقبل مال الا بشراء ، و قد ظهرت علي محياهم أثار الأخذ بعد العطاء ، و فقدان النعمة ليحل بعدها الشقاء ، فلا يستطعن إخفاء دمعات بين الاحداق ، يبتلعونها بغصة تشعر بنارها بين جنباتك ، هؤلاء من يستحقون عطفكم، فقد جمعت عليهم الدنيا الفقر و الهوان ، بعد عز و نعيم في الاوطان !!.