ما عُدّتُ أَدعو اللهَ غَيرَ موتَتي

87287231 2657121014562168 6443902333708402688 o

شعر: رافع آدم الهاشميّ

ما عُدّتُ أَدعو اللهَ غَيرَ موتَتي … إِذ قَد فَقَدتُ في العَذابِ حيلَتي

جُلُّ الأُناسِ بَينَ لَهوٍ عابثٍ … وَ الظُلمُ عَنِّي قَد أَزالَ سَلوتي

ماذا أَقولُ وَ الدِّماءُ قَد غَدَتْ … بَحرَاً تَجارَى في فُؤادِ لَوعَتي!

كَمْ كُنتُ أَدعو اللهَ فيما قَد مَضى … أَنْ تَستَزيدَ الْقُربَ مِنهُ خِلَّتي

حينَ استجابَ لي وجدّتُ إِنَّني … في قَعرِ سِجنٍ تَعتَليني حَيرَتي!

ماذا جَنيتُ كَي أَعيشَ في لَظىً … تَحتَ الثرى وَ السَوطُ صَوتُ صَرخَتي؟!

هَلْ أَنَّ عَدلَ اللهِ كانَ قَد بَدَا … في أَنْ أَكونَ ذا غَريبَ مِلَّتي؟!

أَمْ أَنَّ هذا العَدلُ كانَ قَد مَحَا … حينَ استجابَ لي جَميعَ فَرحَتي؟!

أَمْ أَنَّ قُربَ اللهِ نارٌ تَصطلي … قَد أَحرقَتني حينَ زادَتْ تقوَتي؟!

ها قَد غَدوتُ في التُّقى نوراً بَدا … ناراً تَزيدُ في جِراحِ شِقوتي!

قَد صَيَّرَتني في العَذابِ صَاغِرَاً … أَبكي بدَمعٍ تَشتَكيهِ شَكوَتي!

يا خالِقي يا مَنْ عَشِقتُ صادِقَاً … هَلْ أَنَّ عِشقي فيكَ كانَ قَتلَتي؟!

مُذ قَد غَدوتَ لي حَبيبَاً دائِمَاً … وَ القَلبُ حَلَّتْ فيهِ قَسرَاً حَسرَتي!

أَنتَ العَليمُ يا إِلهي أَنَّني … في الليلِ تَبكي باحتراقٍ سُجدَتي

أَرجو النجاةَ مِن عَذابٍ غائرٍ … مثلَ الْحِرابِ في الْحَشا وَ غَلَّتي

عَجِّل بنجعٍ يَحتويني مُسرِعَاً … فالآهُ منِّي قَد أَبادَتْ شُعلَتي!

إِنِّي عَكِفتُ الآنَ طَوعَاً مُكرَهَاً … بَينَ اعتِكافٍ يَستَجيرُ غوثتي

لا أَرتَجي شيئاً سوى منكَ اللُّقا … يا خالِقي رُحماكَ اِرحَمْ لَهفَتي!

مِنْ أَجلِ هذا قُلتُ جَهرَاً صادِحَاً … ما عُدّتُ أَدعو اللهَ غَيرَ موتَتي.