بقلم : تامر إدريس
جملة لم تصدر عن فيه خير خلق الله عبثا؛ رفقة الغار ؛خاتم المرسلين، صادق الوعد كذا الأمين، وصدِّيقه ذاك الخل الوفي في حمى الحفيظ العليم رب العالمين…
عدو متربص من صناديد المشركين ، ما انفكوا متجهمين مترصدين ذا الشمال وذا اليمين ، أقسموا على سفك الدماء كل حين ، على الضالين المضلين مجتمعين ، وعن الحق والرشاد منصرفين معرضين….
من أرسله ربه رحمة للعالمين ، إماما للمتقين ، وشفيعا لأمته يوم الدين؛ يلمح في عيني صاحبه ترقبا للخطر، ويستشعر فيه محياه بعض الضجر ، يهمس إليه بواقع من أعياه الحذر؛ “إذا نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا”….
رويدك يا رفيق الغمة ، يا من رجح إيمانك إيمان الأمة ؛ ما ظنك باثنين ثالثهما الله ؟!! ، هو معنا أينما كنا، من يخشى الله حقا فكل الخلائق تخشاه، لا تحزن ولا تخش مكروها، من كان لله مسلما فعناية الله ترعاه…
عميت الأبصار وما فقئت أعين ، صُمَّت المسامع وما تلفت آذان ، خشعت الأصوات وما قطعت ألسن، غشيت أفئدة السلام السكينة ، عمَّت الراحة السريرة ، أُنزِلت الملائكة أولي الشيم الفضيلة ، نصر الله عبيده ، هزم جموع الشرك بجند بسيطة، حمائم وعنكبوت ضئيلة ، رجل بأمة وأمة برجل، تلك هي الحقيقة…
(إن تنصروا الله ينصركم ، إلا تنصروه فقد نصره الله ، ولينصرن الله من ينصره ، ألا إن نصر الله قريب )، يصل نبي الرحمة يثرب وصحبه، تاقت الأرواح للقيا الأحبة، مهاجرة وأنصار عمتهم الألفة والمودة، أخلصوا وعملوا فكانوا لله ولرسوله حزبه وجنده…
سكون سرى بالأجواء ، صفاء تخلل الأرجاء ، عباد لله على النهج القويم قد استقاموا ، في بقاع الجود استقروا ، حازوا المناقب والمآثر كلها قد فطنوا، قرار العيون ظلوا على الصراط المستقيم قياما ليلا ،نهارا ،سرا جهارا ،ما حزنوا يوما ولا ملوا ، برضا الله ورسوله فازوا، حباهم الله حبا وذكرا وأثرا في أدنى إجلالا على ما عاشوا وعليه قد رحلوا ….
هكذا تكون الهمم ، بالشدائد تعرف الرجال ، بالنار يزكى الحديد ، يذهب الكير بخبثه ويبرز للعيان النصل الشديد، بَتَّار للعدا، قاصم لكل جبار عنيد، هلاك الطغاة أمر أكيد، الزم خطا الناجين دوما، واحذر عنها أن تحيد…
صدقت يا رسول الله ، يامن أنت البشير النذير، يامن بشرتنا متى أطعنا بالوعد وأنذرتنا متى عصينا بالوعيد، قد قلت وقولك الحق : ” الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين”، ذاك خير مديد…
الجنة حق ، والنار حق ، نبشرك بأنَّـا على الدرب سائرون ، بحبل الله المتين معتصمون، بالكتاب والسنة متمسكون، بعرا الإسلام الوثقى مستمسكون، وبقضاء الله راضون…
في سبيل الله ورسوله بواسل مجاهدون ، شهداء أبرار وجحافل صامدون، وعلى الأذى والنزال صابرون محتسبون، شهيد أنت على عهدنا يوم العرض العظيم كما أنَّنا على الناس شاهدون…
ستبقى بلادنا في عز وفي أمن، لا نخون أمانتك فينا، وقوانا أبدا لن تخور، على أديمها، وفي أحشائها، وتحت سمائها، وبين طيَّاتها قائمون، راجلون، ضامرون، راكضون، ناهزون، حتما إنَّنا فائزون..