بقلم :عصمــــت مصباح يوسف خورشيد
( مدرس مساعد – قسم رياض الأطفال- كلية التربية -جامعة طنطا/دولة :مصر)
لَقَدْ تغيرت الحياة اليومية للأسرة في لحظاتْ ، و حتى العُطْلَة الصَيْفِيِّة أصبحت في الحُجُراتْ!
لكن كيف الحال لو انتهت ” كورونا” و أردنا استثمار الاجازة الصيفية مع أطفالنا ، أو بسؤال آخر نقول : ” ماذا نتمنى لأطفالنا بعد كورونا ؟!” .
للإجابة على هذا السؤال تَخَيَّلْتُ نفسي كَطِفْلَة فِي كوكب ” اليابان ” ، و قلت : ” ماذا أتمنى الآن ؟!” ، فوجدت نفسي شائقة إلى التعرف على العطلة الصيفية داخل ” اليابان” ؛ و إليكم ما يتمنى كلُّ طِفْلٍ عَرَبِيٍ تطبيقه …
إِنَّ العطلة للأطفال في ” اليابان” تكون في شهري ” يوليو” ، ” أغسطس” فتكون عطلة بين الترفيه و تنمة القدرات ؛ بحيث يتم تعلمهم لما لم يمارسوه داخل المدارس أثناء فترة دراستهم ؛ و لَكِنْ المدارس تقوم بمساعدتهم أيضًا بإعداد برامج لقضاء عطلتهم الصيفية باستمتاع و تنظيم ؛ فتُنَظِم ” المدارس اليابانية” تمارين صباحية في الصباح الباكر و في الهواء الطلق ؛ لكي يحرص الأطفال على الاستيقاظ مبكرًا ، و تفتح لهم حمامات السباحة لكي يمارسوا هواية السباحة كرياضة و ترفيه .
تَحْرِص ” المدارس اليابانية ” على إمداد الأطفال ببعض الواجبات المنزلية البسيطة ؛ لتعويدهم تخصيص جزءٍ من يومهم يختارنه بِحُرِّيَّة فيجيبوا عن بعض الواجبات .
ليس فقط ذلك بل إِنَّ عملية ” القراءة ” تكون شيئًا ممتعًا فيقرؤون بعض الكتب التي يختارونها ثم يناقشون ما تم قراءته .
و في أكثر الأحيان يُطَلَبُ مِنْ كل طفلٍ تسجيل ” البَرْنَامَج اليومي” له بالتعبير بالكلمات أو الصور عن كيفية قضاء يومه .
و من أهداف البرنامج في ” العطلة الصيفية” تنمية قدرة الطفل على التخيل و الابتكار ؛ فكل طفل مُطَالَب بإعداد مشروع بسيط من الخامات المختلفة المتوفرة في بيئته مع تسجيل بعض الملاحظات أثناء إعدادهِ هذا المشروع .
ففي ظَنِي هو إعدادٌ هائلٌ للطفل لمجال ” البحث العلمي” مُستَقْبَلًا !
تشمل “العطلات الصيفية” تنظيم رحلاتٍ مختلفة بين الجبال تارةً و الشواطي تارةً أخرى .
فَبَيْنَ الجِبَالِ يُشَارِكُون في رَبْطِ الحِبَالِ ، و يتعلمون كيف يكون الطهي بدون كهرباء ، و أكثر شيٍ يمتعهم هو الغناء مع اللعب حول نار المعسكرات في المساء .
ففي تلك المعسكرات يكتسب الطفل مهارات التنظيم الذاتي و الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية؛ لذلك يتم حث الآباء على إرسال أبنائهم دون تردد إلى هذه المعسكرات بدءً من سن طفولتهم المبكرة .
و بذلك تكون أجازة ” الأطفال اليابانيين ” بين مرحٍ ، فَرَحٍ ،رفاهية ، وإكتساب مهارات ذهنية و حركية و اجتماعية لا حدود لها …
و هكذا تكون العطلة الصيفية للأطفال اليابانية ؛ لذلك بعد انتهاء ” الكورونا” أتمنى لكل طفلٍ عَرَبِي تطبيق دولته لهذه البرامج التي تعدها ” اليابان” .